يعمل عادل عقلين (48 عاماً) مدرساً للغة العربية في العاصمة اليمنية صنعاء. ويقول أنه لاحظ تراجعاً كبيراً في دخله بسبب ندرة الأجانب الذين هربوا بسبب استمرار انعدام الأمن في البلاد التي مزقتها الصراعات. وأضاف في حديث مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً:
"قبل عامين، كنا نعمل هنا في مركز اللغات بين 8 و12 ساعة يومياً ونكسب الكثير من المال. كان الكثير من الطلاب من أوروبا وأمريكا يأتون إلى اليمن لسهولة الحصول على تأشيرة دخول. أما الآن، فأنت من المحظوظين إن استطعت التدريس لمدة ساعتين في اليوم. وفيما ترتفع نسبة التضخم في البلاد، تجد نفسك في ظل عدم الاستقرار هذا مضطراً للحد من الإنفاق على غذائك وتنقّلاتك.
قبل عامين، كان الغداء الذي نتناوله كل يوم أنا وأولادي يتراوح بين السمك والدجاج واللحوم، وكل نوع من أنواع الطعام اللذيذ. أما الآن، فلا نأكل اللحوم سوى نهار الجمعة، وتقتصر وجباتنا على نصف الكمية التي كنا نتناولها في السابق، وذلك بسبب التضخم والرواتب الزهيدة.
- الاسم: عادل عقلين |
قبل عامين، كنت أٌقود السيارة كل يوم، لأن البنزين كان يكلّف حوالي 3 دولارات لكل 20 لتراً. أمّا الآن، أدفع 12 دولاراً مقابل كل 20 لتراً من البنزين، لذلك لا أقود سيارتي سوى مرة واحدة في الأسبوع، فيما أمشي نصف المسافة في الأيام الأخرى، وأستقل حافلة صغيرة لأقطع النصف الآخر من المسافة لأذهب إلى عملي دون أن أنفق الكثير من المال.
بات الوضع صعباً للغاية الآن. عليك أن تناضل من أجل الحد من استهلاكك للمواد على أنواعها. فأنا مثلاً أحاول العثور على زيت الطهي الأرخص أو الذي انتهت صلاحيته للتو. كما أقوم بشراء المزيد من المنتجات الصينية لأنها أرخص من غيرها من المنتجات.
كذلك، ارتفعت فاتورة المياه لتصل إلى 3,000 ريال [أي ما يعادل 14 دولاراً] في الشهر.
أفضل ما سمعته مؤخراً هو أن الحكومة ستزيد رواتبنا بنسبة 5 بالمائة في العام المقبل. لكن هذا لن يساعد في ظل التضخم الحاصل: فكنت مثلاً تدفع 6 دولارات مقابل كل 10 كيلوغراماً من الأرز قبل عام ونصف. أما اليوم فأنت تدفع 15 دولاراً مقابل الكمية نفسها.
يقول خبراء الاقتصاد أن أزمة التضخم قد تزداد سوءاً في حال فشل الحوار الوطني. أعتقد أن الاستقرار سيتحسّن، لكن الوضع الاقتصادي سيستغرق مزيداً من الوقت قبل أن يستقر".