أخبار الساعة » السياسية » عربية ودولية

أساب تغير موقف واشنطن: لهذه الأسباب لا ترغب أمريكا الآن في انتصار الثوار على بشار الأسد

- متابعات

نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية اليمينية تقريرا أعده اثنين من محرريها في واشنطن عن مخاوف الإدارة الأمريكية من انتصار الإسلاميين في الثورة على حساب المعتدلين و"أصدقاء" الغرب.

وكشف التقرير أن كبار المسؤولين في إدارة أوباما، فاجأوا بعض النواب والحلفاء في الأسابيع الأخيرة برؤية معدلة تجاه الثورة في سوريا: إنهم لا يريدون انتصارا عسكريا حاسما للثوار الآن، لأنهم يعتقدون، على حد قول أحد كبار المسؤولين، أن "الأخيار والأفاضل" قد لا يأتون على رأس القائمة أو في المقدمة.

ويخشى مسؤولو الإدارة أنه مع سيطرة الإسلاميين المرتبطين بتنظيم القاعدة على المعارضة السورية، وعلى نحو متزايد، فإن انتصارا سريعا للثوار من شأنه أن يقوض الآمال في إيجاد حل دبلوماسي، وفقا لمسؤولين حاليين وسابقين نقل عنهم التقرير.

كما إنه سيقضي على المؤسسات الوطنية جنبا إلى جنب مع ما تبقى من النظام المدني، كما يقول هؤلاء المسؤولون، ويزيد من خطر استخدام الأسلحة الكيميائية السورية أو نقلها إلى الإرهابيين.

وهذا التقييم (أو الرؤية)، كما يرى التقرير، يتعارض مع الموقف المبدئي للبيت الأبيض الذي يدفع باتجاه تنحية الأسد من الحكم. ويسلط الضوء أيضا على النهج الحذر للولايات المتحدة في مساعدة المعارضة، ويعكس الكثير من الإحباط من حلفاء الولايات المتحدة، بما في ذلك فرنسا والمملكة المتحدة، الراغبة في تسليح الثوار المعتدلين في سوريا.

ونتيجة لهذا التحول، كما يقول هؤلاء المسؤولون، سعت الولايات المتحدة إلى زيادة الرقابة على دعم مجموعات الثوار المعتدلة. ومن المتوقع أن يأذن الرئيس باراك أوباما، في وقت مبكر من هذا الأسبوع، بتقديم مساعدات عسكرية غير قاتلة، مثل الجسم نظارات للرؤية الليلية والمدرعات للمقاتلين، رغم أن المسؤولين يقولون إن أوباما لا يزال يعارض إرسال الأسلحة الأمريكية واتخاذ إجراءات عسكرية من جانب واحد.

هدف الإدارة الأمريكية، وفقا لأشخاص مطلعين على هذا المسعى، كما ينقل التقرير، هو تقديم المساعدات بما يكفي لتعزيز المقاتلين "المختارين" أمريكيا من دون الإخلال بالتوازن (الميداني بين قوات الأسد والثوار) القائم حتى الآن، بما يعزز قدرات الإسلاميين الذين يهيمنون على صفوف الثوار من اجتياح قوات الأسد ومؤسساته.

وقال مسؤول أمريكي كبير: "نحن جميعا نريد أن يسقط الأسد غدا، ولكن تحول المؤسسة بين عشية وضحاها لا يعني شيئا كثير". وأضاف: "إن نهاية اللعبة تتطلب تقديرا وتقويما حذرا جدا، بما لا يرجح، وبطريقة غير مقصودة، المجموعات التي لا نبحث عنها ولا نرغب فيها، والتي يمكن أن تبرز بقوة في مرحلة ما بعد".

ولكنَ العديد من المسؤولين الحاليين والسابقين الذين اطلعوا على هذا المسعى المعدل لدعم الثوار المعتدلين، كما يقول التقرير، من دون تعزيز قدرات الإسلاميين، قالوا إن الولايات المتحدة ليس لديها تأثير لتتحكم بدقة في تدفق المساعدات.

ونقل التقرير عن مسؤولين قولهم إن الأمر يتطلب مناورة دقيقة لكبح نفوذ المتطرفين وشراء الوقت لتقوية الثوار المعتدلين الذين تأمل الحكومات الغربية في توليهم القيادة إذا أمكن إقناع الرئيس الأسد بالرحيل.

Total time: 0.0437