أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

البزة العسكرية عندما تخلع

- صقر ابوحسن*

رغم انه يتقدم باتجاهين قد لا يكونا متقاربين, إلى انه استطاع ان يضمن لنفسه مكانا في مقطورة المجتمع المدني, وان يقود إحدى اقوي اذرع قوات الأمن اليمني في ذات الوقت, امراً يدعوا للاستغراب اولاً وبشكل كبير. ذلك هو بالضبط:يحيى محمد صالح.

قد يستند في هذا التقدم إلى انحداره من أسرة الرئيس اليمني على عبد الله صالح , فالرجل هو نجل اكبر أشقاء الرئيس (محمد) المتوفي,  والذي كان يقود قوات الأمن المركزي التي اقترب من قيادتها ابنه إلا إن خطوة واحدة ينتظرها ليصل الى  منصب تولاه والدة لسنوات طويلة و"أركان حرب الأمن المركزي"مقعد لا يبتعد كثيرا عن كرسي القائد.

يبتسم, في صوره وهو يلبس بزته العسكرية, كعادة التزم بها منذ بزوغ نجمة كقائد شاب من أسرة الرئيس, ينطلق بسرعة نحو "صناعة التأثير", الى انه يضطر لخلع "بزته العسكرية"مقابل "الكرفتة"في احتفالات تقيمها جمعيته "كنعان لفلسطين"وجاءت التسمية باسم احد أبنائه "كنعان", أو ملتقى يجمع النخب الثقافية اليمنية "الرقي والتقدم"يحتل هو رئاسته,وأيضا يرئس جمعية الصداقة اليمنية اللبنانية, وناد رياضي في العاصمة, وأيضا اتحاد لجمعيات السياحة, يعتبره أنصاره شخصية قومية من الجيل الثاني, يدعم ذلك الرأي :دفاعه المستمر عن مكتسبات الأمة ومشاركته في فعاليات تنظم من اجل القدس أو فلسطين.في المقابل ينظر إلا إي عمل يقوم به "تحسين لصورة فساد السلطة"في نظر معارضيه.

مع ذلك مازال الرجل رقما صعبا, ويمتلك إمكانيات جيدة يدفع بها نحو:التواجد في أوساط مجتمع مدني مازال يغلق على نفسه كثيرا لإيجاد شراكة تفيد الطرفين على المدى البعيد. يلبس النظرات السوداء ويحاط بالعشرات من العسكريين ويرافقه موكب كبير من سيارات ذات المؤسسة العسكرية التي يقودها, لذا ينتشر مرافقوه ما ان يترجل من سيارته نحو قاعة الاحتفال بدون فرق بين نوعيات الاحتفال يتعاملون بطبيعتهم في ثكنات المعسكر مع القادمين.

 لعله الحرص على حياة شاب بداء يضع قوانين جديدة للعبة "كسب الأنصار", لكنه مع ذلك كله لا يستطيع الاحتفاظ بالأنصار من الطيف المعارض فسرعان من تتبدد لحظات "تبادل الود"وان كان ودا شخصي لصالح أمور يعتبرها الطرفين:تسيء للأخر بشكل أكثر قرب وتشكك في مصداقيته إمام أصحاب الرأي السياسي.

لقد سحب البساط من نجل الرئيس -احمد- ليكون أهم عنصر شبابي في المؤسسة العسكرية  واسماً قوياً لتولي "مهاماً اكبر", ففي الوقت الذي يكاد ينعزل نجل الرئيس اليمني (احمد)الحياة العامة المدنية, سوى بظهور خجول في عدد من المناسبات وترأسه ثلاث منظمات مدنية, مفضلاً ان يكون بين جنوده في قيادة الحرس الجمهوري والحرس الخاص بــ(الصباحة)حتى وان بدا مرشحاً بديلاً لخلافة أبية في منصب الرئاسة, يدافع يحيى عن طموحات مدنية ومشاريع تخدم"العرب".

متقاربا في العمر, لكن أشياء كثيره تفصل بينهما يكون أكثرها : الصحافة. فإحداهم يدعم الكثير من المواقع الإخبارية والصحفيين, والأخر يبتعد عن عدسات الكاميرا بعد تسريب خبر محاولة اغتياله, قدم على اثر الصحفي للقضاء. وتجمعهما تفاصل أكثر دقة على ما هي اليوم, خاصة اليوم. 

Total time: 0.0429