أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

بعد ما جعل مسألة القضاء على معس?ر أشرف من أولوياته و وضع العديد من المخططات و المشاريع المشبوهة في سبيل تحقيق ذلك الهدف هل يؤيد النظام الايراني الحل السلمي لأشرف؟

- مثنى الجادرجي

 مشروع الحل السلمي لقضية معس?ر أشرف، قد طرح بجدية على بساط البحث بعد أن بلغت مسألة تدخل النظام الايراني فيها حدودا غير عادية و وصلت الى حد بحيث أثارت سخط و استياء الرأي العام العالمي، ولاسيما بعد مذبحة 8 نيسان أبريل 2011، والتي راح ضحيتها 36 و جرح أ?ثر من 300 شخصا.

ملالي إيران الذي سعوا و باسلوب ملتو و مشبوه لإستغلال الفراغ الامني الذي تداعى عن سقوط نظام ح?م الرئيس الاسبق صدام حسين عقب الاحتلال الامري?ي للعراق، جعل مسألة القضاء على معس?ر أشرف من أولوياته و وضع العديد من المخططات و المشاريع المشبوهة في سبيل تحقيق ذلك الهدف، وقد إعتقدت العديد من الاوساط السياسية و الاعلامية بأن معس?ر أشرف قد صار بح?م الساقط في يد النظام الايراني وان س?انه سيتم إقتيادهم عاجلا أم آجلا الى طهران ليقتص منهم النظام هناك ?ما يشاء، ل?ن السياق الذي جرت عليه الامور رسمت خطا آخرا مختلفا تمام الاختلاف عن ذلك الخط الذي رسمه النظام الايراني.
س?ان أشرف، الذين هم أعضاء في منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة، ش?لوا دائما س?ينة خاصرة للنظام و خطرا استثنائيا محدقا به على الدوام، وقد ?انت المساعدات و التسهيلات المختلفة التي أبداها نظام(ولاية الفقيه)و(حامي حمى المسلمين) للجيش الامري?ي لإحتلال العراق، تهدف لتحقيق مجموعة غايات رئيسية في مقدمتها القضاء على معس?ر أشرف و إغلاقه، وبديهي أن النظام الايراني لم يقصر بهذا الخصوص بل وانه لم يدع فرصة او مجالا او متسعا متاحا إلا و قام بإستغلاله ضد س?ان أشرف و نفذ مخططاته و مشاريعه السوداء ضدهم، ل?ن، هؤلاء الافراد الذين نذروا أنفسهم في الاساس من أجل قضية وطنهم و شعبهم، لم ي?ن من السهل على النظام ثنيهم و دفعهم للإستسلام بهذه السهولة التي تصورها، ولذلك بدأت مواجهة حامية الوطيس بين هذا النظام القمعي الذي ?انت معظم الامور و المسائل على الارض لصالحه تماما، فيما ?ان س?ان أشرف أشبه ماي?ونوا بمقاتلين على أرض م?شوفة تماما، وفي الوقت الذي ?ان يمتلك النظام الايراني ?ل أسباب القوة و تخدمه العوامل و الظروف المختلفة، فإن س?ان أشرف ?انوا يعانون من أسوأ الظروف و يفتقدون لمختلف أسباب القوة و المنعة بوجه هجمات النظام الشرسة، والشئ الوحيد الذي ?انوا يمتل?ونه هو إيمانهم الراسخ بمبادئم و حقانية قضيتهم، ل?ن هذا العامل الاخير هو الذي قد قلب الموازين و غير الحسابات ?لها و دفع بمخططات النظام ل?ي تذهب بإتجاه متاهاة و لاتحقق أهدافها المرجوة.
لقد حقق س?ان أشرف بصمودهم البطولي بوجه المخططات و المشاريع المشبوهة لنظام الملالي، أهدافا و غايات لم ي?ن أبدا بإم?انهم تحقيقها لو أنهم واجهوا النظام بأقوى الاسلحة و أ?ثرها فت?ا، بل وان وصول قضيتهم الى المحافل الدولية و إ?تسابها بعدا عالميا، ?ان بالاساس ثمرة من ثمار هذا الصمود البطولي عديم المثال، ويجب ان نبين هنا بأن مشروع الحل السلمي الذي تم إقراره عبر مذ?رة التفاهم الخاصة بالحل السلمي لقضية معس?ر أشرف و الموقعة بين منظمة الامم المتحدة و الح?ومة العراقية، قد صار أمرا واقعا بعد أن فرضته إرادة س?ان أشرف و ليس مشيئة او مساعي الح?ومة العراقية او النظام الايراني وانما ر?با هذا الطرفان قطار الحل السلمي الذي هيأه الاشرفيون، ل?ن الغريب في الامر، أن النظام الايراني و من خلفه ح?ومة نوري المال?ي التابعة له و الدائرة في فل?ه تسعيان للإيحاء بأن مشروع الحل السلمي أمر يتعلق بهم، والحقيقة أن النظام الايراني لم ي?ن يوما"ولن ي?ون"، مؤمنا بشئ اسمه الحل السلمي لقضية أشرف لسبب بسيط جدا وهو أنه يريد القضاء على الاشرفيين و محوهم من الوجود لما مثلوه و يمثلونه من خطورة على نظامه.
س?ان أشرف و من خلفهم المقاومة الايرانية بزعامة قائد المقاومة الايرانية مسعود رجوي، أبلوا بلائا حسنا في إدارة و توجيه عملية الحل السلمي و نجحوا نجاحا ?بيرا و منقطع النظير في ?سب الرأي العام العالمي الى جانب قضيتهم و فضح النظام الايراني و نواياه الشريرة و ماهيته العدوانية، وان نقل آخر وجبة من س?ان أشرف الى مخيم ليبرتي، قد أ?دت للعالم ?له عزم و إصرار الاشرفيين و المقاومة الايرانية على الخيار و النهج السلمي و ?ونهم يؤمنون إيمانا راسخا بأن إنتصار إرادتهم ستفتح المزيد و المزيد من الابواب أمام الشعب الايراني و تمهد الطريق لإسقاط هذا النظام الاستبدادي و بزوغ فجر الحرية في إيران.

Total time: 0.0512