سقطوا في مكان واحد.. ولكن جنازاتهم خرجت من مسقط رأس كلاً منهم.. إنهم شهداء مجزرة رابعة العدوية، والتي وقعت فجر السبت وأسفرت عن استشهاد وإصابة المئات.. هذه الجنازات تحولت إلى مظاهرات حاشدة خرجت لتندد بجرائم الانقلاب العسكري.
ففي الوقت الذي كانت وسائل الإعلام المختلفة والموالية للانقلاب، تحشد للهجوم على معتصمي الشرعية واصفة إياهم بالإرهابيين، خرجت مسيرات وداع الشهداء، لتكون بمثابة الرد على هذا الهجوم، حيث كشفت هذه الجنازات عن حقيقة «الإرهابيين» الذين وقعوا ضحايا المجزرة.
ولعل هذه المجزرة البشعة التي وقعت قبالة اعتصام رابعة العدوية، كشفت أكثر من المذبحة السابقة لها والتي وقعت بمحيط دار الحرس الجمهوري، عن حجم التشويه الإعلامي للمعتصمين والمتظاهرين رفضاً للانقلاب، ففي الحادث الأول الذي راح ضحيته ما يزيد عن 100 شخص، دار الجدل كثيراً بيم مؤيد ومعارض لحقيقة أحداث الحرس الجمهوري، وانتظر غالبية المتابعين كثيراً حتى اتضحت لهم حقيقة الأحداث بأن من وقعوا ضحايا ليسوا مجموعة إرهابية حاولت اقتحام الدار، كما صور المتحدث العسكري ومن ورائه الإعلام، إلا أنه وفي مجزرة رابعة، لم ينتظر هؤلاء كثيراً إذ تأكد لهم بعد وقوعها مباشرة وبعد إعلان أسماء الضحايا وخروج جنازاتهم، أن ما حدث بمحيط اعتصام رابعة ليس سوى حرب إبادة لرافضي الانقلاب وأن وصم هؤلاء بالإرهاب، لا يعدو أكثر من ذريعة للقضاء عليهم خاصة وأن المجرزة حدثت بعد ساعات قليلة من انتهاء فاعلية مليونية تفويض الجيش للقضاء على العنف والإرهاب.
جنازات الشهداء.. رسالة تخترق إعلام السيسي
اخبار الساعة - رصد
ما بين طبيب ومهندس وصيدلي ومدرس وطالب متفوق، انحصر ضحايا وشهداء مجزرة رابعة،،، أهالي وأصدقاء وجيران كل شهيد منهم، كان من بينهم من فوض الفريق السيسي للقضاء على «الإرهاب»، ومنهم من استجاب لدعوات وتحريض الإعلام بضرورة القضاء على إرهابيي رابعة والنهضة، ومنهم من وقف مندداً بإرهاب الإخوان، فإذا بهم يكتشفون أن الإرهابي الذي حرضهم الإعلام على قتله لم يكن سوى ذاك الشاب الذي تربى في وسطهم، والذي لم يعرفوا عنه سوى حسن الخلق والدين،، فكيف لهذا أن يكون إرهابياً؟.. هكذا يقول البعض منهم.