اكثر من نصف اليمنيين ينامون دون عشاء يوميا في ظل الاضطراب السياسي وارتفاع الغذاء، والمساعدات عاجزة عن انتشال البلد من الحرمان.
يعاني سوق الماشية في العاصمة صنعاء من حالة ركود في حين انه كان فيما مضى يشهد إقبالا على شراء الأضاحي.
ويعاني كثيرون من أهل اليمن من الفقر أو يقاسون من الارتفاع الهائل في الأسعار ببلدهم المضطرب والذي يعد أفقر دول المنطقة وبالتالي لم يعد في وسعهم شراء أضاحي لنحرها في عيد الأضحى هذا العام.
وقال يمني من سكان صنعاء وهو يتجول في سوق الماشية "احتكار وغلى فاحش الى مستوى اعلى مما يتوقع الانسان، الانسان لا يستطيع ان يصل الى عند الكيلو اللحمة بغض النظر الى ان يصل الى أضحية كاملة".
ويعاني اليمن من الاضطراب منذ انتفاضته العام الماضي على حكم رئيسه السابق علي عبد الله صالح الذي استمر 33 عاما وانقسام الجيش بين مؤيد ومعارض لصالح واحتلال مقاتلي تنظيم القاعدة لبعض مناطقه وعجز الدولة الضعيفة بالفعل عن حماية بعض مدنها.
وأفاد برنامج الأغذية العالمي أوائل العام الجاري ان نحو نصف اليمنيين تقريبا ينامون بدون عشاء يوميا مع انتشار عدم الاستقرار السياسي وارتفاع أسعار الغذاء والوقود الأمر الذي جعل اليمن تحتل المرتبة الثالثة عالميا فيما يتعلق بأعلى معدلات لاصابة الأطفال بسوء التغذية.
ويعتبر برنامج الأغذية العالمي انه نظرا لندرة الأراضي الصالحة للزراعة به يضطر اليمن الى استيراد معظم احتياجاته من الغذاء وبالتالي فهو يعاني من ارتفاع أسعار الغذاء والوقود العالمية.
وقالت امرأة في سوق الماشية بصنعاء "عند المساكين الفقراء ما فيش عندهم متطلبات العيد، ولا يقدروا يستطيعوا ان يجيبوا حتى نصف كيلو لحمة... ما يقدروا".
وصرح تاجر انه لم يعد بوسع الكثيرين في بلاده مساعدة أحد.
وقال التاجر منصور شوعي "قدرة الناس على الشراء ضعيفة بسبب عوامل كثيرة. يعني قلة المعاشات.. ما فيش معاشات ما فيش (مال)..خارجين من أزمة".
ولا يستطيع زهاء خمسة ملايين يمني أو 22% من سكان البلاد إطعام أنفسهم أو شراء الغذاء الكافي لهم، ويقول برنامج الأغذية العالمي ان معظم هؤلاء من العمال الذين لا يملكون أراض وبالتالي لا يزرعون غذاءهم ومع ارتفاع أسعار الغذاء لا يستطيعون شراءه أيضا.
ويعاني خمسة ملايين آخرين من ارتفاع أسعار الغذاء ويكادون لا يستطيعون شراء احتياجاتهم الغذائية، وهذا يعني ان ما يصل الى عشرة ملايين يمني يبيتون دون عشاء يوميا.
وارتفع عدد من يتلقون حصصا غذائية يومية من برنامج الأغذية العالمي من 1.2 مليون في يناير/كانون الثاني الى ما يزيد على 3.8 مليون.
وزاد أمر تقديم المساعدات الغذائية تعقيدا بسبب ضعف البنية الأساسية والخوف من التعرض للخطف من جانب رجال القبائل بالاضافة لوجود عدم استقرار سياسي ونزاع ونزوح أعداد كبيرة من السكان.
ويقول برنامج الأغذية العالمي ان 13% من أطفال اليمن يعانون حاليا من سوء التغذية نتيجة للتوتر السياسي والاقتصادي الذي حدث العام الماضي.
ويقول يمني آخر من سكان صنعاء ان اليمن في حاجة ماسة لحكومة مستقرة واستثمارات من أجل مستقبل البلاد.