أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

السيادة لأمريكا

- الدكتور محمد عبدالله عايض الغبان‎


تحلق الطائرات الأمريكية بدون طيار في أجواء اليمن طولا وعرضا في عربدة ووقاحة منقطعة النظير  ودون خوف أو مجرد اعتراض من أحد رغم ما تخلفه من دمار وقتل للأبرياء ،فلا تكاد تسمع بضربة إلا ويسقط فيها مدنيون لا علاقة لهم بأي أعمال قتالية ،وقد نشرت الذعر في صفوف عامة الناس والنساء والأطفال ،فالكل ربما يقع ضحية لأي ضربة دون محاسبة أو مسآلة من أحد وتضيع دماء الناس هدرا وكأنها نعاج تذبح في الوقت الذي لا تستخدم مثل هذه الطائرات إلا في معارك حربية بعيدا عن المناطق العمرانية .

لهذا لا تستخدمها أمريكا على أراضيها لتتبع العصابات الإجرامية خوفا من الأخطاء المتوقعة من مثل هذا النوع من الطائرات وتحاشيا لأي نقد شعبي ، وحين وقوع أي أخطاء ضد الأبرياء منهم فستقوم عليهم الدنيا قومة واحدة ولن يتجرأوا على ذلك إطلاقا .
بينما الحال في بلداننا مستباح رضي من رضي وأبى من أبى لأن دماءنا في نظرتهم إلينا لاتساوي قطرات ماء تراق ونحن من ساعدهم على هذا التصورالمتعجرف.

والغريب حقا أن هذا النوع من الضربات لم يتم في عهد النظام السابق إلا في حالات نادرة وخفية وبتكتم شديد، والآن وبعد رحيل النظام وقيام الثورة ونشوء عهد جديد أصبحت سيادة الدولة في مهب الريح ، والنقد اللاذع الذي كان يوجه للنظام السابق  من جراء انتهاك السيادة اختفى تماما، وكأن الأمر لا يعني الثوار إلا ذرا للرماد على العيون  بل يخيل إليك أن السفير الأمريكي هو بمثابة المندوب السامي في اليمن مذكرا بأيام الاستعمار ، وظهوره الإعلامي آمرا ونهيا ومرشدا مألوف جدا .

والحوثة المتبنية شعار معاداة أمريكا في العلن لا ترفع بذلك رأسا إلا مجرد فرقعات إعلامية يعلمون كذبها  قبل غيرهم ،وما يسمى بتنظيم القاعدة جر على أهل اليمن ويلات وويلات وهم من الأسباب المباشرة لعناء كثير من الناس فلا للأعداء كسروا ولا لدماء الأمة وحرمتها حفظوا ، وليسعهم ما وسع علماء الأمة ومفكروها.

وجلب الأعداء علينا وعلى أراضينا مما يفاقم الأزمات ويجعلنا تحت سلطانهم ونفوذهم خانعين يائسين بل مستسلمين صاغرين ،وربنا يقول في محكم التنزيل "ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا

Total time: 0.0435