لم يكن لأي مصري يمتلك ذرة من الإنسانية إلا أن ينتفض ذعرًا لهول ما حدث للشهيد محمد خالد - -الذي لقي مصرعه محترقًا في متجره حتي تفحمت جثته ، ولم يعد بالإمكان تغسيلها أو حتى إدخالها النعش لتواري الثري.
مقتل محمد لم يكن بمنآي عن خطاب إعلامي محرض لكل مظهر من مظاهر الإسلام سواء كان متمثل في أشخاص أو منشأت بدًأ من ترديد كلمة "ميليشيات" لوصم الإسلاميين بالعنف وانتهاء بوصفهم بالإرهابين رغم سلميتهم التي يشهد لها المحيطين بميادين تظاهرهم ،أنتهاء بمحاصرة المساجد وترويع المصلين وإيذاءأصحاب السمت الإسلامي بل قتلهم!
محمد خالد أحمد هو تاجر مصري عمره، 26عام، أب لأبنه اسمها جويرية لم تبلغ بضة شهور، يعمل فى محل مؤمن للعطور فى بورسعيد، لا ينتمي لأي تيار أو حزب سياسي، جريمته الوحيد أنه أطلق لحيته فأحرق متجره أعضاء الأولتراس بعد تواتر أنباء أن إسلاميين هم وراء حادث إطلاق النار علي أحد الكنائس ووقوع اشتباكات أسفرت عن مقتل شخصين، وهو ما دفعم للبحث عن أصحاب اللحي لقتلهم باعتبارهم هم الجناه! فوقع الاختيار عليه.
" بحاول أنام مش عارف أغفل ربع ساعة وأقوم تاني مفزوع ... منظر محمد مش بيفارقني .. آمال أهله عاملين آيه الوقتي .. ربنا يربط على قلوبهم وقلوبنا يارب ويرزقنا الصبر" ..هذا لسان حال محمد عبد الرحمن، صديق محمد خالد بعد أن رأي جثته خالد متفحمة .
ويضيف عبد الرحمن:- "أنا اكثر حاجة مزعلاني على محمد أنه مات من غير ذنب ولا نزل مواجهات ولا راح مظاهرات يقوموا يحبسوه ويولعوه في محله لمجرد لحيته والمحل اسمه مؤمن .. كل الناس اللي ماتت في الثورة دي كووم في أي مواجهات .. ومحمد ده كووم تاني خالص " .
مقتل محمد دفع أدمن صفحة "بورسعيد فيسبوك" لترك الصفحة بعد خطاب الصفحة المحرض علي قتل الإسلاميين ودعوته الاعضاء بكتابة اسماء الإخوان في بورسعيد وكذلك محلات أصحاب التيار الإسلامي وهو ما اعتبرته هدد من الصفحات الإسلامية تحريض صريح.
وكانت أحداث العنف التي أدت إلي مقتل محمد وأثنين آخرين منهم المراسلي الصحف شريف –الشهير بشيكوا- يوم السبت الماضي بدات حينما وصلت جنازة عمر هريدي البورسعيدي –شهيد مجزرة النصب التذكاري- ليصلي عليه في مسجد التوحيد واتجهت الجنازة بمسيرة الى بورفؤاد وأثناء سير الجنازة كسر ملثمين في وسط الجنازة غير معروف انتمائتهم بوكس الشرطة فهم الجنود بتعمير بندقياتهم بينما أحاطهم بهم متظاهرين آخرين خشية الاحتكاك، واطلقت الشرطة النار عشوائيًا لكنه لم يسفر عن إصابات، تلي ذلك إطلاق متظاهرين النار علي كنيسة ماري جرجس دون وقوع خسائر.
وأضاف شهود العيان أنه عندما بلغ الجيش ما حدث بجوار كنيسة مارى جرجس حاصر محيط مسجد التوحيد الذي يعد الميدان الرئيسي للإسلاميين للتظاهر والإعتصام ، بالإضافة إلى قوات أخرى من الشرطة، وقام عدد من البطجيه بحرق المنصة وتكسيرها و عندئذ وقع قتيل.
وأستطرد بعض الشهود أنه أثناء رجوع المتظاهرين من تشيع الجنازة أنتظرهم عدد ،وحدثت إشتباكات بينهم أدت لمقتل شخص وفي رواية أخري شخصين مشيرين أنه أشيع بعد ذلك أن من قتله هم من أعضاء التيار الإسلامي مما أدى إلى قيام أعضاء الأولتراس اقتحام ماركت " خير زمان " لقولهم أن مالكه إسلامي ، ومحل " مؤمن " للعطور الذي تم حرقه بالكامل ومحمد خالد بداخله مما أسفر عن حرق جثته بالكامل حتي تفحمها ، واقتحام مطعم " مؤمن " التابع لسلسة مطاعم مؤمن بالجمهورية ، ومحل " أكتف أبو علاء " ومعصره علي اعتبار أن ملاكهم إسلاميين.
وأي كانت الروايات فالحادث ينم عن تنامي السلوك العدواني لدي قطاع من الشعب المصري ،وزيادة جرعات الشحن الإعلامي الطائشة التي أدت إلي ذلك الحادث المقيت ، فخالد ترك أهل وزجته وابنته التي لم يتجاوز عمرها شهور بعد موته بشعة لعلها تيقظ ما بقي بداخنا من إنسانية.
الشهيد المحترق..صورة أدمت القلوب والتهمة «ملتحي»
اخبار الساعة - متابعات
المصدر : نقلا عن رصد