تتجه أنظار الشارع العربي من محيطه إلى خليجه هذه الساعات والأيام نحو مصر الكنانة التي تمر بمنعطف خطير هو الأول من نوعه في تاريخها الحديث ، وإنني باسم المركز اليمني للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية ، أناشد الرئيس المصري د/محمد مرسي وقيادات أحزاب المعارضة المصرية الرافضة للإستفتاء على الدستور ، أن يكون في علمهم أن عدد سكان مصر وصل إلى 90 مليون نسمة ، وما يجري في قاهرة المعز والإسكندرية وبعض المدن المصرية لا يعبر عن الشعب المصري بأكمله.
وإننا في الوطن العربي الكبير , على إمتداد الأيام الماضية منذ بدأت الإعتصامات في شوارع القاهرة " أيدينا على صدورنا وقلوبنا " خوفأ من أن الأحداث الجارية والصراع السياسي الحاصل قد يؤدي إلى ما لا يحمد عقباه ، وما يهمنا هو أمن واستقرار مصر الذي هو أمن واستقرار الوطن العربي بأكمله إيماناً منا بأن مصر هي أم الدنيا ، فهي مرجع العرب عند المصائب وما من أحد منا ينكر جميل مصر وقيادتها التاريخية التي كان لها ولا زال الدور الكبير في نصرة كافة قضايا العدالة والحرية في الوطن العربي وحل المشاكل والخلافات التي قد تحدث بين بعض الدول العربية من وقت إلى آخر ، إذ أن مصر هي السباقة لحل أي خلاف عربي والوقوف مع كل القضايا العربية المصيرية .
ومن اجل أن تظل مصر قبلة العرب ، فإنني أتمنى على الرئيس مرسي وقيادات المعارضة تغليب مصلحة مصر الوطنية العليا على كل المصالح الحزبية والفردية ، وعلى المتصارعين أن يدركوا جيداً أن المستفيد الوحيد من الوضع الخطير والذي قد يؤدي إلى تقسيم مصر والدخول في حرب أهلية هم أعداء مصر بالدرجة الأولى .
وهذا الكلام لا أدعيه وإنما صادر عن المختلفين أنفسهم ، وبالتالي فإنني أضم صوتي إلى من سبقني وأدعو الجميع إلى الدخول في حوار علني يشارك فيه الجميع دون إستثناء ، وأن يتم تأجيل الإستفتاء إلى أن يتم تسوية الخلافات الحالية بالحوار الوطني الديمقراطي وإتاحة الفرصة لأبناء الشعب المصري بما يضمن تحقيق الأهداف والغايات التي من أجلها قامت ثورة 25 يناير المجيدة والتي بفضلها خرج الشعب لأول مرة يعبر عن إسترداده لحريته وكرامته التي غيبت لسنين طويلة .
ندعو الله سبحانه وتعالي أن يحفظ مصر المحروسة وشعبها ، ويمنح قياداتها الصراط المستقيم ، إنه على ما يشاء قدير .
د/علي عبدالقوي الغفاري
رئيس المركز اليمني
للدراسات الدبلوماسية والعلاقات الدولية
صنعاء في 6 ديسمبر 2012