اخبار الساعة - عباس عواد موسى
ألنكبة الفلسطينية والثورة السورية : ألخلافة بعد قرن على الحروب البلقانية
عباس عواد موسى
أعلمتكم قرائي الكرام , أن الشعب المقدوني نادم على عدم إصغاء أجداده للثائر ياني ساندانسكي الذي حثهم على الوقوف إلى جانب الخلافة العثمانية , لأنها حافظت على أرض مقدونيا من أطماع الجوار . والبديل الذي حدث هو انتصار الصهاينة الذين حالفوا الصرب عشاق النظام السوري الطائفي . هؤلاء الصهاينة الذين ساهموا بإسقاط إقليم فويفودينا وضمه لصربيا عام 1927 . ولا شك في أن صحيفة صوت اليهودي التي أصدرها الصهاينة سرّاً في العاصمة البوسنيّة سراييفو بعد تلك الحروب خشيةً من النمسا والمجر ورأس تحريرها الصهيوني إسحاق ساموكوفليا ركّزت في أعدادها على ضرورة تسلم الأقليات زمام الحكم والمناصب الحساسة في الشرق العربي .
ألرئيس المقدوني غورغي إفانوف , صرح اليوم , أنه وبعد مئة عام على الحروب البلقانية , فإن الوضع للبعض ظل كما هو وتضمن تصريحه ما يوحي بأن هذا الأمر هو أحد أسباب التطرف الذي يشهده العالم . وكأنه يقر بصوابية رأي الثائر ساندانسكي فهو يقود بلاداً تائهة لن ينقذها الحضن الصهيوني الذي لم تعد البلدان الأوروبية تمرّ عبر بوابته .
ألنكبة الفلسطينية , وقعت , بعد أن استطاع العالم القضاء على الجبهة الإسلامية لمنع إقامة الكيان الصهيوني في مهدها . ونجاح الكنيسة الروسية والعصابات الصهيونية والذين تم اقتيادهم معهم باسم الفكر الماركسي الذي جلبه أوائل المهاجرين اليهود إلى فلسطين لنشر فكرٍ يدعوا إلى التصالح مع الصهاينة ومسامحتهم فيما سيغتصبوه , وكما نرى جميعاً فقد نجحوا في مخططهم ومسعاهم .
ألصرب يشاركون النظام السوري مجازره ويرون في إبادة الشعب السوري حلّاً جذريّاً لأرقهم . فقد كان بودّهم إبادة مسلمي البوسنة والهرسك وإقليم سنجق وكوسوفا . و يحثون الكنيسة الروسية بالتعجيل في عقد قران ولاية الفقيه بالصهيونية لإبادة السّنّة . فالطرفان حليفان إستراتيجيان وهمّهما الأول هو عدم إتاحة المجال أمام تغيير في بُنى الحكم لصالح السّنّة كما جرى سلميّاً في تركيا التي توشك على التخلص من بقايا النّصيريين الذين حكموها طويلاً باسم حزب الشعب الجمهوري وأصبح اليسار البائد معه يمد يديه من هناك لدعم بشار .
والحال تتطابق تماماً في بلدان الشرق الأوسط . حيث فروع الكنيسة الروسية وأعينها التابعة وبقايا يسارٍ ندم على تمكن غيره من الظفر بالتسوية رغم فرض مقاعد وزارية ومواقع قيادية له من قبل الزوج الصهيوني المستبد . وهؤلاء يرون الخطورة على مشروع التسوية إن سقط نظام سوريا الطائفي .
ألعدو المعروف لهؤلاء في أفغانستان كان مجهولاً ينتظرهم في العراق وأوجعهم ولا يزال بحسب تصريحات عاجلة نطق بها بوش حينئذٍ , ووجد امتداداً له في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان ليتم الحشد لتصفيتهم من قبل الجيش اللبناني وحزب اللات وأرباب مشروع التسوية وكل قوى الأرض بزعامة الكنيسة الروسية وولاية الفقيه وحتى أمريكا والغرب .
ألشعب السوري ثار على حكم حالف الصهاينة , لطائفة هم مؤسسوها . فعاداه الجميع . واعتبروه , ويا لها من وقاحة , عدوّاً معروفاً , وتجب تصفيته وإبادته . وها هي الأنظمة العربية تترنح جرّاء السماح للأعداء بفرض حلّ سياسي يهدف إلى توسعة النفوذ الصفوي عبر الشرق العربي مع قرب تنفيذ التحالف الصفوي الروسي الصهيوني الذي سيقلب الأوضاع . وقد سمعنا مسؤولون يمنيون يقرون بأن الحوثيين أخطر على بلادهم من القاعدة وأقر آخرون بأن أمريكا تفرض عليهم الحوار مع الصفويين وتأمرهم بمحاربة من يعاديهم , إنه , وجهها القبيح في جعلها أعدائنا أصدقائنا وعلينا تقبلهم وتسليمهم مفاتيح بيوتنا وبقوة إرهابها .
إنه لن يرد على الإعتداءات السابقة . ولا حتى في الزمان والمكان المناسبين . وأما الإعتداءات القادمة , فعلى الصهاينة أن ينفذوها بصمت ليتهم الإرهابيين بتنفيذها , وليبيد كل شعبه كي يفوز في إنتخابات تجري بعد عام وبمشاركة كل من يؤمن بولاية الفقيه ويتبع الكنيسة الرو صهيونية .
لن ندع الثورة السورية يتيمة . لن نسمح بنكبتها , ولن نسمح للطغاة بنوم هاديء . فإن استكثروا على شعبنا العربي السوري الحرية والكرامة . فليس بكثير على المسجد الأموي أن يعيد فتوحاته التي تجاوزت حدود الصين .
المصدر : عباس عواد موسى