أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

هكذا "اختفى" طالب يمني في سجون مصر

- هند الأرياني

مع تغيير النظام في مصر عاد الأمل لأهل أيمن نعمان، الطالب اليمني المختفي في مصر منذ عام 2006.

 

أيمن نعمان مثل الكثير من اليمنيين الذين قرروا الذهاب الى مصر بغرض الدراسة، ولكن حظ أيمن كان سيّئاً إذ سافر للدراسة ولم يعد. يعيش أهل أيمن في السعودية، ومثل كل الأهالي عندما يسافر الإبن بعيداً عنهم يطمئنون على أبنائهم كل يوم بالهاتف. يوم 15 ديسمبر عام 2006، اتصل الأب بأيمن فوجد رقمه مغلقاً. حاول الإتصال أكثر من مرة ولا جواب. مرّ أسبوع على هذه الحال، فسافر الأب الى مصر، وعندما سأل بواب العمارة التي يسكن فيها أيمن قال له:" أيمن، يا حاج أحمد خرج ولم يعد ... غادر العمارة يوم الجمعة الماضية للصلاة ولم يعد حتى الآن".

 

بعد بحث طويل في شوارع القاهرة، وجد أصدقاءُ أيمن سيارته أمام قسم الدقي، وبحسب الرسالة التي بعثها الوالد للنائب العام فيما بعد فقد "تعرّض أيمن لحادث سير مع أحد المواطنين المصريين في شارع جامعة الدول العربية، وأحيل من قسم الى آخر ثم حكم عليه وكيل نيابة الدقي بـ 200 جنيه غرامة لقيادته مركبة من دون رخصة قيادة.

 

وتنازل الطرف الثاني عن المحضر وتم الصلح بينهما، ثم أعيد أيمن الى القسم الذي حوّله بتاريخ 17 ديسمبر الى أمن الدولة الذي بدوره أعاده في اليوم نفسه لعدم وجود أي شبهات عليه، وبتاريخ 18 ديسمبر تم إرسالة – مكبلاً - الى قسم 6 اكتوبر لإخلاء سبيله، ولكن لسبب غير مفهوم رفض قسم 6 اكتوبر تسلمه، وبحسب ما سمع والد أيمن، أن السبب كان ما تعرّض له أيمن من تعذيب وسوء حالته الصحية" وبعد ذلك لا يعلم الأب ماذا حصل لأيمن.

 

"أم أيمن لا تتوقف عن البكاء وهي تنتظر ابننا كل هذه السنوات".. يكمل أحمد نعمان- والد أيمن- "الى الآن لا نعرف مصير إبني، يقولون إنه ما زال على قيد الحياة، ولولا أيماننا بقضاء الله لكنا فقدنا عقولنا".

 

يقول المحامي- باسم حسنين الشرقاوي- المتكفل بمتابعة قضية أيمن: "تواصلنا مع جهاز أمن الدولة وكان ردهم أن أيمن موجود، ولكنهم حذرونا بألاّ نفتح الموضوع". يؤكد المحامي بأن الموضوع أكبر من مجرد حادث، ويؤكد بأن أمن الدولة احتجز أربعة يمنيين آخرين في عهد مبارك بهدف عملية تبادل بين رجال مصريين من القاعدة مقيمين في اليمن، وبين مواطنين يمنيين في مصر.

 

ويستدل المحامي بحادثة اختفاء أحمد سالم عبيد- وزير إعلام سابق وقيادي بارز في جيش اليمن الجنوبي- الذي لجأ الى مصر بعد الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب عام 1994 وكان ضحية لتبادل مطلوبين بين مصر واليمن. وقد استمر اختفاؤه أربعة أشهر، ولكن عبيد كان محظوظا، فقد سلمت اليمن مصر 6 من المصريين الإسلاميين الذين كانوا مقيمين في اليمن، وسلمت مصر أحمد سالم عبيد".

 

يقول وزير الخارجية- أبوبكر القربي - في حديث مقتضب لـNOW: "بعثنا خمس رسائل للحكومة المصرية ولكننا لم نتلق منهم أي إجابة".

إلا أن أبو أيمن يرفض هذا الطرح ويرى أن ابنه لا علاقة له بكل هذا، وأنه مجرد طالب لم يرتكب أي جريمة ليستحق بأن يعاقب كل هذه السنين في سجون أمن الدولة، "أنا أريد إبني وقد طرقنا أبواب الكثير من المسؤولين اليمنيين وسمعنا الكثير من الوعود، ولكن هذه الوعود لم تحقق شيئاً" يستكمل الأب بنبرة  تحمل الكثير من الألم: "كل ما أريده هو أن يعود إبني لحضني أنا وأمه. أنا مغترب ولا أحمل إلا الجنسية اليمنية، وربما لو كنت أحمل جنسية غيرها لما كان هذا مصير إبننا".

 

المصدر : متابعات

Total time: 0.051