أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

النساء المتسوِّلات وفتيات البخور..حقائق مؤلمة.. وخفايا تنذر بالخطر!!

- الجمهورية نت

في ظل تدهور الأوضاع المعيشية في بلادنا برزت خلال العام 2011م جملة من الظواهر السلبية الدخيلة على مجتمعنا التي تبعث في أنفس الجميع الأسى والألم نتيجة ما تعكسه من مشاهد وصور تنذر بخطر كبير يحدق بالمجتمع اليمني خاصة في ظل تزايد وتوسع هذه الظواهر السلبية والتي منها ظاهرة تسوّل النساء وانتشار من يُطلق عليهن بفتيات البخور!!
ومن خلال تحقيقنا هذا عملنا على رصد جملة من الحقائق المؤلمة وكذا كشف عدد من الخفايا الخطرة لتوسع ظاهرة تسوّل النساء وانتشار فتيات البخور.
قبل أن نلج إلى تفاصيل الحقائق التي تمكنا من كشفها في هذا التحقيق عن ظاهرة تسول النساء في بلادنا كان لابد من عرض نبذة مختصرة عن البداية الأولى لظهور هذه الظاهرة وكذا الإحصاءات لأعداد المتسولين في اليمن حيث أشارت الدراسات التي اطلعنا عليها إلى أن تاريخ ظهور ظاهرة التسول في اليمن يعود إلى عشرات السنين.
مشيرة أن أسباب ظهورها قد جاءت نتيجة انعدام المؤسسات التكافلية وعدم تطبيق قانون المساواة بين المواطنين وكذا انعدام عدالة توزيع الثروات على مناطق البلاد وهذا ما جعل مثل هذه الظاهرة تتوسع حيث أضحت مقولة(الفقير يزداد فقراً والغني يزداد غنى)ينطبق محتواها على أرض واقعنا.
وفي هذا السياق أشارت جملة من التقارير والإحصاءات والدراسات التي اطلعنا عليها أن عدد المتسولين في اليمن وصل قبل الأزمة الحالية إلى نحو مليون ونصف المليون شخص من الجنسين بمختلف أعمارهم.
وبحسب تقديرات صادرة عن الأمم المتحدة في أحد تقاريرها الأخيرة أشارت إلى أن الأزمات والتدهور الاقتصادي والمعيشي المخيف في اليمن قد دفع بنحو 40% من اليمنيين إلى تحت خط الفقر كما أشار التقرير الأممي إلى أن عدد المتسولين في اليمن يتزايد كل يوم من الجنسين ومن مختلف الأعمار في ظل الأزمة الطاحنة التي تعصف باليمن منذ أكثرمن عام، حيث وفيما يخص جانب الإناث موضوع تحقيقنا أشار التقرير إلى التزايد اللافت في أعداد المتسولات في مختلف المدن اليمنية حيث قدرت أعدادهن بنحو 200ألف امرأة يمنية لجأن إلى امتهان التسول بسبب الفقر والحالة المعيشية السيئة التي تنتشر بصور لافتة في محافظات الحديدة وصنعاء وبعض المناطق من محافظات إب وتعز وأبين وشبوة وصعدة، كما أشار التقرير إلى وجود الكثيرمن المتسولات اليمنيات في العديد من دول الجوار يفوق عددهن 3آلاف متسولة..
يافعات يمتهن التسوّل!!!
ما زاد الشرخ اتساعاً وزاد هذه الظاهرة استفحالاً هو ان هذه الظاهرة لم تعد محصورة في شريحة الذكور أوكبار السن من طبقة الفقراء ومن رمتهم الظروف بنوباتها كما يعلم الجميع، بل امتد إلى شريحة الإناث ومن مختلف الأعمار وهذا لاحظناه جلياً أثناء قيامنا بجولة استطلاعية في العاصمة صنعاء، فلا يكاد يخلو شارع أو جولة مرور أوسوق أو جامع إلا ورأينا فيها مجاميع من النساء وبمختلف الفئات العمرية تسأل المارين والراجلين والراكبين وعبر جملة من الأساليب المختلفة والتي لا تكاد تخفى على أحد.
حقائق مؤلمة!!
 الكثير من المشاهد التي رصدناها خلقت في أنفسنا الحزن والأسى لسوء الحال الذي وصلت إليه حرائر يمن الإيمان والحكمة، حيث سطرنا بعضها على صفحات الهوية علها تجد طريقاً إلى صنّاع القرار أملاً في أن يتخذوا القرارات الصائبة تجاه مثل هذه الظاهرة بما يحفظ على أبناء الإيمان والحكمة كرامتهم وشرفهم.. خلال تجوالنا سجلنا استياء واسعاً في أوساط المواطنين من تزايد هذه الظاهرة في ظل سكوت الجهات المعنية عنها، حيث عبّر عدد من المواطنين عن حزنهم لما يشاهدونه من صورمؤلمة ومواقف يندى لها الجبين تتعرض لها المتسولات كما عبروا عن استنكارهم الشديد لصمت الحكومة حيال ذلك.
ذئاب تفترس المتسوّلات في شوارع العاصمة!!!
المواطن محمد إسماعيل من سكان حي القاع في الأمانة تحدث بقوله: لايكاد يمرعلينا أسبوع واحد إلا ونسمع عن قصة أو رواية حدثت مع إحدى المتسولات فالكثير منهن فتيات في سن البلوغ وأكبر من ذلك ومن مختلف الأعمار يتسولن في كل مكان، يطرقن الأبواب ويدخلن المحلات والبيوت والعديد منهن قد تعرضن لمواقف مساومة على بيع شرفهن من قبل أناس لا يقلون وحشية عن الوحوش، بل هم بمثابة الذئاب البشرية يستغلون فاقتهن وحاجتهن دون خوف لامن الله ولامن الناس، فهم أناس ضمائرهم تحجرت بل ماتت ولارقيب ولاحسيب، حسبنا الله ونعم الوكيل..
المتسولات: تفنن في طرق الغواية وأساليب الابتزاز!!
أما المواطن علي أحمد سيف، عامل في محل تجاري فقد أفاد بقوله: العديد من المتسولات يجرين وراء ابتزاز الناس، فهن لسن في حاجة للأكل أو الشرب ولكن جعلن من التسول مهنة للنصب والكذب على الناس وجرجرتهم إلى الوقوع في الخطأ والعياذ بالله.
إلى ذلك أضاف المواطن صالح عمر الرحبي بقوله: قلة من المتسولات يخرجن للفاقة والعوز والحاجة والكثيرمنهن يبحثن وراء ما لا يرضي الله، ففي ظل انعدام الرقابة الأسرية والوضع المعيشي السيئ أصبحنا نرى فتيات يخرجن من بيوتهن وهن لابسات كل مايلفت انتباه الشباب، حيث يتبعن أساليب وطرقاً وصفها بالشيطانية، منها بيع البخور والتعذر بعدم وجود حق المواصلات لديهن وغير ذلك من الأساليب غير المحتشمة والهدف من وراء كل ذلك هوالحصول على المال ولو حتى بالتفريط والعياذ بالله في أنفسهن.
ماذا قالت المتسولات؟!
ـ وبعد سماعنا لجملة من آراء المتحدثين، فقد حاولنا في جولتنا الاستطلاعية الحصول على ما يثبت أو ينفي ما جاء في أحاديثهم، حيث التقينا إحدى المتسولات في شارع الزبيري وبصحبتها طفلان بدا عليهما الحال البائس، طبعاً بصعوبة شديدة استطعنا أن نحصل منها على القليل من العبارات المتقطعة وبلهجة حادة حيث رفضت الإفصاح عن اسمها واكتفت بالقول :منذ أكثر من ثلاث سنوات وهذا حالي مع أولادي بعد أن توفي زوجي عنا ولولا الفقر وجوع أولادي ما خرجت ولا سألت أحداً وكنت مستعدة أن أموت ولاأخرج أسأل.
 مضيفة : ليس كل المتسولات صادقات وليس الكثير كذابات، لكن والله الشاهد لولا حاجتنا ما خرجنا ومن يظن إننا نكذب عليه يزور ليلاً نفق باب السباح وسيرى أين نسكن، فلا بيت لنا ولا مأوى سوى وجه الله وأهل الخير..
ـ أما أم مازن، إحدى المتسولات في منطقة باب اليمن فقد صبت وابلاً من الشتائم على الحكومة والدولة كونهما من دفعتاها للتسول حيث قالت: لو عندنا حكومة ودولة تراعي المساكين ما خرجنا للتسول، فلا ضمان اجتماعي لدينا ولاوظائف وليس لدينا من يكفينا سؤال الناس، فالرحمة انتزعت من قلوب الناس والأزمة جعلت الناس شديدين ولولا خروجنا للبحث عما يسد جوعنا لمتنا من الجوع في بيوتنا والله يجازي من كان السبب.
فتيات البخور: نبحث عن المساعدة ونبيع البخور!!
كانت الصدفة هي التي جمعتنا بفتاتين فعلاً هن ممن أشارت أحاديث المواطنين سالفة الذكر إليهما، كنا في منطقة السائلة عندما رأينا الفتاتين وهما تعرضان بضائعهما على ثلاثة من الشباب هن (بائعات البخور) كما يطلق عليهن، اقتربنا منهما فعرفنا منهما أن الحاجة والفقر هو من دفعهما إلى الخروج لبيع البخور وكذا الكتيبات الدينية ومناديل الفاين وكذا البحث عن المساعدة كما أفادت إحداهما.
طبعاً بدت لنا الفتاتان بحالة جيدة من خلال مظهرهما الخارجي كما عرفنا من الشباب إن الفتاتين طلبتا منهم حق المواصلات وعندما لم يحصلا منهم على مساعدة عرضتا عليهم شراء بخوريقمن ببيعه وقد أكد لنا أحد الشباب الثلاثة أن بائعات البخور منتشرات في العديد من مناطق الأمانة موضحاً أن مثل تلك البائعات قد أوقعن الكثير من الشباب بهدف الحصول على المال.
حاميها حراميها!
 ومن الحقائق المؤلمة التي تكشفت لنا في تحقيقنا هذا أشياء يندى لها جين السامع لم تكن بالحسبان ولم يتصورها عاقل ولم يقرها شرع ولادين من تلك الحقائق ما شكته إلينا إحدى المتسولات التي رفضت الكشف عن اسمها، طبعاً التقيناها في منطقة سعوان بأمانة العاصمة حيث أكدت لنا أن عناصر الجهات المعنية بمكافحة التسول في الأمانة كانت قبل فترة تقوم بحملات لملاحقة المتسولين والمتسولات حيث قبض عليها في إحدى المرات وأودعت سجناً، حيث بقيت مسجونة لعدة أيام ولم يفرج عنها إلا بعد دفع مبلغ 15ألف ريال كغرامة جراء قيامها بالتسول.
مضيفة: ان تلك غرامة تفرضها تلك الجهة على من يتم القبض عليهم من المتسولات أو المتسولين دون وجه حق، موضحة أن تلك المبالغ تقسم بين عناصر الجهة المشار إليها وما حملاتها التي كانت تقوم بها إلا من أجل استغلال المتسولين مادياً وكذا المتسولات، كما كشفت لنا في حديثها أن هناك جرائم كبيرة لم تفصح عن حقيقتها أو ماهيتها قالت: إن عناصر تلك الجهة يقترفونها بحق الكثير من المتسولات فهم يعتبرونهن لاكرامة لهن ولا شرف حسب قولها، لذلك يتعاملون معهن بطرق وأساليب لاتمت إلى الإسلام بصلة.
على من تقع المسؤولية ؟!
حمل المواطنون المتحدثون إلينا الحكومة المسؤولية الكاملة عن معالجة ظاهرة التسول وغيرها من الظواهر السلبية التي قالوا : صحيح إنها تشوه منظر البلاد أمام الزوار الأجانب، لكن الحكومة والدولة هي نفسها من أوصلت الشعب إلى هذا الحال، كما أجمعوا على أن الوضع المتدهور الذي تعيشه البلاد منذ سنوات في مختلف المجالات هو من أفرز وخلق هذه الظواهر السلبية.
خلاصة القول: التسوّل بؤرة لبيع الأعراض!!
طبعاً هناك المئات بل الآلاف من المتسولات ينتشرن في معظم جولات وشوارع أمانة العاصمة وهناك أيضاً الكثيرمن القصص والأسباب والدوافع التي تقف وراء خروجهن للتسول ولاشك ولاريب أن الفقر والوضع المزري الذي تعيشه بلادنا نتيجة الأزمة الطاحنة التي تعصف بها منذ سنوات تقف وراء كل ذلك.. لكن ولأن هدفنا من وراء تناول هذه الظاهرة هو كشف حقائقها المؤلمة وخفاياهاللجهات المعنية في الحكومة حتى تقوم بواجبها في الحد من هذه الظاهرة التي تمثل بؤرة للفساد الأخلاقي وستاراً يغطي الكثيرمن الجرائم التي تمس الشرف والكرامة وتنتهك الحرمات دون رقيب ولا حسيب، فهل تتنبه حكومة الوفاق وفخامة الرئيس الجديد إلى هذه الجوانب الجد هامة؟ نتمنى ذلك

Total time: 0.0467