معين قائد الصيادي
عذراً أيّها الشهر الفضيل ان لم أقم الثلث الأخير من الليل..أُسبّح للمولى صبحاً وعشياً.. افطّر صائماً.. أمد يد العون لمتسولاً يرقد على كرتون في مدخل سوق شعبي.. ان...ان... فأنا معتقلاً بين الأرقام الحسابية لمتطلبات المطبخ الرمضاني،والتي صارت تتقافز بين الفينة والأخرى اشبه بأرقام البورصات،وصرف العملات.. ليس لها موقع قدم في الانخفاض.
عذراً يا رمضان لأني خصصت مبلغاً معينا لسيارت الأجرة لانتشالي من تحت انقاض السيول عقب كل زخّة مطر ،مالم فلن اعرف خاتمتي كما قال الشاعر الكبير نزار قباني..
عذراً يا رمضان فحكومة مجور لن تمنحني فرصة ان اصومك ايمانا واحتسابا،لأني مؤمنا ولكني لست محترفا الحساب،للاشتباكات المستمرة مع عمليات الجمع والضرب،واستبعاد الطرح والقسمة،فهذا العصر لا يقبل الطرح او القسمة على احد..
وعذراً يا وطني ان لم ادعي ان يجنبك المولى العملاء والطامعين.المرتزقة والمتاجرين بتربتك وثرواتك وشموخك لأني سوف أتّهم بالسياسة،والسياسة في مذهبي كفرٌ وطني..