أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » اقلام وكتابات

العنف الأسري

- عقيد/عبدالغني علي الوجيه

فاجأتني صور للطفلة في ربيعها الثاني عشر ( آمنة ع. ش.) التي عذبها أبوها بأساليب تدل على أنه فقد إنسانيته فقد تعمد منعها من الأكل والشرب وقام بضربها بما سبب لها كسورا وجروحا ظاهرة على جسمها وفي وجهها بالإضافة إلى تعذيبها بالنار والحروق واضحة على جسمها !!! الأمن بعد إبلاغ المواطنين وجد الطفلة وقد رماها أبوها في أحد الوديان في عزلة الهامت م/ المحويت كانت بين الحياة والموت فأسعفها وتم ضبط الأب الجاني وإحالته إلى الإجراءات !!!!

وبعد دقائق وأنا أتصفح النت قرأت عن الطفلة ذات الأعوام الأربعة التي قامت زوجة أبيها بتعذيبها بالنار بواسطة سكين كان يحمى بالنار في مديرية السبعين بعلم ومعرفة والدها وقد استطاعت إحدى الجارات التقاط صور بالهاتف لحروق تلك الطفلة المسكينة وقام أحد الجيران بإبلاغ مركز الشرطة الواقع في حي شميلة جنوب العاصمة صنعاء وحتى كتابة هذا المقال بعد يومين من البلاغ لم يصدر من النيابة أمر قبض قهري لزوجة الأب التي قامت بالتعذيب وزوجها !!!!!

حوادث العنف الأسري في بلادنا أصبحت من الفضاعة والقسوة والانتشار لدرجة تستدعي منا جميعاً (أجهزة اختصاص ومجتمع) أن نقف بقوة للتصدي لمرتكبيها لأنهم بهذه الجرائم خرجوا عن طور الإنسانية , بل لا أرى في الحيوانات من يفعل هذا بصغيره وعلى العكس نرى منها من يموت وهو يقاتل على صغاره.

ضمن الهيكلة الجديدة وجدت في وزارة الداخلية إدارة ( حماية الأسرة ) التي لابد أن يكون لها دور فاعل في الحد من قضايا العنف الأسري بكافة أشكاله وأنواعه لكن أجهزة الأمن والشرطة ستظل عاجزة إن لم يتعاون المجتمع معها .

على سبيل المثال فإن استغلال النت لنشر مثل هذه القضايا وإشهارها سيحد منها لأنها حين تصل إلى القضاء سيكون في حكم القضاء زجراً للقاسية قلوبهم وردعاً ضد من يفكر في تعذيب طفل أو امرأة .

لا يقول عاقل بأن مثل هذه الجرائم تدخل في باب التأديب الأسري , التربية تأتي بالاقتداء ويجب أن يكون رب الأسرة قدوة حسنة كما يجب أن تكون المربية قدوة حسنة.
علماؤنا الأجلاء , خصصوا من خطبكم ومواعظكم ما يمنع مثل هذه الجرائم على حساب السياسة التي صارت لخطب الجمعة عنواناً, فأنتم أمام الله مسئولون عن البلاغ إلى الناس بأسلوب النبي الكريم عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم في التعامل مع الأطفال وتوصيته بالنساء حتى كان ذلك أبرز ما قاله في خطبة الوداع وهي آخر خطبة له في حياته بأبي هو وأمي.


همسة أمنية :
كن لأطفالك أباً وصاحباً, وكوني لأطفالك أماً وحاضنة أسرار .... حتى لا يذهب الأطفال إلى غيركم .
دام اليمن ودمتم بإذن الله سالمين.

alwajih@yahoo.com


 

Total time: 0.0447