وأخيرا طوت محكمة الاستئناف اليمنية ملف واحده من أبشع القضايا التي هزت المجتمع اليمني قبل ستة عشر عاما، وبعد أن حكم القضاة على الجاني الأول بالإعدام، والجاني الثاني بالسجن لمدة عشر سنوات مع دفع الدية للمجني عليهم ولكن.. إليك تفاصيل خيوط الجريمة.
عائلة المطري وعائلة السري كانتا تسكنان إلى جوار بعضهما، وأرادت عائلة السري فح باب في دورها الثاني وعمل سُلم إليه، ولكن عائلة المطري رفضت ذلك لكشف سُترة "حوشها على المار بالسلَّم، لهذا دخلت العائلتان في مشاكل كثيرة اشتدت يوما بعد يوم إلى أن قررت عائلة السري بناء السُلَّم بالقوة ليلاً، وفعلا بدأ البناء، وفي وقت الفجر خرج المطري وأولاده ليفاجئوا بأن البناء قد تم.. بدأت الأصوات تتعالي حينها حتى تطورت القضية إلى إطلاق النار، وكانت البداية الأولى من بيت المطري باتجاه الهواء بقصد التخويف حسب ما افادت المحاضر، مما دفع حمود السري بإطلاق النار على حوش بيت المطري الذي كان يتواجد به على المطري وأولاده عبد الباسط وجمال وزوجته من سطح المنزل مما أدى إلى إصابة عبد الباسط وجمال وقتل والدتهما، وكنتيجة حتمية تم إطلاق النار على حمود السري وقتله من قبل بيت المطري، فما كان من يحي السري الذي رأى أخه مقتولاً إلا أن أجاب بوابل من الرصاص موجه ضد بيت المطري مما أودى بحياة عبد الباسط، أحد أبناء على المري الذي قد أصيب قبلها برصاص حمود، رد بالرصاص من بيت المطري وتمت إصابة يحيى ليرد بعده أخوه الثالث أحمد الذي قتل الابن الثاني لعلي المطري والذي أصيب هو الآخر برصاص حمود.. وهكذا راح ضحية السلم أربعة أشخاص.
نقلت القضية بعد التحقيقات الى المحكمة للنظر فيها، وبعد المرافعات التي استمرت طويلا حكم على المتهم الأول يحي السري بالإعدام، أما المتهم الثاني أحمد السري فحكم عليه بالسجن عشر سنوات بالإضافة إلى دفع الدية لبيت المطري، ولكن وقبل يوم من تنفيذ حكم الإعدام على يحي السري أعفت عائلة المطري عن المتهم يحي بعد مصالحة قبلية تمت بينهم وبين عائلة السري قضت ببيع السري منزله وترك الحي الذي كان يقطنه مع إزالة السلم وكذا بعض الشروط المتفق عليها من قبل الطريفين وبهذا تثني القصة الأليمة بعد أن خسر كل طرف سته عشر عاما من عمره عذابا ونقودا وحزنا على أرواح أزهقت من أجل بناء سُلَّم.