اتهم الحراك الجنوبي الرئيس اليمني الأسبق علي سالم البيض بإرسال عناصر مسلحة تدربت في إيران، لإحداث أعمال عنف بمدينة عدن تسببت أمس السبت في مقتل ثلاثة من عناصر الحراك. بدورها أعلنت مصادر في الحراك اليوم أن السلطات أفرجت عن 25 ناشطا اعتقلتهم أمس، بعد تحول مظاهرة للانفصاليين إلى مواجهة مسلحة مع الشرطة في عدن.
ويسود الهدوء المدينة غداة أعمال عنف اندلعت في أعقاب تجمع أقيم بمناسبة ذكرى سيطرة القوات الشمالية على جنوب اليمن يوم 7 يوليو/تموز 1994.
وقال الأمين العام للحراك الجنوبي عبد الله ناخبي ليومية "أخبار اليوم" اليمنية، إن مجموعات مسلحة من العناصر التي تدربت في إيران تنتمي إلى التيار الذي يقوده البيض ولها علاقة بجماعة الحوثي، اخترقت المظاهرات السلمية أمس للحراك واشتبكت مع قوات الأمن في عدن، الأمر الذي أسفر عن سقوط ضحايا.
وأضاف أن مجموعة مسلحة تنتمي إلى منطقة حبيل جبر بمحافظة لحج تابعة لتيار البيض، دخلت إلى عدن لإثارة الفوضى حيث اعتدوا على جنود الجيش في المنصورة.
وأشار القيادي بالحراك إلى أن هذه المجموعة المسلحة تنتمي إلى الفصيل الذي سبق له إعطاء مهلة للجيش للخروج من المنصورة، مع أن "الجيش في عدن مهمته وطنية وجاء لمحاربة (القاعدة) والمخلين بالأمن".
وأكد أنهم في الحراك الجنوبي ضد من يحمل السلاح ويتخلى عن العمل السلمي، وضد من يستهدفون أبناء القوات المسلحة، وهم مع الاحتجاجات المطالبة بالحقوق بشكل سلمي.
واتهم ناخبي تيار البيض بتشويه الحراك السلمي بالانتقال إلى العمل المسلح، مشيرا إلى أن هناك عناصر في عدن تتلقى دعماً من إيران التي تتعامل عبر البيض لدعم عناصر والزج بها في شوارع المدينة.
جانب من احتجاجات سابقة للحراك الجنوبي في عدن تطالب بالانفصال (الجزيرة) |
الإفراج عن ناشطين
من جانبه قال الناشط غسان الشعيبي لوكالة الصحافة الفرنسية إن الشرطة أفرجت عن 25 ناشطا -بينهم يحيى صالح سعيد نائب رئيس المجلس الأعلى للحراك الجنوبي- بعد اعتقالهم لساعات عدة أمس السبت.
واعتقلت قوات الأمن الناشطين إثر تجمع ضم الآلاف منهم في إحدى ساحات خور مكسر في عدن، حيث رفعوا لافتات كتب عليها "الاستقلال خيارنا" و"لا لاحتلال الجنوب"، بحسب مراسل الوكالة.
وكان ناشطون قد أكدوا أن عناصر الشرطة أطلقوا النار على المسيرة، مما أدى إلى مقتل متظاهرَيْن وإصابة 12 آخرين بجروح.
وأعلن مصدر طبي الأحد في مستشفى النقيب بحي المنصورة أن "أحد الجرحى توفي سريريا".
وقال ناشطون إن مواجهات دارت أمس أيضا في سيهون بحضرموت بين مؤيدين للحراك والشرطة أثناء مظاهرة، مما أسفر عن مقتل أحد المتظاهرين.
ويطالب الحراك بالحكم الذاتي أو حتى استقلال الجنوب الذي كان دولة مستقلة قبل العام 1990. ونشبت حرب بعد أربعة أعوام بين الجيشين الشمالي والجنوبي انتصر فيها جيش صنعاء.
يذكر أن مطالب الجنوبيين الذين يتهمون الشمال بتهميشهم، بدأت قبل الثورة التي أطاحت بالرئيس السابق علي عبد الله صالح.