أخبار الساعة » جرائم وحوادث » حوادث وجرائم

والد الفتاة النرويجية المقتولة يناشد القاتل العربي المثول أمام العدالة في بريطانيا

- عبد الكريم الحزمي
نشرت صحيفة "ذا تلجراف" البريطانية على صفحاتها أمس الأربعاء، آخر مستجدات جريمة مقتل الفتاة النرويجية التي يتهم بارتكابها صديقها الطالب اليمني فاروق، نجل رجل الأعمال اليمني شاهر عبد الحق، بمارس الماضي في إحدى ضواحي العاصمة البريطانية لندن.
 
وكتبت الصحفية "هايدي بليك" المتابعة لتفاصيل القضية منذ حدوثها، تقريراً ضمنت فيه أجزاء مهمة من التفاصيل الخاصة بآخر ما توصلت إليه التحقيقات وجلسات المحاكمة التي يحاكم فيها الطالب اليمني المتهم غيابياً.
 
وقالت الكاتبة ان والد الفتاة الاجتماعية النرويجية التي اغتصبت وقتلت في إحدى الليالي خارج العاصمة البريطانية لندن، ناشد المتهم الرئيسي في العودة من اليمن للوقوف أمام العدالة بعد أن قاد التحقيق إلى أن قتلها تم بشكل غير قانوني.
 
وقالت أن جلسة الاستماع التي تمت يوم أمس الأول (الثلاثاء)، أوضحت أن الطالبة النرويجية المقتولة مارتين فيك ماجنيوسين، 23 عاما، كانت قد شربت وتناولت الكوكايين، قبل قتلها بساعات في مارس 2008.
 
وقد عثر على جثتها وهي نصف عارية ومهشمة، ضمن ركام مدفون في الطابق السفلي لمنزل فاروق عبد الحق، بعد أن شوهد الاثنان معاً وهما يغادران ملها ليلي خارج العاصمة في الساعات الاولى من الصباح.
 
وقالت ان المتهم فاروق، 22 عاماً، كان قد فر إلى اليمن عن طريق القاهرة على طائرة والد الخاصة، وأن 14 ساعة مرت قبل أن يتأكد زملائها المشاركين لها في السكن ويعلنون في اليوم التالي أن زميلتهم قد فقدت.
 
وأضافت "فاروق عبد الحق، والذي يعد واحد من أبرز الرجال المطلوبين لبريطانيا، يعتقد حالياً أنه يقضي عطلة في ممتلكاته الكبيرة تحت حماية حراس مسلحين في قرية الأعبوس النائية، جنوب اليمن".
 
وفي السياق أكدت أنه ليس لهذا البلد أي اتفاقية مع بريطانيا تتعلق بتسليم المجرمين. وأن الحكومة اليمنية رفضت طلبا بإعادته إلى بريطانيا لمحاكمته بجريمة القتل وتهمة الاغتصاب التي أرتكبها.
 
ونسبت لوالد الضحية بيتر ماجنوسين أنه قال وهو يغادر قاعة محكمة ويستمينستر أمس [الأول: الثلاثاء]: "هذا حقاً يظهر عبثية الحالة التي تحيط بهذه القضية. لدينا المشتبه به الذي فر إلى بلده ليتحصن فيه من الملاحقة القضائية".
 
وأضاف: "إني أناشد المتهم لتسليم نفسه للسلطات البريطانية لكي تستطيع عائلتي مواصلة المضي قدما بحياتنا في أفضل طريقة ممكنة".
 
الأب، الذي عمره 58 عاما، ناشد أيضاً والده "شاهر"، رجل الأعمال اليمني الثري، من أجل تسليم ابنه للقضاء البريطاني لمحاكمته، مضيفاً "إننا نعلم جميعا أنه في هذه الثقافات، يكون الأب هو الشخص المهيمن الأكبر داخل الأسرة، و أيضاً نعرف أن [الأب] يعتبر شخصاً لديه الكثير من الأعمال التجارية الدولية، ولذلك أود أن أحثه على تحمل المسؤولية عن أحبائه".
 
وواصلت الكاتبة القول، أن جلسة المحاكمة وصفت الآنسة ماجنيوسين بأنها كانت "فتاة شعبية ولطيفة" وأنها أتت من "عائلة محبة ومتقاربة للغاية".
 
وأوضحت أن الضحية، جاءت إلى لندن من منزلها في أوسلو لأنها شعرت أنها بحاجة إلى "تغيير المكان" وأنها التحقت للدراسة في العلاقات التجارية الدولية في كلية إدارة الأعمال في ريجنت، حيث استقرت هناك وخلقت صداقات سريعة.
 
 وفي يوم الجريمة - تواصل الصحفية نقل تفاصيل ما دار في الجلسة - ذهبت الآنسة ماجنوسين إلى المنزل مع عبد الحق، الذي كانت تعرفه منذ ثمانية أشهر، بعد قضاء ليلتهم مع الأصدقاء خارج لندن في ملهى ليلي خاص في مايفير مادوكس في 13 مارس.
 
واستمعت المحكمة لبقية التفاصيل، التي تقول بأن شركائها في السكن باتوا قلقين عندما لم تعد زميلتهم إلى سكنهم في تشيلسي حتى صباح اليوم التال، ليرفعو درجة الإنذار بعد الإخفاق في تعقب أثرها طوال النهار.
 
وقالت الشرطة أن عبد الحق أصبح مشتبها به بعد أن تم العثور على رأسها في شقته. ووجد الضباط جسد ماجنيوسين المحطم في الدور الأرضي من منزله بعد معالجة الباب المغلق بأداة معدنية.
 
كريستين، والدة الآنسة ماجنيوسين، انكسر فؤادها حينما كان رئيس الشرطة جيمس تاوبر، يشرح تفاصيل اكتشاف ذراعها التي برزت كنتوء من بين كومة الأنقاض.
 
وبحسب ما جاء في التحقيق، فإن جسدها كان ملوث بشدة بالرمل وبشرتها كانت قد تآكلت بالاسمنت القلوي.
 
وقدم المحققون كشفاً بالأدوات التي كانت قد سرقت منها وهي: بنطلونات جينز الطالبة، وساعة جويس، وحقيبة يد ماركة مارك جاكوبس، وأحذية مصنوعة من جلد الثعبان، وأقراط من نوع ديور كريستيان.
 
وقال الدكتور ناثانيل كاري (Nathaniel Cary)، الذي أجرى عملية التشريح على الجثة، انها تعرضت لـ43 إصابة "كبيرة" توزعت على الرأس والعنق والوجه والجسم.
 
ونقلت الكاتبة موقف أمها التي أجهشت بالبكاء حينما استمعت لما ورد في التحقيق والتي جاء فيها: ان اختبارات السموم قد أظهرت أن أبنتها تعاطت الكوكايين خلال الساعات التي سبقت وفاتها. وكان هناك أيضا دليل على أنها اغتصبت.
 
وقال الدكتور كاري انه قيد سبب الوفاة بأنه "ضغط على الرقبة" بدلا من الخنق لأنه كان من المحتمل أن يكون قتلها قد تم بواسطة "الضغط على الرقبة بواسطة شيء أو بالأقدام".
 
وخلص الدكتور بول نابمان، الطبيب الشرعي، إلى الحكم بأن القتل غير قانوني، وقال القاضي: "أتفهم تماما مشاعر السيد ماجنيوسين. هذه المحكمة لديها كل التعاطف مع شعوره بالحرمان والحزن".
 
وقال واصفاً الضحية: "انه كان ينظر إليها باعتبارها شخص مراعي لشعور الآخرين، ودود، وجدير بالثقة وكان لديها بهجة ترتكز على الحياة وأن الناس وجدوا المتعة والمكافئة أنهم كانوا معها".
 
وقال المفتش ريتشارد أمبروز من مجموعة شرطة ديت للجريمة الجدية : "إن وزارة الخارجية تنسق مع الحكومة اليمنية لمحاولة الحصول على السيد عبد الحق، لكن النتيجة هي أنه سواء عاد أم لا فإن هذا يرجع لاختياره بمحض إرادته، وفي الوقت الحاضر فهو قد اختار عدم العودة ".
 
وقال السيد ماجنيوسين أن أنصاره يدرسون رفع دعوى تعويض مدنية ضد عبد الحق وعائلته في اليمن. وشكر السلطات البريطانية على جهودهم لحل الجريمة وتقديم القاتل للعدالة.
المصدر : المصدر اون لاين

Total time: 0.0579