اخبار الساعة - صنعاء
48٪ من اليمنيين لا يحصلون على مياه الشرب المأمونة أو مرافق الصرف الصحي
تم اليوم التوقيع رسمياً بين الحكومة الهولندية ومنظمة اليونيسف في العاصمة اليمنية صنعاء على مشروع تُقدم بموجبه الحكومة الهولندية مبلغ 5.7 مليون دولار أمريكي لدعم "توسيع خدمات المياه والصرف الصحي في المجتمعات الريفية". وسيغطي المشروع الذي ستتولى إدارته منظمة اليونيسف في فترة عامي (2012 – 2014)، ويستهدف محافظات الحديدة وتعز وإب وهي المناطق التي تعاني من أعلى مستويات ندرة المياه وسوء التغذية في البلاد. كما سيستفيد من المشروع 165,900 شخص في 41 منطقة ريفية في المحافظات الثلاث.
يهدف المشروع إلى المساهمة في تحسين مصادر مياه الشرب ومرافق الصرف الصحي والصحة العامة والنظافة الشخصية من خلال إعادة تأهيل شبكات إمدادات المياه والصرف الصحي علاوة على عدم تشجيع قضاء الحاجة في الأماكن المفتوحة في 20 من المجتمعات المحلية المختارة.
يقول ممثل اليونيسف جيرت كابيليري أن "هناك 70,000 طفل دون سن الخامسة يموتون سنوياً في اليمن بسبب أمراض يمكن الوقاية منها بسهولة". "وتأتي من بين الأسباب الرئيسية لوفيات الأطفال من حيث الترتيب: الإسهالات، الالتهاب الرئوي، الحصبة، انخفاض الوزن عند الولادة، الخُدج والاختناق. وترتبط الحالات الثلاث الأولى بشكل مباشر و/ أو غير مباشر بالمياه والصرف الصحي والممارسات الخاطئة المتعلقة بالنظافة الشخصية. تكمن أعراض نقص التغذية وراء أكثر من 50% من تلك الوفيات كما أن الإسهالات تُعد من بين المسببات الرئيسية. لذا تُعتبر مسالة الحصول على خدمات المياه النقية والصرف الصحي أولوية مُلحة لضمان حياة الأطفال في اليمن."
تُعد اليمن واحدة من بين البلدان التي تعاني من نقص مياه حاد بين باقي الدول العربية في ظل تراجع موارد المياه العذبة بسبب الإفراط في استنزاف المياه الجوفية. كما أن الطلب على المياه يتزايد نتيجة النمو السكاني وزيادة استهلاك الفرد من المياه.
قبل الاضطرابات الأهلية التي شهدتها اليمن منذ بداية عام 2011، قدرت المسوحات أن هناك نحو 4.5 مليون طفل يعيشون في أسر لا تحصل على مصادر مياه نقية كما أن أكثر من 5.5 مليون طفل لا يحصلون على خدمات صرف صحي مناسبة. تدهورت خدمات إمدادات المياه والصرف الصحي في المناطق الريفية حيث أصبحت 30٪ من أنظمة إمدادات المياه في المناطق الريفية مُعطلة بسبب استنزاف الموارد المائية وتوقف مضخات المياه وعدم كفاية الصيانة للمرافق القائمة وغير ذلك من الأسباب. وقد تفاقم الوضع أكثر مع الأزمة التي مرت بها البلاد عام 2011 وتبعاتها السياسية والاقتصادية المتمثلة بعدم الاستقرار وتراجع المشاريع الاستثمارية. سكان الريف هم الأكثر معاناه من أزمة نقص خدمات المياه النقية والصرف الصحي في البلاد حيث أن 73.3% تقريباً من سكان اليمن يعيشون في الأرياف ويفتقرون للمياه النقية وخدمات الصرف الصحي والنظافة.
توقيع هذه الاتفاقية مع الحكومة الهولندية سوف يُعزز الجهود الهادفة إلى إعادة تأهيل أنظمة المياه وبناء بنية تحتية جديدة وتدشين برامج صرف صحي مبتكرة بقيادة المجتمع المحلي وخاصة في المديريات الأكثر حرماناً في البلاد.
وكانت الحكومة الهولندية قد تعهدت في وقت سابق من هذا العام بتقديم 3 مليون يورو لدعم الجهود الإنسانية في اليمن.
