أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

أين برلمان الأطفال؟

- عبد الرحمن بجاش

في زيارة لألمانيا العام 2000م كان من ضمن برنامجها زيارة البرلمان الألماني (بوند ستاغ ) للاطلاع على التجربة البرلمانية, ولأننا كما قيل يومها علمنا الألمان كيف يتوحدون! فلم التفت إلى ما يدور من ممارسة برلمانية, باعتبار أننا أصحاب تجربة, فقد لفت نظري أمر آخر .. فقد كان في القاعة ثمة عدد صغير من أطفال (يتعلمون من الكبار كيفية الإدارة البرلمانية وكيف يتناقش الأعضاء, كيف يختلفون ويتفقون ..... الخ), وفي الدول الأوروبية تجد أشكالاً من مشاركة الصغار حتى الذهاب إلى مكتب الرئيس ليكتسبوا معرفة بأساليب الحكم!, هكذا يربي العالم أجياله.
مؤتمر الحوار الوطني يفترض أيضا أن ينظر إليه على أنه جزء من التربية العامة, وحين تبث جلساته ليس الهدف سماع الصراخ, ومتابعة تسجيل المواقف, بل لنتعلم, أنا أنظر للأمر بهذا الشكل, ولذلك تمنيت على الأمانة العامة لو أنها أدرجت في برنامجها دعوة بعض أعضاء برلمان الأطفال ليأتوا ويتابعوا الجلسات, العامة منها, وتلك المغلقة, يتابعون آباءهم كيف يتناقشون, يتحاورون, يصرخون, يختلفون, يتفقون, كيف تدار الجلسات, كيف يعد البرنامج, جدول الأعمال, ما هي نقطة النظام وكيف ومتى؟, كيف يكولسون؟ يتعلمون فن الإدارة وإدارة المجاميع الكبيرة بالتحديد, وأهم جزئياته فن إدارة الوقت, سيقول أحدهم: أنت ما حصلتلكش عمل نحن مشغولون بما هو أهم, أقول لهذا الواحد المفترض, لا يا صاحبي فالنشاط العام أي نشاط مشروع تربية عامة, والصغار مسئوليتنا, وإذا أردت الدليل فلأننا لا نقرأ, ولأن لا أحد قام بتربيتنا تربية عامة، فكثيرون في قاعة المؤتمر بدليل جلسة أول أمس لا يدرون شيئا عن (نقطة النظام)! لأن غياب الممارسة التي هي جزء من التربية العامة في أحزابهم غائبة غائبة! ومثل المؤتمر حيث (المسيرون) لهم خبرتهم فسنتعلم جميعنا, وسنستفيد ممن لهم خبرتهم, وهي فرصة للاطلاع على تجربة إعداد النظام الداخلي لمؤتمرات كبيرة مثل مؤتمرنا هذا, من فريق الأمم المتحدة.
تمنيت أن يتنبه أي أحد فيدعو الطالب رشيد با رشيد من مد ارس جيل الرسالة لحضور الجلسات, والطالب المتفوق نال فرصة في مدرسته لأن يتولى إدارتها ليوم واحد, ومارس ما طلب منه بمقدرة خاصة وقد منحته الإدارة ثقتها لكفاءته وليس لأي سبب آخر, فكان أول قرار له زيادة راتب مدرسه علي داوود الذي تقدم بتظلم فأنصفه ونفذت مديرة المدرسة ذكرى الثوابي ما وجه به, لكن المشكلة أن مثل هذه الومضات المنيرة تظل تجارب معزولة, الآن أضع أمام د/بن مبارك ما أنا بصدده, وأرجو ألا ينظر - بضم الياء - للأمر على أنه مجرد (شطحة) أو خدارة قات .. لا .. فالناس هناك يفعلون ذلك .. ودمتم.

 

Total time: 0.0808