تمضي الساعات والايام وتمر الشهور طويلة في انتظار متى سيبداء الحوار الوطني وماذا سيؤدي له و الأهم صدور قرار جمهوري يبداء في حلحلة عقدة انقسام الجيش إضافة الى معالجة بعض الملفات المستعجلة مثل تعويضات متضرري حرب 94م .
لكن بين هذا وذاك يخرج لنا البعض من حملة الارشيفات السوداء الذي ارتشفو من دماء اليمنيين تحت مبرر الحفاظ على مكتسبات حزبيه و أيدولوجيات مستورده من الخارج من اجل الدفاع ضد المتأمرين حسب رؤيتهم ... وقد رأينا كيف تمت التضحية بأغلى رجال اليمن في سبيل المشاريع الضيقة والزج بهم كوقود للحروب ليس من اجل اليمن بل من اجل لعبة الكراسي والمناصب التي مازال شعبنا اليمني يرزح تحت رحمتها ويدفع ثمن فاتورة (اهل الخلل والحقد في اليمن).
وهم كثر من ارهقوا اليمن بمشاريعهم الدموية في ظل وظيفتهم المعروفه سلفا كأمراء حروب واصحاب مشاريع شرذمة وتشطير من اجل الحصول على حصه وافره من كعكة المساكين واقصد بالمساكين هنا العامة من الشعب اليمني الذين دائما ما تنطلي عليهم مشاريع النزاع والصراع تحت قاموس كبير من المبررات . هؤلاء الافاعي السامة من نصبوا انفسهم كقادة على ضعاف القوم وإن لبس بعضهم البدل الرسمية مع ربطة العنق أو جعل من (الخنجراو الجنبيه) وسط خصره .
لقد ادمنوا في الخضو بالكلام الساقط عن معايير الوطنيه سواء اكان لهدف ونفع شخصي او ما يمليه عليهم سادتهم واولياء نعمتهم من خارج اليمن .
فلن يستطيعوا ان يعيشوا الا في ظل وجود وصناعة التعقديات السياسية في اليمن فبإنقطاع شريان الأزمات ستنتهي مهمتهم ويظلون خارج اطار الزمن .
لذا نرى صناعة المد والجزر المناطقي والحزبي اصبحت ماركة سياسية مسجلة كثيرا ما تطغى على العديد من الفعاليات السياسية .. فلا نستغرب ان وجدنا انفسنا في اليمن في استمرار متواصل عبر الزمان والمكان للمطبات والحفر السياسية في اليمن ... فبين ساقط ولاقط يستمر التضليل السياسي لكثير من هولاء الرموز التي أٌصيبت بشيخوخة وطنية وسياسية وهي تمارس دور البغاء والغباء السياسي معا حتى في ظل تواجدها خارج الحدود اليمنية .
التصريحات السياسية التي اصيبت بحمى المناطقية والتي قسمت اليمن و قضاياه المصيريه إلى اشلاء متناثرة لغاية الحصول على مكاسب يعلمها اصحابها جيدا ومن جملتها (القضية الجنوبية ) التي قامت من اجلها ثورة شبابية وحملت ثورة التغيير معها سقفا كبيرا من الحرية لإيجاد المعالجات الجذرية والحلول الراهنة والمستقبلية لها ولغيرها من القضايا الأخرى .
مهما يحاول البعض ايجاد المبررات من الماضي لهولاء المغردين والمغررين سنرجع الى حقيقة خالصة واضحه وضوح الشمس في كبد السماء أن (الحقد والخلل) مازال مسيطرا على مبداءهم وفكرهم رغم السنيين الطويله التي قضوها بعيدا عن العمل السياسي لم يتغير عندهم نسق ومستوى الفكر الوطني بل زادوا في الكفر بالوطن .
ويكفينا ان هولاء كانوا في الزمن الماضي تحت عباءة الحزبيه وايدلوجيته لعشرات السنيين وبعدها تخلوا عن مبادئهم الحزبيه التي استماتوا من اجلها و في اخر المطاف تنكروا لحياتهم السياسية الماضيه وذلك دليل بأن الاحزاب السياسية حملت ومازالت تحمل الكثير من التناقضات في تركيبتها البنائيه والسياسية وهذا جعلها حتى الأن غير قادرة على نفض غبار الحزبية والقيام بتحمل واجبها الوطني تجاه اليمن والقيام بدور فاعل .
فمثلا استمرار التعاطي مع المبادرة الخليجية التي تعاملت مع اليمن والشعب اليمني كملف امني بالدرجة الأولى دون النظر للأبعاد التي قد تحدث في التباطيء بحل الملفات الداخلية والتي تحمل من التعقيد ما يجعل اليمن كقنبلة موقوته يجب على الكل ترك المماطلة والاسراع في المكاشفة والمصارحة في ايجاد الحلول وترك المجاملة السياسية على حساب مصلحة اليمنيين عبر إعطاء بعض الاطراف اكبر من حجمها السياسي في اليمن وجلعها طرف اساسي في المشاركة بدونه لا يمكن الحوار يجعل الخلل سيد الموقف .
لذا اصبحت مسألة التقدم في الوصول الى نقطة مشتركة بين التكتلات السياسية يدخل من مرحلة الصعوبة الى مرحلة الاستحالة وهذا يظهر على الواقع وما حدث من خلق اشكالات في طاولة الحوار الوطني .فلم يعد هناك ما يستدعي ان نركن كثيرا على أسماء سئمنا اصواتها وتاريخها وقد انكشفت عوراتها في السابق وحتى الان تقف حجرة عثر في طريق الوصول الى مخرج ينقذ اليمن ويدشن مرحلة جديدة من الاستقرار الاقتصادي والسياسي والامني .
بالرغم انه من الخطاء الحاصل وبدء الحوار وطني في ظل انقسام الامن والجيش تظل الرؤية السياسية ناقصة الملامح وندرك من ذلك ان الاحزاب السياسية والأطراف السياسية اليمنيه اذا لم تتبنى مشاريع سياسية واقعية ستزيد الفجوه بينها وبين الشعب وقد تنتقل عدوى تلك الفجوة الى حدوث خلافات حقيقية بين اطراف الاحزاب السياسية وتحالفاتها .
الامر ليس مبالغا فطريقة وكيفية حل جملة من القضايا العالقة سيكون حاملا معه زلزال سياسي قد يكشف لنا ان المظلة لحل القضايا السياسية في اليمن ماتزال مرهونة للتبعية الفرديه ولبعض القوى الاقليمية وبذلك تظل التبعية كالسيف مسلط على رقاب اليمنيين مع إنشغال القوى السياسية في توسيع نفوذها السياسي وجعل المبادرة الخليجية وسيلة لإستمرار ما كان بالامس .
اخيرا,,, التساؤلات كثيره و تطرح نفسها... لكن يا ترى من المسؤول عن استمرار الاحزاب السياسية في اليمن في حال استمرار عجزها وتخاذلها على مصلحة الوطن اليمني والجميع شاهد كيفية التهافت والبحث عن حل للقضية الجنوبية عبر البوابة الخلفية للقاهرة وبيروت وأغفل مفتاح الحل بإرجاع الحقوق إلى أهلها ومحاسبة من تسبب في سلب واغتصاب حقوق الأخرين ... لكن تظل مخالب الفساد حاضرة ويكون لها السبق في خلق صورة هي تريدها حتى لا تظهر حقيقتها فما زالت براثين الفساد حاضرة وماحصل هو تراجع في الكم واستمرار في الكيف.
وعليه تظل الحياة الحزبية في اليمن بحاجة إلى إعادة النظر برؤية وطنيه وحكيمة والوقوف أمام الإحباطات التي كرستها بعض القوى الحزبية والمحسوبين عليها داخل اليمن وخارجه كبديل عن مواصلة زرع الأحقاد والعداوات لأن بناء المستقبل لليمن يحتاج منا إلى الفكر والتفكير المستنير و وترسيخ مبداء التداول السلمي للسلطة والرأي والرأي الآخر بروح الحوار من أجل البناء وليس العداء.
أما الرؤية الأحادية الحاقدة التي ملئت قلوب البعض والنزعه الفاجرة والغادرة في الطرح لن تفلح في معالجة جراح اليمنيين ومكافئتهم لصبرهم على ويلات القوى السياسية ومغامراتها التي اهتمت بالتمركز حول السلطة والدولة بدلاً من الأمة .
اهل الخلل والحقد في اليمن
اخبار الساعة - عمرو محمد ناجي الرياشي