أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

باحث سياسي يكتب: لهذه الأسباب الخمسة.. لا مجال لانفصال الجنوب

- صنعاء

ذكر الباحث والكاتب السياسي اليمني عبد الناصر المودع خمسة اسباب تحول دون انفصال الجنوب .. والتي سردها في مقاله له تحت عنوان " لهذه الأسباب الخمسة .. لا مجال لانفصال الجنوب".

حيث ذكر في مقالته خمس نقاط منها عدم وجود أي دعم خارجي للانفصال لادراك الدول الخارجية انه سؤدي الى مزيد من الفوضى وانعدام الاستقرار في اليمن وفيما يلي نص مقالته:

واجهت الوحدة اليمنية مشاكل كبيرة منذ إعلانها في عام 1990، وتواجه الآن تحديا جديا بارتفاع الأصوات المطالبة بالانفصال، والتي ظهرت بشكل جلي خلال المظاهرات الحاشدة في مدينة عدن مؤخرا. ولقد أعطت هذه المظاهرات انطباعا قويا بأن الانفصال أصبح ممكنا وقريب الحدوث. غير أن التحليل العميق للمسألة يشير إلى عكس ذلك تماما، فالانفصال أمر في غاية الصعوبة، ولا يمكن توقعه، على الأقل في المدى القريب والمتوسط. ويرجع ذلك إلى أنه لا يمتلك المقومات الضرورية لتحققه، التي يمكن اختصارها فيما يلي:

- تفتقر الحركة الانفصالية إلى أي أساس قانوني يمنحها الشرعية؛ فوفقا للقانون الدولي، فإن المناطق الجنوبية من اليمن هي جزء من أراضي الجمهورية اليمنية. وبناء عليه لا يجوز لسكان هذه المناطق المطالبة بالانفصال؛ لأن في ذلك تقويضا لتماسك الدولة ووحدة أراضيها، وهو ما يعد من المبادئ الأساسية للنظام الدولي الحالي. وقد تعزز هذا الأمر بشكل خاص في قراري مجلس الأمن رقمي 2014 و2051 اللذين أكدا على ضمان وحدة واستقرار اليمن.

- إلى جانب المانع القانوني، لا يحظى الانفصال بدعم خارجي حقيقي؛ فجميع دول العالم تقريبا، وبالتحديد الدول الكبرى ودول الإقليم، لا تؤيد الانفصال؛ لإدراكها أن الانفصال سيؤدي إلى مزيد من الفوضى وانعدام الاستقرار في اليمن، وربما انهيار الدولة اليمنية، وهو أمر ليس ببعيد عن ظروف اليمن الحالية (أتى اليمن في المرتبة الثامنة حسب تصنيف الدول الفاشلة لعام 2011)، وانهيار اليمن يشكل تهديدا مباشرا للأمنين الإقليمي والدولي.

- بالإضافة إلى ما تقدم، تفتقر الحركة الانفصالية إلى الإمكانيات السياسية والعسكرية التي تمنحها القدرة على بسط سيطرتها المادية في المناطق الجنوبية لفرض واقع انفصالي فعلي. ويرجع سبب ذلك إلى عوامل كثيرة، أهمها هشاشة الكيان الجنوبي الناتج عن حداثة تشكله، فالجنوب لم يعرف الدولة المركزية إلا بعد الاستقلال عام 1967، وقبل هذا التاريخ كان عبارة عن فسيفساء من المشيخات والسلطنات الصغيرة (23 سلطنة ومشيخة). وبسبب ذلك، تسود الجنوب نزعة مناطقية شديدة، لا تساعد على قيام تنظيم سياسي وعسكري يوحد القوى الانفصالية. خاصة بعد تدمير المؤسسات السياسية والعسكرية الجنوبية في حرب 1994، وما يؤكد ما ذهبنا إليه، حالة التشتت والنزاع التي تعيشها حاليا الحركة الانفصالية، حيث لا وجود لتنظيم سياسي أو عسكري حقيقي لهذه الحركة حتى الآن، رغم مرور ستة أعوام على بدايتها. بل العكس هو الصحيح، حيث تتزايد الانقسامات والكيانات الانفصالية يوما بعد آخر، وأخطر هذه الكيانات تلك التي تحمل مشاريع انفصالية فرعية، تنادي بعودة الكيانات القديمة.

- هناك قوى جنوبية رئيسية ترفض الانفصال، ولن تسمح للقوى الانفصالية بتنفيذه على الأرض، ومن هذه القوى معظم التيارات الإسلامية، وتحديدا الفرع الجنوبي لحزب الإصلاح الذي يعد أكثر القوى السياسية تنظيما وفعالية في المناطق الجنوبية. ومن المتوقع أن تدخل هذه القوى في حالة صراع عنيف مع القوى الانفصالية إذا ما حاولت السيطرة على الجنوب. وفي حال حدوث ذلك، فإن من المحتمل أن تميل الكفة لصالح القوى المعارضة للانفصال، التي ستتلقى الدعم المادي والبشري من الحكومة المركزية ومن المناطق الشمالية ذات المخزون البشري الهائل (نسبة سكان الجنوب للشمال 5:1 تقريبا).

- كذلك ما يجعل من الانفصال أمرا بعيد المنال، غياب الفصل الثقافي الحقيقي بين الشماليين والجنوبيين؛ إذ لا وجود لاختلافات عرقية أو دينية أو مذهبية بين الطرفين، كما أن هناك تداخلا سكانيا كبيرا بينهما يستحيل فصله، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن أكثر من ربع سكان الجنوب هم شماليون أو من أصول شمالية، يقابلهم مئات الألوف من سكان الشمال من أصول جنوبية، وهذه الأعداد الضخمة ستقاوم المشروع الانفصالي بكل قوة، كونه يعرضها لمخاطر الطرد والاضطهاد وربما الإبادة.

إن ارتفاع وتيرة الانفصال ما هو إلا انعكاس لحالة التراخي الأمني والسياسي، الناتجة عن ضعف السلطة وانقسامها، وتزايد التدخلات الخارجية في المرحلة الانتقالية التي يعيشها اليمن. وهذه الأوضاع يجري استثمارها من جانب القيادات الانفصالية، ومن قبل أطراف الحكم في صنعاء، ومن بعض الدول كإيران. غير أن تحول الانفصال من ظاهرة صوتية، كما هي عليه الآن، إلى فعل حقيقي على الأرض، ستظهر خطورته وصعوبة تحققه، وهو ما سيستحث القوى المناوئة للانفصال، من داخل اليمن وخارجه، لاحتوائه سياسيا وأمنيا.

إن من يعرف الأوضاع في اليمن، يدرك أن الوحدة رغم الصعاب التي واجهتها، قد خلقت تشابكا سياسيا واجتماعيا واقتصاديا يستحيل تفكيكه دون تفكيك الدولة نفسها. وهذه الحقيقية تجعل من خيار الوحدة الاندماجية أقل الخيارات سوءا لليمن الآن، وربما في المستقبل.

 

عبدالناصر المودع
كاتب ومحلل سياسي يمني

تعليقات الزوار
1)
جنوبي -   بتاريخ: 17-02-2013    
من طريقه المقال يدل على ان الحقد على الجنوب قوي جدا اقول لصاحب المقال والله لو نعيش في العصر الحجري ما توحدنا معكم يا سرق اقول وبكل فخر الجنوبين يكفيهم ان يوكلوا من الحبر سمك طازج اما انتم يا اصحاب القدم راح تموتوا من الجوع ويكفي ان نحن طورناكم حتى ما كنتم تملكون حتى سياره
2)
وجهة نظر -   بتاريخ: 17-02-2013    
للاسف الشديد ان الغالبية ما زال يبحث عن تبريرات ومحاولة اقناع انفسهم بانه لا يوجد خطر على الوحدة اليمنية ,فبدلا من ايجاد حلول جادة للا سباب التي جعلت الكثير من الجنوبيين يطالبون بالانفصال نحاول ايجاد احلام نرضي بها انفسنا.
وكلنا يعلم بان اي مشكلة اذا لم تحل ستستمر في التوسع ومع مرور الوقت اكيد الانفصاليين يحصلون على الدعم الخارجي ويحصلون على التنظيم وغيرها من المقومات التي تؤهلهم لتحقيق اهدافهم
3)
صاحب جيبوتي -   بتاريخ: 17-02-2013    
حلوه اللي كتب تعليق لولا الجنوب ماكنا نعرف سياره والدليل السيارات السكان اليمين من ايام البريطانيين والدليل الاستغراب الهائل بالسيارات التي نزلت عدن ايام الوحده وكانها احدى عجائب الدنيا السبع 
انفصل ولما تخلص اعملي رنه 
4)
حضرمي حر -   بتاريخ: 17-02-2013    
راح ننفصل غصب عنكم ياسرق اماانت تحلم ببقاء الوحده بين الشمال والجنوب لانك لامحاله ميت من الجوع
5)
حضرموت -   بتاريخ: 17-02-2013    
سنناضل من اجل التحر والأسقلال مهاما طل الزمن اوقصر خلاص سأمنا منكم ايها الشماليين الدحابشة المتخلفين ومهما حللتم من تحليلات سياسية حاقدة سنظل نناضل اجيال بعد اجيال
6)
صاحب السودان -   بتاريخ: 17-02-2013    
صاحب التعليق رقم واحد ما تنساش كمان تعملي رنه أنا كمان ههههههههههههه, ده كنتم ما عندكمش شوكولاته ولا بسكويت و أول ما أعلنت الوحده نزلتم الى تعز على ضهر البواير كنتم تقسموه بالخشب الى طابقين و كنتم تتعجبوا من الحلويات اللي عمركم ما شفتوها, واليوم تقول لي طورناكم , أجزم أنك من المجندين الهبل على الانترنت اللي يستلموا بالدولار دون أن يعرفوا شيئ عن اليمن 
7)
ابوبكيل -   بتاريخ: 18-02-2013    
 بأذن اللة سيظل اليمن موحد رغم انف الحاسدين والعملاء والمطقطقين وضعيفي النفوس والحاقدين والشعب اليمن شمالة والجنوب منتظر الحوار والذي المفروض يشارك فية الجميع لايستثناء احدفالحوار هواالحل فقد سأم الشعب من المهاترات والولات الحزبية وزراعة الاحقاد والكراهية المقيتة الحوار الحوار الحوار والاسترون الثورة الحقيقية من جميع ابناء الشعب شمالة والجنوب والوحدة باقية رغم كل المؤمرات 
8)
اديب الحربي -   بتاريخ: 18-02-2013    
مقال تافه لايستحق حتى ان يرد عليه احد او حتى يطلع عليه
9)
جميل المنحمي -   بتاريخ: 18-02-2013    
صدقوني أن من يريدون الإنفصال هم قلةمن أبناء الجنوب وهم الحراكيش الذين دخل بعضهم في الحراك المسلح نتمنى منهم أن يعودواإلى رشدهم وعليهم أن يعلمواكما قال الشيخ صادق الأحمرلهم أنهم ليس في قم إيران التي تدعمهم وأن الشعب إذا قال كلمة قالهافعودواإلى رشدكم قبل فوات الأوان والسلام على من نشر السلام بين أهل اليمن والعالم جميع تحياتي  

Total time: 0.0497