أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

ايران هل تقبل الحوار؟

- د.سامي عبد العزيز العثمان

 بدون أدنى شك اننا في هذا العصر والذي نامل ان يكون عصرا للسلام والوئام بين الجميع،كما ان العرب وبشكل عام غير متطلعين للحروب ،باعتبار ان التجربة العربية في هذ الخصوص جرت عليها العديد من الكوارث والمحن والتي لا تزال تدفع ضريبتها حتى الان،لذا فالحوار هو الاسلوب الامثل لانهاء الخصومات مع الاخرين،وهذا هو التوجه السليم وهو الاسلوب الحضاري الذي يمكنه ان يكشف الرافض للحوار والمستبد برأية والمستعرض لعضلاته،لذا اجد نفسي غير متفائل تماما بالنسبة للعنجهية الايرانية والتي لايمكن ان تثق بقولها او فعلها،باعتبارها تظهر دائما عكس ما تبطن وهذا في الواقع هو ديدنهم الذي يعرفه الجميع،ولعل تصريحات القيادة الايرانية الذي اطلقته مؤخرا في كل اتجاه حول مضيها في تخصيب اليورانيوم وبما نسبتة عشرين في المائة اثار العديد من اللغط والمخاوف من امكانيتها من استخدام اليورانيوم المخصب في صنع السلاح النووي،وهذا الذي دعى الولايات المتحدة الامريكية أن تعمل على قدم وساق في سبيل التحضير للعديد من العقوبات الاقتصادية على ايران،وفي نفس الوقت يرى العديد من المراقبين من احتمال كبير ان تقوم امريكا بتوجيه ضربات استباقية للمواقع النووية الايرانية،الا ان هذه المسألة سوف تعكس ان تمت عواقب قد لايحمد عقباها على دول الخليج العربي والمنطقة بشكل عام،ولعل الذي يؤكد هذ القول ما صرح به الاميرال مايكل ماليني رئيس اللجنة الموحدة لرؤساء الاركان الامريكي لاحدى الصحف الامريكية في الايام المنصرمة الماضية،بأن اي ضربة توجه لإيران لن تكون حاسمة من حيث مهمة وقف البرنامج النووي الايراني،فيما ستكون عواقب اي عملية حربية ضدها امر يصعب التكهن بمخاطرة.ويبقى ان اقول ايها السادة:" ما هو السيناريو الذي تم اعداده من قبل ايران الفارسية المجوسية في مستقبل الايام والذي يركز في مجمله على قضية استعراض العضلات والقوة وهذا الامر يدخل ضمنا فيما يسمى الحرب النفسية وبغض النظر عن امتلاك ايران للقوة ومفرداتها من عدمها،فالاستراتيجية الفارسية المجوسية بنيت ومنذ قديم الازل على الحرب النفسية وهم ودون ادنى شك يجيدونها تماما،حتى في مسألة احتلالهم للاراضي العربية ان كان ذلك يتمثل في اقليم الاحواز العربي او الجزر الامارتية العربية او اطلاق الخليج الفارسي على الخليج العربي ،كل تلك الامور يتم ترديدها دائما عبر الوسائل الاعلامية وعبر علاقاتهم المتميزة مع الدول الصديقة والشقيقة والتي بعضها وللاسف الشديد يمثل جزء من الجسد العربي بل من الجسد الخليجي،ناهيك عن ان التاريخ يسطر استراتيجية الفرس في تغير جغرافية المنطقة والتلاعب بتضاريسها،فضلا عن عدم التزام الفرس وعلى امتداد التاريخ بأي معاهدات ،،اضافة لما يمثلونه من مخاطر على الخليج العربي وأقطاره عموما في النشاط الفكري التخريبي والذي مارسته تيارات فارسية ،ففي مطلع القرن التاسع عشر نشطت في فارس حركات البابية والبهائية،ونشأت حركة البابية وامتدادها البهائية تعبيرا عن الفكر الذي ظهر قديما بسبب تعاون اليهود الذين حررهم كورش من الاسر البابلي واستقروا في ايران وبعد ان اذن كورش للاسرى بالعودة الى فلسطين مع القوى والتيارات الفارسية الساخطة اساسا على الاسلام والذي ازال كيانهم المجوسي،وبكل تاكيد ان هذه الحركات هي في اصلها هدامة تلتقي مع الماسونية والصهيونية في اهدافهما والمتمثلة في صرف الناس عن اديانهم واوطانهم.

اعلامي سعودي

Total time: 0.1105