أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

على إسرائيل أن تعلم أن الوضع قد تغير

- * د/ علي الغفاري

من البديهي جدا أنه حان الوقت للقيادات العربية العمل بمقومات بلاد العرب أوطاني التي تعلمناها في المدارس الأساسية  ، وطالما أن إسرائيل المعتدية دوما على قطاع غزة  ،فقد حان الوقت لإتخاذ قرار عربي واحد تدركه إسرائيل ومن يقف خلف إسرائيل ، فهاهي إسرائيل  قد  بدأت يوم 14 نوفمبر الجاري بالعدوان الشرس  على قطاع غزة الذي  لايقل همجية عن عدوانها عام 2008/ 2009م على الشعب الفلسطيني الذي يكافح ويناضل من أجل وضع نهاية للإحتلال الذي طال أمده على أولى القبلتين وثالث الحرمين ، ولأن المسلمين في أنحاء العالم تعدادهم اليوم يزيد عن مليار ونصف مسلم وسكان الدول العربية حوالي 350 مليون نسمة/ بينما إسرائيل المدعومة أمريكيا وأوربيا لايتجاوز تعدادها عن 5 مليون نسمة ، تظل هي الأقوى وذلك بفضل قوتها العسكرية والدعم الغربي اللا محدود والإنقسام الفلسطيني والعربي لذلك  فإنها تعربد في قصفها البربري على قطاع غزة كيف تشاء ومتى ما تشاء، وتهدد أنها سوف تصول وتجول برا وبحرا وجوا وتقصف الأخضر واليابس ، وتقتل قادة حماس كما عملت مع يحي عياش والشهيد الحي خالد مشعل وأحمد ياسين ود/ عبد العزيز النرتيسي  ويوم 14 الجاري أحمد الجعبري وغيرهم ، وبما أن الكيان مستمر في قصفه الوحشي رغم مناشدة المجتمع الدولي بوقف العنف والاتفاق على التهدئة غير أننا في حاجة إلى سياسة واضحة المعاني بحيث نعيد النظر في وضع خطوات عملية تؤدي إلى وضع نهاية للصراع العربي الإسرائيلي طالما وإسرائيل مصممة على هدم البنية التحتية وقتل المزيد من سكان القطاع لاسيما بعد أن إستدعت 75 ألفا من جنودها  الاحتياطيين  لمزيد من العربدة , وبالتالي ليس أمام العرب إلا أن يكونوا قبل غيرهم من المسلمين عند مستوى التحدي للدفاع عن الأراضي العربية المحتلة ، ومن هذا المنطلق أناشد الإخوة في حركة فتح وحركة حماس أن يكونوا قبل غيرهم وأن يتوحدوا فيما بينهم وأن يكونوا في الصفوف الأمامية يدافعوا عن أرضهم وكرامتهم ليس من أجل أنفسهم ولكن من أجل أولادهم ومن أجل الأراضي المقدسة في فلسطين  ولن يتأتى ذلك إلا بالوحدة الوطنية الفلسطينية الفورية، أما بالنسبة لقادة الدول العربية  فهم وحدهم القادرون على تلبية مشاعر شعوب الأمة العربية باتخاذ قراريكون من شأنه وضع نهاية للصراع العربي الإسرائيلي الذي مضى عليه 64 عاما والشعب الفلسطيني وحده رهن الإحتلال، وإذا كانت جيوش الدول العربية التي شاركت في حرب 1948  وكان الجيش المصري بقيادة البكباشا جمال عبد الناصر في مقدمة الجيوش العربية وبمشاركة اليمن ،  فإن الجيش المصري اليوم بقيادة الدكتور مرسي ومعه الشعوب العربية على إستعداد لخوض معركة المصير، لقد إنتصرت إسرائيل في الماضي ،  غير أن الوضع والحال  اليوم قد تغيرولابد من إعادة النظر، عربيا وعلى إسرائيل أن تراجع مواقفها وخاصة بعد ثورات دول الربيع العربي التي بقيامها تحررت الإرادة العربية من أنظمتها الإستبدادية ،وأصبحت شعوبها  وحدها هي مالكة  قرارها وثروتها وسلطتها.

 

 

ما هو مطلوب الأن هو وقف العدوان الإسرائيلي بكل الوسائل والطرق ، ووضع إستراتيجية عربية جديدة في التعامل مع إسرائيل ورفض أي تعامل بل قطع أي نوع كان من العلاقات العربية مع إسرائيل ، وإنني أدعو الزعماء العرب إلى قمة عاجلة تعقد في أرض الكنانة ويرأسها الرئيس / محمد مرسي   قبل أن تحل الكارثة بسكان قطاع غزة ، وإنني أدعو القيادة الفلسطينية إلى الوحدة الوطنية ووضع حد للإنقسام الفلسطيني .

إن الإجراءات السريعة التي قامت بها مصر وموقفها القوي وزيارة رئيس وزرائها د/ هشام قنديل لغزة و سحب السفير المصري من تل أبيب , وكذا زيارة وزير خارجية تونس الشقيقة  والزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الفرنسي والأمين العام للأمم المتحدة ، إضافة إلى البيان الصادر عن إجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب الوحيد من نوعه  خطوات في الإتجاه التضامني الصحيح ونعرب عن تقديرنا لهذه المواقف،  مثل هذه المواقف في حاجة للمزيد بل إن الجماهير العربية تنتظر موقفا عربيا قوميا عاجلا بما يتفق ويؤدي في نهاية المطاف إلى إتخاذ كافة الإجراءات التي تقود إلى وقف العدوان ووضع نهاية فاصلة للصراع العربي الإسرائيلي ، ولن يتأتى ذلك إلا بإعادة اللحمة الفلسطينية أولا ثم مواقف عربية موحدة لردع الكيان الصهيوني وعلى القيادات العربية اتخاذ قرارات ترفع من شأن العرب ، و ترتقي إلى مستوى المسؤولية المناطة بالقيادات الساسية و العسكرية العربية، وصولا إلى تنفيذ قرارات مجلس الأمن  ذات الصلة بالصراع العربي الإسرائيلي، مالم فما أخذ بالقوة لايسترد إلا بالقوة .

 

* رئيس المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية و العلاقات الدولية

Total time: 0.0596