لولا دى سيلفا أو كما أُطلق عليه شعبه ” بطل الفقراء ” ، هذا الرجل الذى عمل على تحسين مستوى المواطن البرازيلى الفقير قير وأحدث نهضة فى مجالات عديدة صناعيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ، واستطاع أن يقضى على مشاكل الفقر والبطالة فى البرازيل . حيث كانت البرازيل على شفا الهاوية , و هى الان تتمتع بفائض يزيد عن 200 مليار دولار و اصبحت صاحبة اقل نسبة غلاء من دول العالم الثالث , و ذلك بفضل مجهودات دى سيلفا ، و أصبحت البرازيل بفضله وحسن إدارته للبلاد من اقوى دول العالم.
التالية حسب مجلة ” تايم ” الامريكية كالزعيم الأكثر تأثيرا في العالم.
تختلف نشاته عن باقى رؤساء الدول حيث أنه نشأ في أسرة فقيرة, أصلها من الشمال الشرقي للبرازيل. وقد كانت طفولة دي سيلفا قاسية, حيث علمته والدته كيف يمشي مرفوع الرأس. كتب ريتشارد بورن في الجزء الاول من كتابه “لولا البرازيل” عن طفولة دي سلفيا, و جاء عنوان هذا الجزء بعنوان “قاسية و صعبة”, ينتمي لولا دي سيلفا لأسرة تتكون من 7 أولاد و بنات , سافر أبيه مع ابنة عمه بعد اسبوعين فقط من مولد دي سيلفا إلى ساوباولو , للبحث عن عمل ثم انقطعت اخبار الوالد بعد فترة قصيرة , فظنت والدة لويس انه وجد وظيفة و بالتالي سافرت هي الاخرى إلى ساوباولو و معها اطفالها. ولكن سرعان ما اكتشفت ان زوجها تزوج من ابنة عمه بعد ان عاشوا قصة حب سرية. و لذلك اضطرت ان تسكن فى غرفة واحدة فى منطقة فقيرة فى هذه المدينة. ولقد لعبت “أريستيدس ” والدة دي سيلفا دورا كبيرا في حياته وتكوين شخصيته , و اعترف دي سيلفا بذلك قائلا : « لقد علمتني أمي كيف امشي مرفوع الرأس و كيف أحترم نفسي حتى يحترمني الاخرون »
بدأ لولا دي سيلفا مشواره التعليمي فى سن مبكر , ولكنه توقف عن التحصيل الدراسي فى السنة الخامسة من التعليم الأساسى بسبب الفقر الشديد والظروف الصعبة التى كانت تمر بها العائلة. ولكن تلك الظروف الصعبة ساهمت فى بناء شخصيته , وظهر هذا عندما تولى حكم البرازيل ووجه اهتماما كبيرا للفقراء .
منذ شبابه كان يتمتع بالصبر و التحمل وكان يؤمن بالروح الثورية و التغير , نتيجة للظروف الصعبة التي مر بها فى طفولته, والتي اضطرته للعمل كماسح للأحذية لفترة طويلة فى شوارع ساوباولو , و كصبي في محطة وقود, ثم حرفي في ورشة , و بعد ذلك مكانيكي لأصلاح السيارات , و بائع خضار و لكن كل هذه الظروف جعلت منه رجلا قويا. و انتهى به الحال كمتخصص في التعدين بعد التحاقه بمعمل “فيس ماترا” حيث نجح فى الحصول على دورة تدريبية لمدة 3 سنوات من هناك.
دى سيلفا. و استطاع ان يحتل منصب نائب رئيس نقابة عمال الحديد فى عام 1967 بعد ان تخلى أخيه عن المنصب. ثم بعد ذلك تم انتخاب لولا رائيسا للنقابة فى عام 1978 وكانت النقابة تضم فى ذالك الوقت ما يقارب 100 ألف عامل فى معظم مرافق مصانع السيارات فى البرازيل مثل تويوتا و فولكس فاجن و مرسيدس بنز و فورد و غيرها.عام 1980 وأثناء إضراب للمصانع في أطراف مدينة ساوباولو في فترة سيطرة الجيش على الحكومة ترأس خطاب لنقابات العمال الصناعيين، وكانت خطاباته مشجعة ضد الحكومة فأدى ذلك إلى احتجازه لمدة ثلاثين يوم. وفي عام 1981 حكمت علية المحكمة العسكرية بالسجن لمدة 3 سنوات ونصف بتهمة التحريض، ولكن أطلق سراحة في عام 1982 بالرغم من هزيمة لولا دى سيلفيا أمام كولور فى الصراع على الرئاسة فى انتخابات عام 1989 لم يستسلم بل عاد للمنافسة من جديد على هذا المنصب الرفيع فى انتخابات عام 1994 و 1998 ولكنه فشل ايضا فى الوصول لمنصب الرئيس . و برغم من الهزيمة فى ثلاث دورات انتخابية متتالية . استمر دى سيلفا فى الترشح للمنصب عدت مرات حتى نجح فى التفوق على منافسيه. و تم انتخاب لولا دى سيلفا رئيسا للجمهرية فى شهر أكتوبر 2002 بعد ان حصل على أكثر من 51 مليون صوت بنسبة (62%) من اجمالى عدد الاصوات ليصبح لولا دى سيلفا أول رئيس يسارى ينتخب منذ إنشاء جمهورية البرازيل فى 15 نوفمبر عام 1889.
لولا دى سيلفا رئيسا للبرازيل
يحظى الرئيس لولا دى سيلفا بشعبية كبيرة فى البرازيل و خاصة الطبقة الفقيرة و اطلقوا عليه لقب “بطل الفقراء” نظرا لعمله البطولى من أجل فقراء البرازيل حيث استطاع اقناع العديد من رجال الأعمال و الطبقة المتوسطة بالالتفاف حول الفقراء. كما قام بوضع العديد من البرامج الأجتماعية التى أسهمت إلى حد كبير فى التقدم الذى حدث فى البرازيل. و قد نجح الرئيس لولا دى سيلفا فى تطبيق برنامج “بولسا فاملى” ؛ و هو برنامج لتحسين الاوضاع الاجتماعية، حيث حسنت اوضاع 8 ملاين أسرة فقيرة، و ذلك بتوفير دخل بحد أدنى 160 دولار . و لقد بلغت تكلفة هذا البرنامج اكثر من 80 مليار ريال برازيلى . و تم تمويل هذا البرنامج من خلال الضرائب التصاعدية التى تمثل اكثر من 40 % . و اشترط على كل الأسر المستفيدة من هذا البرنامج أن يواظب أبنائهم على الدراسة. و الهدف الاساسى من تطبيق هذا المشروع هو تخفيف وطة الفقر و تحقيق العدالة الاجتماعية.
جوائز نالها لولا دى سيلفا
نال الرئيس لولا دى سيلفا العديد من الجوائز و الأوسمة منها :
- وسام الاستحقاق البرازيلى.
- وسام الصليب الجنوبى.
- جائزة أمير أسترياس للتعاون الدولى عام 2003 .
- جائزة « فيليكس هوفوية- بوانيى للسلام » من اليونيسكو عام 2008 .