أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

يا شعب العراق احذروا خطباء المنبر من أهل النفاق

- علاء الشمري

يقول الشهيد مطهري في كتابه عن الملحمة الحسينية : استشهد الإمام الحسين عليه السلام ثلاث مرات : الأولى على يد اليزيديين بفقدانه لجسده ، والثانية على يد أعدائه الذين شوّهوا سمعته وأساءوا لمقامه ، أما الثالثة فعندما استشهدت أهدافه على يد أهل المنبر الحسيني ، وكان هذا هو الاستشهاد الأعظم .


وهنا أود التركيز على القسم الأخير من كلام الشهيد مطهري وهو استشهاد الإمام الحسين عليه السلام على أيدي أهل المنبر الحسيني ( وليس أهله الحقيقيون طبعا ) ، وما أكثر من قتل الحسين عليه السلام بهذا السبيل ، والمصيبة الأكبر والقتل الأعظم للإمام هو بتغييب أهدافه الحقيقية التي ثار الإمام من أجل تحقيقها وبذل دمه الطاهر الزكي من أجل ترسيخها ، وتتجلى أهدافه عليه السلام في مقولته الشهيرة (( ما خرجت أشرا ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا وإنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي رسول الله ( صلوات الله عليه واله ) ، فكيف طلب الإمام عليه السلام الإصلاح ومن خلال ماذا ؟ طلبه وأراده من خلال الثورة على الواقع الفاسد ، الثورة على الحاكم الفاسد الظالم ، عدم إطاعة وعدم بيعة الحاكم الفاسد الفاسق ، ( ومثلي لا يبايع مثله ) ، والقضية لا تحتاج إلى مزيد من الإيضاح والتبيين لوضوحها ،


 لكن ما يحز في النفس هو ليس وجود أناس يتكلمون بإسم الحسين ويرتقون المنبر الحسيني ويزعمون أنهم يعضون الناس ، بل ما يحز في النفس ويؤلمها هو سماح الناس لمثل هؤلاء بارتقاء المنبر الشريف الذي أُسس للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتبيان أهداف الثورة الحقيقية وإشعال روح الحماسة في جسد الأمة ضد الطغاة والمستكبرين والسراق والفاسدين ، 


وكلنا يتذكر ما فعله خطباء المنبر أيام الانتخابات السابقة وكيف ورطوا الشعب العراقي المسكين (الذي إلى الآن ومع الأسف يسير ويركض وراء عاطفته لا عقله ) ، فأعادوا وبتوجيه من الأحزاب الفاسدة ومن يرتبط بها في الداخل والخارج نفس الوجوه التي أفسدت وسرقت وأضرت بالعراق وشعبه المسكين ، أعادتها بحجج واهية وخدع ماكرة ، فخدعوا الشعب والشيعة خصوصا بخديعة مجيء وعودة البعثيين أو أبناء السنة إلى الحكم إن لم ينتخب الشعب هؤلاء السياسيين ممن ينتسب إلى مذهب التشيع وإن كانوا فاسدين أو سراق أو مرتشين ، المهم أنهم ينتمون الى مذهب التشيع !!!! وحصل الذي حصل ، 


واليوم ومع اقتراب موعد الانتخابات يحاول هؤلاء ممن باع قضية الإمام الحسين عليه السلام بدنيا السياسيين الفاسدين ، يحاول خطباء المنبر تمرير مثل هذه الخديعة وشبيهاتها على الشعب العراقي ، كما سمعت اليوم من شخص يدعى شيخ صلاح الطفيلي على قناة فضائية شيعية حيث يشير ويوجه الناس إلى ضرورة حماية المذهب والدفاع عنه من خلال انتخاب نفس الوجوه التي أضرت بالعراق ويقول أفضل من أن يأتينا عزة الدوري وأمثال عزة الدوري فيمنعوننا من اللطم والبكاء على الحسين ، ولا تقولوا أنهم فاسدون وسراق لكن نقول هؤلاء السياسيين الشيعة خصوصا سرقوا مرة مرتين ثلاث مرات لكن ممكن أن ينتهوا بعد أن تمتلئ بطونهم وجيوبهم ، وهم أفضل من تسلط قاتل علينا يذبحنا ويمنع شعائر الحسين عليه السلام !!!


أقول سبحان الله ثم سبحان الله ، هل هذا هو فهمكم  لمبادئ ثورة الحسين عليه السلام ؟ أليس من أولى مبادئه الثورة على الواقع الفاسد ورفض كل ظلم وفساد وباطل وسرقات ؟ فلماذا تؤيدون وتدعمون وتشيرون وتخدعون الشعب وتنصحونه وتوجهونه الى انتخاب الشيعة الفاسدين ؟ هل لا يوجد غيرهم مخلصين ؟ هل عقمت نساء العراق أن تلد أناسا وطنيين مخلصين غير مرتبطين بجهات داخلية أو خارجية ( ومن الشيعة ) إلا هؤلاء الساسة المرتشون الفاسدون الذين جلبوا الخزي والعار لمذهب أمير المؤمنين ،


هنا يأتي دورك الحقيقي يا شعبي العزيز ، فانتفض لكرامتك وحقوقك المغتصبة من قبل المافيات وعصابات الأحزاب الفاسدة ، ودع هؤلاء المخادعين واهجرهم وتمسك بالوطنيين المخلصين المستقلين غير المنتمين لهذه الأحزاب أو المرتبطين بجهات داخلية أو خارجية لا من قريب ولا من بعيد ، حكِم عقلك لا عاطفتك وستنجو بإذن الله الواحد الأحد وسيتغير الحال بمشيئة الله تعالى فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .

Total time: 0.053