بينما يتخبط النظام الايراني في مضيق المقاطعات الدولية, وتزادد عزلته يوما بعد يوم على الصعيد السياسي وفي الساحة الدولية, يلقى بديله حظوة واعتبارا وقوة اكثر عند المجتمع الدولي وبعد ان شطبت الادارة الامريكية, خاضعة لقرار محكمة الاستئناف الامريكية, منظمة مجاهدي خلق وجيش التحرير الوطني الايراني من قائمة ارهابها, اتخذت كندا مبادرة مماثلة, ما أثار غضب وحقد الملالي الحاكمين في ايران. ومن البديهي ان تزامن هذه المبادرة مع ادراج فيلق القدس الارهابي في قائمة ارهاب كندا يحمل مفهوما ومضمونا سياسيا خاصا يدركه النظام الايراني قبل الجميع.
لقد تفهّم النظام حق الفهم ان افساح الطريق للاعتراف ببديله القوي والمشروع حيث كانت المبادرة هذه مؤلمة له مما ابدت وزارته الخارجية ”فزع وقلق النظام جراء انتقاد من الدولة الكندية وانذارا جديا لها” وذكرت قائلة ”انتهكت كندا التزاماتها الدولية” بينما نفسه هو مصدر الارهاب والعامل الرئيس لعدم الاستقرار في العالم بتدخلاته السافرة المدمرة المشهودة خاصة في منطقة الشرق الاوسط وفي وقت يسقط فيه المئات من الشعب السوري بنيران الاسلحة الايرانية فان اعبتار مبادرة كندا بانها ”امرا خطيرا و يضعف السلام والامن في المنطقة مثير للسخرية ”
ان الراهن في المنطقة لم يعد يخفى على احد حيث ان المثوى والمأوى الرئيسي للارهابيين في المنطقة هو النظام الايراني, الذي يدرّب الارهابيين في مقار خاصة له ويستخدمهم في العمليات الارهابية في الدول الأخرى, ونجد ان كل خطة ارهابية او شخص ارهابي يتصل بهذا النظام بشكل من الاشكال وعلى سبيل المثال خطة اغتيال السفير السعودي في أمريكا وفي نفس الوقت نلاحظ ان في معظم الاوقات بعد اية عملية ارهابية ومطاردة المتورطين بها, هؤلاء يهربون الى ايران, ولكن ولمرة أخرى في هروب الى الامام تصف الخارجية الايرانية شطب منظمة مجاهدي خلق من قائمة الارهاب ”بجعل كندا كجنة للارهابيين”.
يمكننا الاستنتاج من ردود فعل النظام العاجزة ووقوع الملالي الحاكمين في ايران في مأذق لا مفر منه ان تزول عن النظام الامور التي كان يستثمرها ويتطفل عليها منذ ثلاثة عقود.
الحقيقة إن رفع منظمة مجاهدي خلق من القوائم الارهابية ينفخ روحا منعشة في جسد المجتمع الايراني للثورة والعصيان.
إن مبادرة كندا الاخيرة وقطع العلاقات الدبلوماسية مع النظام الايراني من اوائل سبتمر الماضي, يمثل نموذجا صحيحا لمواجهة ومجابهة الملالي الحاكمين في ايران, وهذا اسلوب يجب على دول العالم كلها التمثل به في التعامل مع النظام الايراني على اساسه لكي نرى تهب رياح التغيير في ايران بمطلع الربيع الايراني قريبآ إن شاءالله.
*كاتب و باحث إيراني