أنطلقت في العاصمة صنعاء اليوم الا ثنين الموافق 13 – 12- 2010 م اعمال المؤتمر الدولي الثاني للبن العربي الطبيعي الذي تنظمه وكالة تنمية المنشئات الصغيرة والأصغر التابعة للصندوق الاجتماعي للتنمية، لمدة يومين و بمشاركة أكثر من 300 مشارك ومشاركة من الخبراء الدوليين والمحليين في انتاج وصناعة البن والباحثين والأكاديميين والمزارعين والمهتمين في زراعة وصناعة البن .
حيث ألقى الأخ / سامي قائد المدير العام لوكالة تنمية المنشئات الصغيرة والأصغر كلمتة الترحيبية لضيوف اليمن المشاركين في المؤتمر ، ثم أعطى فكرة موجزة عن الوكالة وعن ما حققته خلال الفترة السابقة .
وبعد ذلك القى الأخ / الدولي عبد الكريم اسماعيل الأرحبي نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية وزير التخطيط والتعاون والمدير التنفيذي للصندوق الأجتماعي للتنمية حيث أكد أن الحكومة تحرص على تشجيع البن و زراعة كونه يمثل احد اهم المحاصيل النقدية المدرة للدخل والتى تسهم في خلق فرص عمل وتحسين الظروف المعيشية فى المناطق الريفية .
كما أكد أن اليمن الدولة الوحيدة التي تنتج البن بطريقة طبيعية خالصة وهو ما أسهم في تعزيز جودته على النطاق المحلي والعالمي مقارنه بأنواع البن الأخري .. مؤكداً أن البن اليمني يمثل جزء من التراث التقليدي والهوية الأجتماعية المعبر عن الذائقة الرفيعة للمجتمع اليمني.
واضاف الأرحبي أن التوجهات الحكومية اليمنية القائمة والمستقبلية تولي أهمية حيوية لتشجيع زراعة المحاصيل النقدية ذات الجدوي الاقتصادية كبدائل نوعية لنبتة القات التي تمثل احدي المعضلات الاجتماعية والاقتصادية .. مؤكدا أن الحكومة ستشجع اقبال المزارعين على زراعة مثل هذه المحاصيل في إطار توجهاتها الوطنية لتعزيز مقومات الأمن الغذائي في اليمن .
واستعرض نائب رئيس الوزراء للشئون الاقتصادية المدير التنفيذي للصندوق الأجتماعي للتنمية ابرز الانجازات التى حققها الصندوق الأجتماعي على صعيد دعم المناشط التنموية والاجتماعية .. منوها في هذا الصدد بأن الصندوق انجز منذ انشائة في العام 1997م ما يزيد عن 11 الف مشروع وبرنامج وفق افضل الممارسات العالمية وان ثمة خمسون الف شخص يعملون حاليا في 2484 مشروعا بكلفة اجمالية تقدر بـ 230 مليون دولار .
واشار الارحبي الى أن البنك الدولي اختار الصندوق الاجتماعي للتنمية في اليمن ضمن افضل ثلاثة صناديق إنمائية على مستوي العالم وان دول "كسوريا والمغرب وموريتانيا والسودان وطاجيكستان وجيبوتي استفادت من تجربة الصندوق الأجتماعي للتنمية" الذي تمكن من حشد تمويلات تزيد عن " مليار دولار " ،90% منها من مصادر خارجية وهو ما يجسد ثقة المانحين بمتسوي اداء وتنفيذ الصندوق الاجتماعي للتنمية للمشاريع التنموية وفق افضل الممارسات المجربة عالميا .
وقد ألقى السفير الامريكي بصنعاء جيرالد فيرستاين كلمتة حيث اكد على أن البن اليمني ذو من أجود أنواع البن في العالم وأن البن من أهم السلع الغذائية في العالم .
وأشار السفير الأمريكي الى أهمية المؤتمر في مناقشة قضايا عديدة تسهم في خدمة جهود ومسارات تطوير زراعة البن في اليمن، لافتا الى التحديات التى تواجه زراعة البن مما يدعوا الى تكاتف الجهود لدعم مزارعي البن نحو التوسع في زراعته من خلال حل المعوقات التى تواجهه منها ندرة المياه ومنافسة بعض المحاصيل الأخرى لزراعة البن.
واكد السفير فيرستاين استعداد امريكا تقديم كافة الدعم والمساندة لليمن في سبيل تشجيع زراعة البن اليمني الأصيل، الى جانب العمل على تنشيط زراعة البن كمحصول إستراتيجي ونقدي هام .
ثم تحدث المدرب والخبير المكسيكي في مجال زراعة البن مانيو دياز عن أهمية تطوير شجرة البن وأهمية الدراسة والبحوث العلمية التي تساعد في تطوير وأنتشار البن اليمني حول العالم.
ويتناول المؤتمر الذي يتضمن جملة من الفعاليات من قبيل تذوق البن و القهوة، العربية والتعريف بطرق التحميص وإعداد القهوة لعربية "الإكسبرسو". الى جانب عرض فقرات تعريفية لأفضل أنواع البن الطبيعي في العالم، العديد من أوراق العمل والمداخلات في مجال تطوير وتنمية زراعة البن مقدمة من قبل خبراء ومهتمين محليين ودوليين في مجال زراعة البن وتصنيعه .
وافتتح رئيس الوزراء الدكتور علي محمد مجور المؤتمر حيث قال : ان الحكومة وفي ظل توجيهات فخامة الرئيس علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية ،وضعت البن على رأس أولوياتها وخياراتها المتاحة لتحسين مصادر دخلها وتحفيز الأنشطة الزراعية ذات المردود النقدي.
ويضيف اننا في اليمن سنظل ننظر للبن باعتباره الشجرة الوطنية التي تحتفظ برمزية ثقافية وتاريخية بما استطاعت أن تختزله من هوية يمنية أصيلة حيث ما حطت في العالم ثمرةً ذاتَ مذاقٍ أثيرٍ لا يضاهيه مذاقُ أيُّ نوعٍ آخر من البن". وأن من أولويات الحكومة في هذه المرحلة ، هو توسيع رقعة زراعة البن في الأماكن التي تشكل بيئة مثالية لزراعته في اليمن،وتأكيد أن زراعة البن يجب أن يظل خياراً جاذباً لدى المزارعين وهذا يتطلب جهداً مشتركاً من الخبراء المحليين والدوليين المشاركين في أعمال هذا المؤتمر والمسئولين في الجهات الحكومية ذات العلاقة واتصالاً مؤثراً بالفئة المستهدفة ممثلة بالمزارعين ،
كما عبر رئيس الوزراء عن الشكر والتقدير للمزارعين الذين رفعوا أسم اليمن عالياً معلين استمرار الرسالة الخالدة لأجدادهم الذين نحتوا أسم اليمن في كل أنحاء العالم مقترناً بالبن ثمرة ومذاقاً أثيراً وقهوة منعشة في كل أوقات اليوم..داعياً كافة الفعاليات المؤثرة وفي طليعتها المؤسسات الإعلامية إلى الإسهام الفعال في تأكيد المزايا الهامة لزراعة البن ليس باعتباره محصولاً ًنقدياً ذا عائد مجزٍ فقط ولكن باعتباره رمزاً وطنياً أصيلاً يعبر عن خصوبة هذه الأرض وخيرها العظيم.
وحيا الدكتور مجور انعقاد هذا المؤتمر في مهد البن الأول وفي الفضاء الجغرافي الذي أنتج أعرق وأجود أنواع البن على مستوى العالم..معرباً عن أمله في أن يكون هذا المؤتمر فرصةً مهمةً لتبادل الخبرات في مجال زراعة البن والعناية به والبحث في آفاقه الاقتصادية الواعدة.
ونوه رئيس الوزراء بجهود الصندوق الاجتماعي للتنمية، في الاشراف على هذه الفعالية وتمويلها ممثلاً بقطاع تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر التابعة له وكل من ساهم معهما في تنظيم هذه الفعالية الهامة..مرحباً بكافة ضيوف اليمن المشاركين في هذا المؤتمر الدولي الهام.
وبعدها تتابعت بقية فعاليات المؤتمر وعرضت مجموعة من الأوراق لناشطين في مجال البن من مختلف الجنسيات
وانتهى اليوم الأول لمؤتمر تمام الساعة الخامسة مساءً برحلة لضيوف اليمن إلى صنعاء القديمة لزيارة أماكن شرب القهوة اليمنية .
وغداً يكملوا بقية أوراقهم وختام المؤتمر الدولي الثاني للبن الطبيعي العربي في اليمن الذي وصفه الكثيرون بالناجح مسبقاً.