أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

لم يعد اليمنيون قادرون على التفاؤل

- عبدالله عبدالله

لقد عاش اليمنيون خلال العام المنصرم أوقاتً عصيبة و غاية في التعقيد مما حدا بالمتفائلين منهم أن يتشاءموا نتيجةً لتطور الأحداث بشكلٍ دراماتيكيٍ تراجيدي آخذاً وطنهم باتجاه المجهول و اللاعودة.
وذهب البعض إلى التفكير بأشد السيناريوهات قتامةً ووحشية معتقدين بأن بلادهم ذاهبةً وبقوة باتجاه حربٍ أهليةٍ مقيته، وإلى مصيرٍ يُنذر بغيابٍ كاملٍ للدولة غير الموجودة إلا من الناحية الرمزية، وإلى نهاية مشابهةٍ لما آلت إليه الصومال الدولة الجارة القريبة.
وشطح البعض في خيالاته بعيداً إلى حد تخيُّل نهايةٍ مأساويةٍ يقتل فيها الجار جاره، ويتخلى فيها الأخ عن أخيه، وينتقم فيها الصاحب من صاحبه إما لخلافٍ مذهبي أو لثأرٍ قبلي أو لتباينٍ في رأيٍ سياسي.
ورغم كل هذا و ذاك تداركت اليمن عناية إلهية، وتجاوزت و لو بقليل تلك المرحلة الشديدة الخطورة المليئة بكل مشاعر الإحباط و اليأس و التشاؤم.
ومع توصل الأطراف المتصارعة إلى تسوية سياسية حفظت البلاد من الإنزلاق نحو الهاوية، وإن لم تكن مُرضية لشريحة واسعة من المتطلعين إلى إحداث تغييرٍ شامل و جذري يُعيد لليمنيين قدرتهم على الحلم بمستقبلٍ مزدهر و غذٍ أفضل.
مع ذلك الحل بدأ الناس يتفاءلون، وبدأت المؤشرات الإيجابية (بتشكيل حكومة وفاقٍ وطني وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة) تبدد ضبابية المشهد و تُنبئ بصفاء القادم من الأيام، وأطمأن الناس و أحسوا بأن الفترة القادمة حُبلى بالمبشرات، وأن عليهم أن يتحكموا بمشاعرهم، وأن يُغيروا طريقة تفكيرهم، وأن يتجهوا بخيالاتهم نحو الإيجابية و التفاؤل بدلاً عن السلبية و التشاؤم.
حالياً وبعد مرور شهور ليست بالقليلة مذ أن بدأ الناس يحلمون و يأملون و ينتظرون أصبح اليمنيون في حالة من الإرتباك والتشويش لم يعودوا في ظلها قادرين على تحديد ما ينبغي عليهم أن يكونوا: متفائلين- متشائمين- أم غير مكترثين.

Total time: 0.056