أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

سلاح الطيران اليمني على من تقع المسؤولية؟؟

- د.محمد عبدالله عايض الغبان

حوادث الطيران في العالم لا تقارن بحوادث المواصلات الأخرى، ومع كثرة الطيران والطلعات الجوية للأساطيل الحربية العالمية فقد تمر بك أشهر كثيرة دون أن تسمع أي حادث من حوادث الطيران




 لكن الوضع في اليمن يختلف تماما عن بقية بلدان العالم باستثناء جمهورية السودان التي قد تكون حوادث طيرانه الحربي مشابهة للحالة اليمنية، ترى ما السبب في ارتفاع نسبة هذه الحوادث ؟ هل لأن أسطولهم الجوي واسع جدا إلى درجة أن مثل هذا السقوط المتكرر لا يمثل نسبة كبيرة نظرا لكثرة الطلعات والمهام التدريبية؟ أم أن هناك أسبابا أخرى تكمن وراء هذه الأحداث المؤسفة؟




 من وجهة نظري أرى أن الخلل في هذه المؤسسة هو جزء من منظومة فساد إداري ومالي وبشري وتقني متفش في شتى مناحي الحياة المدنية والعسكرية، فالصيانة الدورية غير دقيقة، وتحديث الأسلحة لعله عشوائي وعبر المصالح الفردية لذوي الشأن، وتحديد المسؤوليات فيه خلل كبير، والاعتناء بالكوادر البشرية آخر ما تفكر فيه الإدارات والمؤسسات، وتطوير الذات للمنتسبين إلى هذا القطاع الهام كغيره من القطاعات يكاد يكون معدوما؛ لانشغال الناس بمعيشتهم وحياتهم اليومية وانعدام البيئة الجادة، وعوامل التثبيط نشطة، والفراغ والمقايل جوارف وقاتلة لعمر الإنسان وبناء الذات والمجتمع.




 وهناك عامل مهم يلحظه أي مطلع وهو المجازفات الكثيرة للإنسان اليمني الذي يعد الاحتياطات الكثيرة دليل الجبن والخوف، وهي ثقافة خاطئة وعواقبها سيئة، وأقترح على الحكومة اليمنية أن تستبدل سلاح الجو بوسائل النقل البدائية القديمة المتمثلة بالأحصنة والجمال والحمير حفاظا على أرواح الناس وعلى الكوادر الهامة المدافعة أو المفترض أن تدافع عن الأمة والوطن ، وإن كان ولا بد من استخدام الطيران فليكن بمهنية عالية ومسؤوليات محددة وتدريب جيد مثل بقية دول العالم لا نطالب أن نكون الأفضل ولكن بحسبنا أن نصل إلى حدود معقولة نحافظ على دماء الناس وممتلكات البلاد ويحاسب كل مقصر على تقصيره ، وتكثير الطائرات دون عناية وصيانة عبء لايحتمله اقتصاد البلاد المهتز  وخير من ذلك الاقتصار على عدد محدود من الطائرات الحديثة  ذات القدرات العالية والتخلص من الطائرات القديمة التي انتهى زمنها الافتراضي

Total time: 0.0459