المشروع الحضاري والإنساني للزعيم الكبير الشهيد/ إبراهيم الحمدي
بتاريخ 2012-10-12T08:50:18+0300 منذ: 12 سنوات مضت
القراءات : (2329) قراءة
اخبار الساعة - د.علي عبدالقوي الغفاري
كان الشعب اليمني يوم 13 يونيو عام 1974 على موعد مع إشراقة فجر جديد ، كان على موعد مع فترة زمنية طال إنتظارها سواءً من قبل ثورة سبتمبر أو من بعدها ، وبقيام حركة يونيو وأهدافها لاح فجر التغيير والبناء وصولاً إلى تحقيق الأهداف التي جاءت من أجلها ثورة سبتمبر وفي مقدمتها إلغاء الإمتيازات الطبقية والقضاء على الإقطاع وتجفيف منابع الفساد والحد من مراكز القوى التي أرست مدامكها بعد إغتياله المفجع والمخيف بتلك الطريقة البشعة حتى لاتقوم لليمن قائمة بعده ، لكن إرادة الشعوب من إرادة الله ومهما طال الظلم:
فلا بد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر
ولابد للظلم أن ينتهي ولابد للعدل أن ينتشر
وتزامناً مع الذكرى 35 على إغتيال الرئيس الشهيد /إبراهيم محمد الحمدي الذي يعد بحد ذاته إغتيال لأمال وأحلام أبناء الوطن المتمثلة في المشروع الوطني الذي كان يهدف إلى بناء دولة المؤسسات وإقامة العدل والمساواة والمواطنة المتساوية بين أبناء الشعب الواحد، ولأن هذه الأهداف سواءً في اليمن أو في عدد من الأمصار العربية لم تتحقق وفقاً للأهداف الوطنية والمشاريع العظيمة ، فقد إستجابت ثورات الربيع العربي لمناداة القاسم الشابي في عدد من الدول العربية بعد ردح من الزمن وبعد أن طال صبرها وصمودها وضاقت عيشتها وأهدرت كرامتها إلى أن قامت ثورات التغيير لتستعيد الجماهير العربية حقوقها المهدورة في الحرية والكرامة والعدل والمساواة وأن تكون الجماهير هي وحدها صاحبة المصلحة الأولى والحقيقية في أموال ودخل الشعوب التى سخرت لمنفعة ومصالح فردية وأ سرية .
وفي اليمن إندلعت ثورة 11 فبراير الشبابية السلمية التي هبت تطالب بالعدل والمساواة بين أبناء الشعب الواحد ، و تحقيق أهداف الشعب في المحافظة على وحدة الوطن اليمني التي أعلنت في مدينة عدن الباسلة فجر يوم 22 مايو 1990 بفضل المناضلين قادة الحركات الوطنية في شمال الوطن وجنوبه و هو الهدف الخامس لثورة سبتمبر الخالدة .
لقد ظلت الوحدة من أحلام إبراهيم الحمدي الذي كان في طريقه للإعلان عن قيامها من عدن مع الشهيد سالمين أثناء مشاركته إحتفالات أكتوبر، وكانت تدابير إغتياله قيد التنفيذ حتى لاتعلن الوحدة وحتى يجهض المشروع الوطني الحضاري ،فتم قتله بتلك الطريقة قبل سفره بيومين لاثالث لهما ، وهكذا إنتصرالشر وحب السلطة والنفوذ ، فعملت تلك الأيادي على حرمان الجماهير من فارس أحلامها ، وتمكنت منه يوم الحادي عشر من أكتوبر عام 1977، لتضع حد للمشروع من أساسه وتحرم الشعب من آماله في حياة حرة كريمة أساسها بناء دولة المؤسسات ونهوض وازدهار اليمن .
لقد جاءت حركة 13 يونيو التصحيحية من أجل الحد من الفساد والفوضى ومن أجل تصحيح الأوضاع والمسارات وإصلاح الإعوجاجات فتم تشكيل اللجنة العليا للتصحيح المالي والإداري في 3/10/1975م ، ومن ثم اللجان الأساسية والفرعية على مستوى الجمهورية بما يضمن تحقيق أهداف ثورتي سبتمبر 1962 و 14 أكتوبر 1963 ، لقد سعى إبراهيم الحمدي من أجل تحقيق الهدف الخامس للثورة المتضمن العمل على تحقيق الوحدة الوطنية في نطاق الوحدة العربية الشاملة , وكانت حياته ثمن تحقيق تلك الأهداف النبيلة التي سعى من أجلها، وخاصة عندما كان في طريقه لإنجاز أنبل وأغلى الأهداف الثورية والإنسانية .
كان إبراهيم الحمدي إنساناً عظيماً وقائداً فذاً وكان وحده القائد الذي أحبته جماهير الشعب في الشمال والجنوب منذ قيام ثورتي سبتمبر وأكتوبر حتى يومنا ، كما حبت
مصر البطل/ عبد الناصر وهو الأسطورة العربية وفي جنوب أفريقيا أحبت الجماهير / نيلسون مانديلا وفي الولايات المتحدة /جورج واشنطن وفي فرنسا /شارل ديقول وفي الإتحاد السوفيتي/ لينين وماركس وبقية الرفاق بما في ذلك جوربا تشوف رائد التغيير في المنظومة الإشتراكية وفي فيتنام هوشي من وفي الصين ماوتسي تونغ وفي اليمن كان إبراهيم الحمدي .
خلال 3 أعوام أحدث الحمدي في جسد الوطن بشطريه السابقين نقلة ثورية تحررية إنسانية كادت أن تلبي كافة طموحات أبناء هذا الشعب الذي لا زال يعاني أمراض ومخلفات الماضي التي عاشتها أوروبا وهو ما تعانيه بلادنا اليوم جراء إنقطاعات وسائل الحياة اليومية بسبب الأوضاع الحالية التي تمر بها بلادنا.
وما تحتاجه اليمن اليوم هو إعاده تشكيل لجان التصحيح المالي والإداري في كافة مرافق الدولة لتحل محل الأحزاب الحالية التي ليس لها من هم غير التنافس على السلطة ، فالسلطة في فتره الحمدي من خلال لجان التصحيح كانت تعني المحافظة على أموال الشعب وصرفها بما يخدم رخاؤه وسعادته واستقراره وهو ما تنادي به ثورة الشباب السلمية اليوممن أجل تحقق أحلام الشهيد الحي/ إبراهيم الحمدي رحمه الله ورفاقه الأبطال الذين سجلوا صفحات مشرقة لهذا البلد ستظل نبراسا للعدالة والحرية ومشاريع البناء والتعمير وسيادة العدل والقانون ...