لا أعرف المدعو معاذ بجاش ولم تربطني به سابق معرفة الذي تم تعيينه مؤخرا وكيلاً بالجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة والذي قيل فيه من زملائه في المهنة وبعض شباب الثورة أمورا كثيرة غريبة وعجيبة تدل على استياء بالغ من صدور قرار تعيينه في منصب هام كهذا حيث عبرت أوساط ثورية وسياسية وحزبية عن استيائها الشديد إزاء قرار رئيس الجمهورية رقم “24″ للعام 2013م والذي قضى بتعيين معاذ محمد بجاش وكيلاً للجهاز لقطاع الشئون المالية والإدارية والفنية.
وقالت تلك الاوساط وهي تعني بجاش : إن ذلك القرار يكشف عن الانتهازية التي وصل إليها حال من لزموا منازلهم وبيوتهم إبان ثورة فبراير 2011م ، حينما كان الشباب يقدمون ارواحهم ودمائهم رخيصة في سبيل الارتقاء بهذا الوطن وفي سبيل تحقيق الحلم الجميل الذي طالما حلموا به، ألا وهو وطن يتساوى فيه الجميع .. وأضاف أحد الشباب فهل قدم شباب الثورة كل تلك التضحيات كي يتم تعيين مثلهُ في منصب هام كهذا أن اكثر ما يعطي الوضع وقاحة ومأساوية ان تكون هناك ثورة تغير ملامح وتطغى فيها ملامح اشد عفانة وخاصة بعد انزلاقها ضمن لغة المحاصصة والقسمة وكأن شركاء الدمار السياسي انعدمت داخلهم افراد كفاءة ونزاهة .
أما الزميل حافظ البكاري فيرى أنه وقياسا على الحد الأدنى مما يمكن أن يثمر عن الثورة والتغيير فإنه يشعر وكأن الانحطاط على مشارف أزهى عصوره .. كون بذرة صالح السيئة وحزبه سيئ الصيت تنمو و تعشعش في ربوع البلاد .
وأضاف : فقط الأن في البلد شركاء كثر في ممارسة القبح والعبث بأحلامنا .. احزب المشترك شركاء أصيلون في هذا العبث .. مشيرا إلى أن ” ليالينا ستمتلئ بالكوابيس” على حد توقعه..
أما الكاتب الساخر محمود ياسين فهوا يصف سلوك بجاش وموقفه من شباب الثورة وكيف أنه جند البعض للعمل كجواسيس ضدهم الثوار في ساحة التغيير بصنعاء، فيقول : أول ايام الثورة وهو يرسل الجواسيس الصغار من الوكالة الى خيم الشباب في الساحات ويهزأ من حلم جيل وها هو يتبول على هذا الحلم وسيجلس على كرسي الجهاز المركزي للمحاسبة لتصل الى يده ملفات المؤسسات الحكومية ونقاط ضعفها وتصوروا كيف سيستخدم ذلك كله وانتم ترون ملفات الفساد بيد واحد هو النموذج الجديد لفساد الجانب السيئ في جيلنا ،لقد كرموا غريم مثالية وسام محمد وعلوي السقاف وهاني الجنيد الذي ترك وظيفته الى الساحة وحين عاد بعد الثورة كان راتبه الضئيل قد تلاشى واصبح شبحا، انه النقيض لكل محاولات هذا الجيل ان يكون جيدا بطموحاته الانيقة .. ويتابع ياسين : انني العن هذا الزمن وارثي حلما وبودي لو اجد طريقة لبث المي ومقاسمتكم يقين انه كيف يمكنني مزج ما هو شخصي بما هو عام وبنزاهة لأحصل على حقي في نبذ هذه الفعلة التي هي خيانة ووهما اخلاقيا بالانتصار على كل الذي قاتلنا لأجله وكان هو خصم المثل التي قاتلنا لأجلها وها هو يحصل على فرصة عملية ليحمد لنفسه كل الذي تحلى به من اخلاق عاهة طموحة .
وحيث أنني لا أعرف المدعو معاذ بجاش الذي يتهم بأنه وسيلة سيئة لوأد أحلام شباب الثورة بالغد الأفضل والجميل والغدر بطموحاتهم المثلى كافة إلا أنني أعرف جيدا الاستاذ القدير والزميل العزيز نصر طه مصطفى الذي توثقت علاقتي به في زمن الثورة وربيعها الزاهر الحافل بالكثير من تفاصيل الجهاد والانكسار والصبر والامل والانتصار ..نصر الذي وجدته يمدني بالأمل في لحظة انكسار نصر الذي غضبت لأجله وغرت عليه فوجدته حليما صبورا وهو يتعرض للدس والاقاويل المغرضة من زملاء المهنة ورفاق المسير نصر من تواصلت معه في موقف عصيب تداعت فيه اوضاعنا فوجدته صبورا على النكبات قنوعا بالمقادير ..عرفته كريما مع خصمائه ودودا تجاه غرمائه بعيدا عن نهج الاحقاد والضغائن المشين أو الشماتة بالأخرين يرفق بهم في لحظة ضعفهم أو هزيمتهم او انكسارهم.. لا يعرف سلوك الجحود والتنكر ومظاهر التعالي والترفع مع أصدقاء العيش أو زملاء المهنة أو رفاق الدرب وهو في منصبه الجديد حمدت فيه روح التواضع والحرص على التواصل وخصال الطيبة والمحبة مع الجميع .
ومن كل ما سبق قوله وسرده أريد فقط ان أخرج بمحصلة واحدة تهمنا جميعا وهي ان ألفت انتباه زميلي ورفيقي العزيز نصر طه مصطفى إلى تلك الحالة النموذجية التي جاء ذكرها عرضا في هذه العجالة الناقدة والغاضبة ..عن نماذج رائعة لشباب صامد تم التنكر لها واهمالها .
أتحدث هنا عن الشباب المكافح الذي قدم الكثير ولم يأخذ حتى القليل بل فقد ما كان لديه وبحوزته هم أولئك الشباب الثائر الذي أثر المصلحة العامة على مصلحة خاصة ضيقة أو منفعة شخصية أنانية هم من جاء ذكرهم في السياق وعلى لسان الزميل محمود ياسين والأهم في الأمر ايثارهم للوطن في موقفهم الحميد والرفيع بغض النظر عن هكذا سياق وانزلاق وهم مثالية وسام محمد وعلوي السقاف وهاني الجنيد الذي ترك وظيفته الى الساحة وحين عاد بعد الثورة كان راتبه الضئيل قد تلاشى واصبح شبحا ..وليس لدي أدنى شك مما أعرفه عن أخي القدير نصر طه مصطفى من خصال حميدة وصفات رفيعة وقيم فاضلة انه سيولي أولئك الشباب حيزا مناسبا من وقته واهتمامه لينالوا حقوقهم ويتم انصافهم .. والله من وراء القصد وهو ولي الهداية والتوفيق .
هل يحدث هذا في زمن ثورة اليمن ؟
اخبار الساعة - طارق مصطفى سلام