هل من برهان اقوى واوثق من خليجي 20 حتى نتأكد بان جماعات الارهاب مجرد
عصابات معزولة لاتقوى على النفاذ حيث تتعاضد وتلتقي وتتشابك ارادات وطموحات أهل البلاد
فترتفع كقلاع صعبة يصعب على هذه الجماعات اختراقها او المس بأمنها هزمت الكرة قنبلة الارهاب , وطغت
أصوات المشجعين اليمنيين والعرب الذين وفدوا الى عدن وصنعاء على دوي انفجارات القذائف والعبوات والسيارات
المفخخة التي ارادها المجرمون أن تكون الصورة
الوحيدة المبثوثة من أقطار وطننا العربي الى
ذاكرة الناس في العالم !.فاز اشقاؤنا في اليمن ببطولة خليجي 20 رغم خروجهم من
الدور ألأول للبطولة ، فان كان المنتخب الكويتي الشقيق قد رفع الكاس المذهب الى خزانته
للمرة العاشرة الا ان ألأشقاء باليمن شعبا
وحكومة قد فازوا بذهبية الأمن والروح الرياضية
. شهد المعلقون الرياضيون للجمهور اليمني حسن تشجيعه وحضوره المكثف في الملاعب ، هذا
حسب منظورهم كمتخصصين وهذا صواب ، أما نحن
فقد راينا أن اليمنيين قد اثبتوا بأن ' الحكمة
يمانية ' فالجمهور الذي حرص على حضور مباريات الخليجي بكثافة كان يبعث عن قصد او تلقائية برسالة للعالم مفادها : ان الارهاب معزول وماهو
الا عصابات دموية مرتزقة ، وان الشعب اليمني سليل اقدم الحضارات الانسانية لايمكن ان
يسمح لعصابات اجرامية أو طائفية بتدمير انجازاته
وحرفه عن طموحاته في بناء دولة واحدة موحدة ديمقراطية .اثبت الشباب اليمنيون
من الجنسين انهم قادرون على انتزاع حقهم في الحياة ومجاراة الدول الشقيقة والصديقة
في انجاز مشاريع على مستوى الاقليم ، فخليجي 20 كانت مجموعة تحديات تصدت لها القيادة
في اليمن مدعومة بثقة الجماهير ، فذللت الأمني والاقتصادي وبددت كل التخوفات قبل اطلاق صافرة اطلاق البطولة وحتى اللحظة الأخيرة
التي رفع فيها ابطال منتخب الكويت الشقيق الكاس الذهبي .لاشك ان للقيادات الحكيمة في
دول الخليج العربي دور بارز في انجاح خليجي 20 ، فلو ان المخاوف الأمنية – وهي مشروعة
– قد وصلت الى حد الاعتذار عن المشاركة لكانت قدمت هدية ثمينة للارهاب ، لكنها أقطار
الخليج العربي اثبتت انها جبهة موحدة ضد الارهابيين الذين يسعون لشد عجلة التاريخ للخلف
, وانها جبهة متماسكة ، فحضرت منتخباتها وجماهيرها وهي على وعي بأن معركتها ضد الجماعات والعصابات
الارهابية ليست بالسلاح الناري وحسب وانما
بعملية بناء للانسان في البلاد الواسعة ، وتقديم
انجازات حضارية يحس المواطن العربي بنتيجتها أنه جزء لايتجزا من العالم المتمدن وأنه
يمتلك القدرة على المنافسة في المسارات الحضارية
الرياضية والعلمية والثقافية والاقتصادية
. لم يكن الأخوة العرب في الخليج العربي بحاجة لتسييس الرياضة واثقالها بمصطلحات وخطابات سياسية ، فهم قد نجحوا
بتنظيم لقاء عربي متميز ، حرصت وسائل الاعلام الأجنبية على حضوره وتغطيته من باب توقع
المفاجآت فكانت المفاجأة الأكبر أن روح الاخاء العربي في الخليج العربي قد انتصرت وفازت
، وان الارهاب لادور له ولا بطولة ولا مكان
في ميادين الأمة الحضارية اوملاعبها . فمبروك
للأشقاء في اليمن ولأقطار الخليج وللكويت الشقيق كأس الأخوة العربية والسلام العربي
. فخليجي 20 كاس ذهبي للحكمة اليمانية .
*اعلامي في مفوضية الاعلام والتعبئة الفكرية لحركة فتح – فلسطين.