تخفيض أسعار الأشتراك في خدمات الانترنت بنسبة تبدأ من 25 إلى 50 بالمئة خلال النصف الأول من العام الحالي ، أعتبره الكثير من مستخدمي النت في اليمن خطوة جديرة بالترحيب ، بالرغم من أسعار النت بعد التخفيض لاتزل بالنسبة لفئة الشباب والطلاب وفئات الدخل المحدود مرتفعة ، وتمثل هماً ثقيلاً ، لكنهم في المقابل أستبشروا خيراً في التخفيضات الأخيرة ، وهم على أمل أن تصبح الخدمة والحصول عليها عما قريب بأسعار منخفضة ، كما هو الحال في البلدان الأخرى المتقدمة، وبحيث تصبح خدمة النت في متناول الجميع وبأسعار معقولة ، تتناسب مع مداخيل شرائح المجتمع كافة ، سيما وأن رسوم الإشتراك الشهري لخدمة الإنترنت في اليمن تبقى من أغلى الرسوم في العالم ،مهما سيقت من مبررات وأعذار لإرتفاع أسعار الإنترنت في اليمن من قبل الجهات المسئولة عن هذه الخدمة، أو عن سوء الخدمة المقدمة من شركة “يمن نت”، وذلك بسبب رداءة الخدمة والانقطاع والبطء المستمر في هذه الخدمة،وهو الأمر الذي يستوجب من الحكومه نتيجة لهذه المشاكل المتكررة ايجاد حلول لها حتى لا تحرم المواطن اليمني من تكنولوجيا ينعم بها البشر بجميع أنحاء العالم ، فيجب يتم تطوير خدمة الأنترنت، بما يتوافق ورغبات المشتركين وبما يحقق كسر الاحتكار المفروض من “يمن نت” لهذه الخدمة ويفتح باب المنافسة فيها لكي يتسن لشركات المنافسة تقديم خدمات أفضل وبجودة أفضل وسعر منخفض.
وبحسب الخبراء والمهتمين فأن أسباب تردي وسوء خدمة الأنترنت والحد من أنتشارها في اليمن يعودان إلى عاملين ، أو سببين هما :
أولاً : سوء البنية التحتية التي لا تمكن الكثيرين من الإستفادة من خدمة خطوط المشتركين الرقمية DSL وبعض من استطاع الحصول على الخدمة يعاني من مشاكلها الكثير من انقطاع متكرر وبطء.
وثانياً : هو التكلفة الباهضة، معظم مستخدمي الإنترنت هم من فئة الشباب الذي قد لا يشاركهم أولياء أمورهم الإهتمام بالإنترنت فلا يتقبلون صرف مبلغ كبير على اشتراك الإنترنت، فمثلاً سرعة واحد ميجا وأعلى المتواضعة في بلدان كثيرة لا يمكن أن يشترك بها إلا أصحاب الدخل المرتفع جداً. ونعتقد أنه إذا ما عولجت مشكلتا البنية التحتية والأسعار الباهضة فمن المؤكد أنه ستكون هناك انطلاقة كبرى في أعداد المشتركين ما سيتبعه اهتمام أكبر بمحتوى الإنترنت وتحسينه.
لقد أعتبر الإنترنت وسيلة الاتصال الأسرع نموّا في تاريخ البشرية، ففي حين احتاج الراديو إلى 38 عاما للحصول على 50 مليون مستخدم لاستقبال برامجه، احتاج التلفزيون إلى 13 عاما للوصول إلى العدد نفسه، فيما احتاج تلفزيون الكابلات إلى 10 أعوام. اما شبكة الإنترنت فلم تحتج سوى إلى 5 أعوام للوصول إلى ذلك العدد، وأقلّ من 10 أعوام للوصول إلى 500 مليون مستخدم!
ومما لا شكّ فيه أنّ الإنترنت أصبحت عاملا أساسيّا في حياة الكثير من الشركات والأفراد والحكومات، وأصبح الجيل الجديد من الأطفال يسمّى بالجيل الرقمي، نظرا لأنّه يتعرّض للإنترنت منذ بداية نموّه. وتقدم جميع الدول العربية حاليا ، وبضمنها اليمن خدمات الإنترنت بمستويات متفاوتة، وتوجد لديها معوقات تختلف عن بعضها البعض. وهي ما تزال تحتاج إلى المزيد من التطوير في خدماتها الإلكترونيّة، وتثقيف الشركات والأفراد بأهميّة الاستثمار فيها، واستخدامها للتعليم والترفيه والبحث عن المعلومات والتواصل والتجارة، وغيرها من المجالات المهمّة. ولان الانترنت اصبحت وسيلة البحث والاتصال الأسرع والتخاطب والاتصال الفضلى لدى الشباب ، وهو جيل المستقبل من موظفين وصانعي قرار واطباء ومهندسين ومعلمين ورجال اعمال واساتذة جامعات فإن وزارة الأتصالات وتقنية المعلومات مطالبة اليوم قبل الغد بتطوير خدمات منظومة الأنترنت وتحسين كفاءة الخدمة وانتشارها وسهولة الحصول عليها