أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

معا نبنى اليمن فى ذكرى الثورة الشعبية !!!

- د عادل معزب

بعد أيام قليلة تمر علينا ذكرى ثورة الشعب السلمية فى الوقت الذي لازالت بقيا أهداف الثورة لم تستكمل وهى الاهداف التى نصت عليها وثيقة شرف الثورة الشبابية الستة والتى التزمت بتحقيها المبادرة الخيلجية وفق مراحل متفق عليها  كما ان اليمن وما تواجهه من حملة شرسة وخبيثة من قبل بعض الاطراف الخارجية والداخلية تستدعي الحذر والاسراع في تحقيق تلك الاهداف والتى منها بناء الدولة اليمنية وفق حكم القانون والشفافية والمشاركة ، فاليمن لا يتحمل الصبر أكثر  مما مضى بعد أن ضحى بخيرة ابنائه الشباب الشهداء والجرحي من اجل التغيير  نحو الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية .
  ولذلك نلاحظ أن هناك تباطئ من رعاة المبادرة الخليجية لانعلم ماهو السر فى معاقبة المتلكئ والمعرقل للمبادرة فنلاحظ السيد جمال بن عمر ييصرح أحيانا بعقوبات فى مجلس الامن ثم يتراجع عملية ترهيب وترغيب على حساب الثورة الشعبية واهدافها مما كا سببا فى التأخير فى تنفيذ بنود المبادرة جملة وتفصيلا  فلاهيكلة  استكملت ولا حوار بدأ  ولا قانون للعدالة الانتقالية بشكل صحيح ولا تطيهير لملؤسسات من الفساد وكاننا ندور فى حلقة مفرغة تحت الانتظار (سرير الانعاش) بسبب انتشار سرطان الفساد فى الدولة كما كان سابقا ، فلم نجد اى مسئولين تقدموا للنيابة ولم نجد الا تعيينات وترقيات لبعض الشخصيات يعرفها المواطن بفسادها وهذا دليل على ان الوساطة والمحسوبية موجودة فى التعيينات فى شتى الوزرات والمؤسسات الاخرى ،ولذلك نشاهد يوما بعد يوم ظهور قضايا جديد ه على السطح  تطالب بحقوقها التى ضيعت فى الزمن البائد ويجد اولئك الاشخاص دعما خارجيا وداخليا لزعزعة الامن والاستقرار فوجود قضية فى تهامة وقضية فى مارب وقضية فى الجوف وشبوة وقضية فى البيضاء وقضية فى المناطق الوسطى وقضية الحراك الجنوبي ولا نسميها قضية الجنوب وقضية حركة الحوثي وغيرها من القضايا التى ستظهر لاحقا دليل على ان سياسة النظام السابق كانت تعمل فى كل محافظة بسياسة فرق تسد.
  والان ونحن على موعد مع ذكرى ثورتنا اليمنية هل سيكون مرور الذكرى بغرس مليون شجرة كما فعل اخوان مصر وترميم الشوارع والمؤسسات الحكومية بالالاف وتلوين اعمدة الكهرباء بالعلم المصري ام عندنا الثورة المضادة هى التى ستقوم بالواجب فى تخريب اعمدة الكهرباء وتدمير المؤسسات بفاسديهم واشاعة الفوضى الخلاقة التى تساعد الحوثي والحراك الجنوبي لفرض اجندة فى الحوار من خلال دعاوى الانفصال والتعويضات ، لماذا يتم التستر على رموز الفساد من ازل الثورة الى الذكرى الثانية لها ولماذا تقف الحكومة والقيادة السياسية المنتخبة امام ثورة المؤسسات المدنية والعسكرية تحت حجة الوقت غير ملائم والاجواء تحتاج الى مصالحة ومصارحة اليست المصارحة فى ازلة رموز الفساد سواء كانوا حزبيين او مستقلين، لماذا لم يتم تغيير المحافظين فى كل المحافظات على اساس الرجل المناسب فى المكان المناسب ، لماذا لا يزال بعض وكلاء الوزرات ومحسوبين على النظام السابق وفسادهم  فى وزاراتهم يعلم به الجميع الم يكفيهم 35 سنة و33 سنة واقلهم بلغ السن القانونى للتقاعد ولكن لوبى الفساد يجعلهم مستمرين الى يومنا هذا ، اليس من العيب ان تقف الحكومة والقيادة السياسية مكتوفة الايدي ولم تضرب بيد من حديد من يعبث بامن واستقرار البلاد ومن يدعوا الى شق الصف والفرقة بين اليمنين ، لما ذا السكوت على دعوات الانفصال التى يطلقها البيض وجماعتة ولماذا لا يوجد  حملة اعلامية وطنيية لنشر روح الوحدة والتسامح بين ابناء الشعب الواحد اين المسيرات فى شمال اليمن وجنوبة لتسمع العالم اجمع ان الوحدة المباركة .
   فاليمن لن تبنى الا بأبنائها جميعا وهذه المرحلة هى اهم مرحلة فى تاريخ اليمن فى ترسيخ قواعد الحكم الرشيد والشفافية والمساءلة التى لم يلحظها ابناء الشعب وكان مسئولى الاجهزة الحكومية اليمنية فى قمة النزاهة والشفافية  فلامحسوبية ولا رشوة ولا وساطة ولذلك تهدر اموال الدولة ليل نهار فى أشياء قد يمكن تحقيقها بأقل التكاليف فى الداخل ومن ذلك الدورات التى تعطى للموظفين فى شتى لوزارات خارج اليمن وتصرف عليها ملايين الدولارات  وقد ربما يستفاد منها فى الداخل افضل مائة  وذلك من خلال عمل دورات مستمرة لموظفى الوزرات ولمدة سنة خارج نطاق الدوام الرسمي كلا فى مجال الذي يشغلة ويسمى دبلومة مهاره وخبرة ويتم الاتفاق مع الجهات المتخصصة للتدريب والتنمية وبذلك يستفيد الموظف وتستفيد الدولة الا اذا كان شرط الدول المانحة لليمن بهذا الشكل السابق فهى تعطينا المنحة باليمين وتأخذها بالشمال ونتحمل فوقها القروض والديون الخارجية .
   هل أن الاوان للقوى الوطنية والاحزاب ومنظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص وقبلها الحكومة والقيادة السياسية ممثلة برئيس الجمهورية المنتخب للوقوف صفا واحدا ضد الهجمة الشرسة والشائعات التى يروج لها  دعاة الانفصال فى شمال اليمن وجنوبة وان تعمل الدولة بكل قوة على استكمال الهيكلة وبناء المؤسسات وتطبيق حكم القانون بدلا من اللعب بالعواطف فى التعامل مع هؤلاء الذين يتمادون يوما بعد يوم فى سبيل الوصول الى تحقيق الاجندة الخارجية فى تقسيم اليمن الواحد منذ الازل فكلنا يمنيين وسام طبير فى جبين كل يمني يفتخر بوطنية ووحدتة حتى ولو كان له مظالم فكل المحافظات اليمنية لها قضايا ومظالم من النظام السابق ومن انظمة التشطير السابقة التى جعلت الكثير من المحافظات تعيش الويلات والحروب والتصفيات ومنها قضية المناطق الوسطى التى ترفض دعوة الحراك وتؤمن بالوحدة  كأحد الحلول لقضيتها بالاضافة الى معاجلة اثار الحروب التى خلفتها تلك الحقبة من دمار للمتلكات والحرث والنسل ولازالت الجبال حبلى بالالغام الى اليوم تحصد ارواح العشرات سنويا من الرجال والنساء ورعاة الاغنام فى جبال المناطق الوسطى بما فيها مسقط الشهيد الوحدوى جارالله عمر الكهالى (جبل شخب عمار وجبل الدرمين ) والذي رفض من اول يوم دعوة البيض للانفصال وعاد الى اليمن بعد حرب 1994 والوحدة قبلة النابض وهواه الذي كان يتنفس به ، فنحن اليوم احوج الى امثالة فى كل محافظات اليمن حتى نعالج جراحاتنا بأنفسنا ونشكل حملة واسعة وطنية من كل الاحزاب الوطنية والمنظمات والنقابات والشباب معا نبنى اليمن إنشاء الله

Total time: 0.0594