أصبح إنتاج العسل اليمني إحدى الوسائل السريعة التي يمكن أن يلجأ إليها اليمنيون لجني المال بسبب التكاليف المتدنية وسرعة الإنتاج، في الوقت الذي تتجاوز الصادرات السنوية إلى الأسواق الخليجية 1000 طن، بحسب مسؤولين.
وقال عبد الملك الثور، وكيل وزارة الزراعة، للشرفة إن "تربية النحل أصبحت من أسرع الطرق للتخلص من الفقر حيث يمكن الانتاج خلال ثلاثة أشهر فقط".
وينتج اليمن من العسل 2500 طن سنويا، ولديه 1.28 مليون خلية نحل فيما يفوق عدد النحالين الـ100 ألف، بحسب الثور. وما يصدّر إلى السوق الخليجية التي تعد أهم أسواق العسل اليمني هو أكثر من 1000 طن سنويا، نصفها عن طريق التصدير الرسمي والنصف الآخر عن طريق الهدايا مع المسافرين إلى الخارج.
وفي هذا الصدد، تنفذ الوزارة عدة برامج دعم للنحالين عبر جهات تمويلية عديدة، وأهمها ما حصلت عليه الوزارة من دعم من البنك الاسلامي بقيمة مليون دولار أميركي تم من خلاله تأمين 12 ألف خلية نحل، بواقع خمس خلايا لكل أسرة من المتضررين من كارثة السيول في محافظات شبوة وحضرموت والمهرة في عام 2010.
وهناك أيضا 12 ألف خلية أخرى سيتم توزيعها في الأيام القادمة، وفقا للثور.
منتوج ’عالي الجودة‘
دولة محمد، في الخمسينات من العمر وأم لسبعة أولاد، لجأت إلى تربية النحل كمصدر رزق بعد وفاة زوجها.
وقالت محمد للشرفة "إن العسل الذي أنتجه يوفر لي غالب احتياجات أسرتي منذ سنوات، وأنا أتعامل مع تجار مشهورين في بيع العسل يتسابقون لشراء منتجي لجودته العالية".
وبحسب الثور فإن "العسل اليمني يتميز بجودة عالية بسبب السلالة المميزة للنحل الموجودة في اليمن وتنوع المراعي من زهور ونباتات المناطق الباردة والمناطق الحارة، وهذا يعطي للعسل اليمني نكهة وطعما مميزا جدا".
كما أن النحالين اليمنيين لا ينزعون غذاء ملكات النحل عن العسل مقارنة بالنحالين في بقية البلدان الأخرى، "وهذا يضيف للعسل اليمني قيمة غذائية فضلا عن نكهة وطعم مميزين جدا"، وفقا للثور.
وللعسل اليمني أنواع كثيرة، أهمها وأجودها العسل الجرداني الذي قد تصل قيمة الكيلو منه إلى 100 دولار، بينما عسل السدر يحل في المرتبة الثانية وتتجاوز قيمة الكيلو الواحد منه 60 دولارا. وأشار الثور إلى وجود أنواع كثيرة أخرى من العسل تباع بمتوسط 25 دولارا للكيلو الواحد في السوق المحلية.
العسل من المحاصيل الاستراتيجية في اليمن
من جانبه، قال مصطفى نصر رئيس مركز الدراسات والاعلام الاقتصادي، للشرفة إن العسل اليمني هو أحد المحاصيل الاستراتيجية الخمسة التي أقرتها الحكومة في العام 2003.
وأكد أن "الدافع للاهتمام به كان الزيادة المتنامية في إنتاجه حيث كان يتم إنتاج أقل من 100 طن في العام 1990".
وطالب نصر الدولة بالاهتمام أكثر بالعسل من حيث التسويق والتغليف والاهتمام اكثر بالنحالين وإقامة دورات تدريبية من أجل تحسين عملية الانتاج.
كما طالب بزيادة أعداد النحالين "كون العسل من أهم المحاصيل النقدية التي يمكنها أن تشكل موردا اقتصاديا يؤثر بشكل مباشر على الدخل القومي لليمن"، على حد قوله.
وأضاف أنه يعول على الجهات الحكومية المختصة لتحسين عملية التصدير للعسل وإنشاء مختبرات فحص لجودة العسل.
وفي هذا السياق، قال الثور إن وزارة الزراعة تسعى لإنشاء أربعة مختبرات لفحص جودة العسل اليمني في بعض المحافظات لوضع توصيف للعسل بحسب منطقة الانتاج ونوعية الزهور ونوع العسل، وذلك من أجل حماية العسل اليمني من عمليات الغش.
وأشار إلى أنه سيتم الاعتماد على المواصفات القياسية التي وضعتها الهيئة اليمنية للمواصفات والمقاييس وضبط الجودة، بحيث يمكن تدريجيا التخلص من طرق اختبار جودة العسل التقليدية والانتقال إلى الطرق العلمية الحديثة.