ذكر مصدر سياسي يمني رفيع في تصريحات نشرتها صحيفة «القدس العربي» الصادرة من لندن ان زيارة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إلى قطر يوم الثلاثاء كانت بهدف تخفيف الضغوط عليه من جانب السعودية والإمارات العربية المتحدة.
وزار هادي مساء الثلاثاء الدوحة بصحبة مستشاريه، ومنهم اللواء علي محسن الأحمر والدكتور عبدالكريم الإرياني، وعقد مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني جلسة مباحثات أحيطت بالسرية ولم تتسرب مضامينها.
ونقلت صحيفة «القدس العربي» عن مصدر سياسي فضل عدم ذكر اسمه القول إن هادي لجأ إلى زيارة قطر من أجل تخفيف الضغط عليه من قبل المملكة العربية ودولة الامارات العربية المتحدة بعد مطالب «ثقيلة» منه من أجل وأد المشروع الديمقراطي في اليمن، ومضاعفة الضغوط عليه عقب سقوط نظام محمد مرسي في مصر.
وتلقى هادي اتصالين هاتفيين عقب سقوط نظام مرسي بيوم واحد، الأول من رئيس دولة الإمارات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان والثاني من ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبد العزيز، قال المصدر إنها «تتعلق بهذه المطالب الثقيلة».
وأوضح أن فحوى الضغوط «السعودية-الإماراتية» تتمحور حول «تضييق الخناق على الاسلاميين في اليمن، ومحاولة سحب البساط من تحت أرجلهم، عبر دعم بقايا نظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح وأيضا التيارات السياسية المناهضة للتيار الإسلامي». حسب ما نقلته «القدس العربي».
ونقلت الصحيفة ذاتها عن مصدر قالت إنه وثيق الاطلاع ان الإمارات العربية المتحدة وعدت بدعم أتباع صالح بمليار دولار لتمويل ترشيحهم في الانتخابات الرئاسية والنيابية القادمة، وأنها رصدت لكل دائرة انتخابية تابعة لأتباع صالح بنحو نصف مليار ريال يمني (حوالي مليونين ونصف مليون دولار).
وأشار إلى أن السفير اليمني في أبوظبي العميد أحمد علي، نجل علي عبدالله صالح، تفرغ تماماً لملف الدعم الاماراتي «لبقايا نظام صالح»، وأنه لم يداوم في مكتبه بأبوظبي سوى يوم واحد، فيما يقضي أغلب أوقاته في إقامة حملة علاقات عامة مع الشيوخ المؤثرين في دولة الامارات».
وبحسب صحيفة «القدس العربي»، فإن هادي توجه نحو الدوحة لإيصال رسالة سياسية عبرها للرياض بأن «البدائل» جاهزة، وأنه لم يعد بمقدور الرياض التحكم بكل الأوراق السياسية في اليمن، خاصة بعد التغيير السياسي، الذي حصل كنتاج للثورة الشعبية ضد نظام صالح عام 2011.
واصطحاب هادي لمستشاريه الأحمر والارياني يحمل أيضا دلالات سياسية، حيث كان الأحمر أحد الحلفاء المهمّين للرياض ونسج خلال فترة الثورة علاقات قوية مع الدوحة، في حين كان الارياني يعد أحد الخصوم الرئيسيين للرياض في اليمن وأحد مهندسي المفاوضات اليمنية السعودية والتي أفضت إلى التوقيع على اتفاقية الترسيم الحدودي بينهما.
ونقلت الصحيفة عن مصدر دبلوماسي قوله إن الرياض تمارس ضغوطاً كبيرة على الرئيس هادي لاتخاذ قرار رئاسي بعدم التنقيب النفطي في محافظة الجوف اليمنية، التي يعتقد أنها تربض على كميات كبيرة من النفط، لكنه رفض بشدة هذا الطلب السعودي واعتبرهما خارج صلاحياته، مبرراً ذلك بأنه «رئيس انتقالي».
صحيفة: زيارة هادي للدوحة رسالة سياسية للرياض وأبوظبي بعد ضغوط لتضييق الخناق على الإسلاميين
اخبار الساعة - المصدر اونلاين