لا توجد وسيلة إعلام عالمية او محلية الا وتحدثت عن تنظيم القاعدة وساقت ضده التهم حتي صار للتنظيم قائمة طويلة حبلي بالاتهامات التي كان أشهرها وربما المصدر الأول لها تلك الاتهامات التي ساقها صحفي يعمل بالقناة الثانية بالتلفزيون السويسري في كتابه "دولارات الرعب" والذي صدر في 1999- وللتاريخ أهمية -ومن أهمها – بحسب ما ذكرته مراكز الأبحاث العالمية أيضا- ان هذا التنظيم عميل لإسرائيل ويدللون علي ذلك بعدم تنفيذه لاي عملية ضد الكيان الصهيوني وكذلك ان القاعدة هي نتاج امريكي وكانوا علي صلة بالاستخبارات الأمريكية أبان الاحتلال الروسي لأفغانستان وأيضا ان مصدر تمويل التنظيم يرجع لتجارة المخدرات.
فضلا عن ان القاعدة لم تسلم من سهام التيارات الإسلامية فعلى سبيل المثال وليس الحصر نجد ان الجماعة الإسلامية ممثلة فى الشيخ كرم زهدى وضعها فى بئر سحيق من الاتهامات غير المبررة وذلك فى برنامج ملف خاص 8/8/2006 وكذلك اتهامات الرجل الثانى فى الجماعة الإسلامية الدكتور ناجح إبراهيم "مفتى الجماعة – والذى نشر فى مجلة المصور العدد 4492 بتاريخ 10/11/2010.
وكذلك المراجعات التى قام بها الدكتور سيد أمام الشهير بالدكتور فضل المفتى السابق للقاعدة نفسها..
ولا يفوتنا الإشارة الى ان أعظم ما كتب فى ملف القاعدة كان على لسان "مايكل شوير" فى كتاب "الفوقية الامبريالية الأمريكية " وهو الكتاب الذى يعد لدى المتابعين المصدر الرئيسى للمعلومات عن القاعدة وقد اعتبرته صحيفتا النيويورك تايمز والواشنطن بوست كأفضل الإعمال التى نشرت حديثا ’ علما بان الكتاب قد صدر أساسا " باسم مجهول" وذلك بناء على طلب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية كشرط اساسى لمنحة الاذن بالنشر..
والجدير بالذكر أن المؤلف استقال من منصبه المذكور فى نوفمبر 2004 بعد خبرة دامت نحو 20 عاما فى العمل على القضايا المتعلقة بأفغانستان وجنوب أسيا وتم تقديم المؤلف فى العديد من البرامج الإخبارية على محطات التلفزة المحلية ’ والدولية ’ كما تم إجراء عدة مقابلات إذاعية معه بالإضافة الى ظهوره فى برامج وثائقية ذات صلة علاوة على انه كان محور الاعلام المقروء فى كافة إنحاء العالم..
وقد اعتمد السيد "شوير" فى قسم من مصادره على أعمال هيئة البث الفيدرالية التابعة لوكالة الاستخبارات الأمريكية ’ التى قامت بتقديم كافة تصريحات أسامة بن لادن وغيره الى قادة الولايات المتحدة والمراجع المختصة بعد ترجمتها , وهو عمل يصفه السيد "شوير" بالعمل المتعذر على وسائل الإعلام التجارية سواء المكتوبة أو الاليكترونية. وقيل عن هذا الكتاب " انه يضم بين طياته كما كبيرا من المعلومات القيمة حول ولادة الحرب على الإرهاب والوضع الراهن الذى ألت إليه , وقد تمكن هذا العمل من الاستحواذ على اهتمامى منذ الصفحة الاولى!" مجلة الناشرين الأسبوعية" ..
وقيل ايضا " اعتقد ان الأقلام مهما أجادت الوصف فلن تفى هذا الكتاب العظيم حق " رالف بيترز" وقيل أيضا من النادر ان يجد المرء كتابا يتمكن من تغيير مسار الحوار والآراء على الصعيد الدولى ’ إلا أن هذا العمل نجح بجدارة فى تحقيق ذلك" مارتا ساليج- صحافة ديترويت الحرة". وسبب الاستطراد فى الحديث عن كتاب "مايكل شوير" ما ذكر عن وقوف القاعدة وراء عملية كراتشى والتى وردت كالاتى فى كتابه" 8مايو 2002 صفحة 158 : تم دفع سيارة مفخخة فى طريق باص صغير فى كراتشى كان يقل فنيين بحريين فرنسيين يعملون فى سلاح البحرية الباكستانية وقتل من جراء التصادم 11 فرنسيا وجرح 12 كما قتل باكستانى واحد وجرح 12 ايضا وقد قالت القاعدة حول تلك الحادثة ان العملية المسلحة التى استهدفت الفنيين العسكريين الفرنسيين اظهرت ضعف هذا النظام الباكستانى وأثبتت ان البنيان الذى أقامه النظام قد بدا يتداعى كورق اللعب " نقلا عن موقع الأنصار". وفى 18 /11/2010 ظهر زيف تلك القضية بشكل واسع وقام اهالى الضحايا برفع قضية ضد الاليزيه طالت كلا من الرئيس الحالى ساركوزى والذى كان وقتها وزيرا للمالية فضلا والرئيس الأسبق جاك شيراك..
ربما كان "للأسبوع اون لاين" فرصة نادرة فى استقاء المعلومات من مصدرها عبر إجرائها هذا الحديث مع أيمن محمد فايد وكنيته "أيمن الفايد" المستشار الاعلامى السابق للقاعدة و للشيخ أسامة بن لادن.
إن لأراذل الشعوب أدواراً تعف القيم والمبادئ النبيلة عن أن تذكرها أو أن تحصي أشكالها وإن كانت كلها تدور حول نظرة الأعداء في قتل البطولة بشقيها بطولة الأمة وبطولة البطل وتعطيل قدومه وضياع عمره في الرد علي التهم الموجه إليه وإغراقه في بحر سحيق حتي يجد نفسه شيئا فشيئا في عنابر السجن مع المتهمين في الوقت الذي يحذرنا فيه الرسول -صلي الله عليه وسلم- من تقارب الزمان، ويقول صلي الله عليه وسلم 'لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتي يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه وعن شبابه فيما أبلاه وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟ وعن علمه ماذا فعل به؟'.. يقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: لا تقوم الساعة حتي يكون القرآن عارا ويتقارب الزمان' أخرجه الطبراني. وفي قوله يتقارب الزمان إشارة إلي استهلاك حياة الأفراد والشعوب باغتيال أوقاتهم واغتصاب أموالهم واستنزاف علمهم في غير التوجه الصحيح لله، إن الحقيقة الضخمة كانت تسند البطل الاسطوري الأول وذلك في الماضي تحفظه وتجري الخير علي يديه إلي أن يأتي أجله المقسموم أما 'الحقيقة الضخمة' في اسطورتنا الحديثة وهي تحطم أكبر أسطورة بشرية عرفتها الناس المتمثلة في 'جحافل الروس' فلقد تحطمت أكبر آلة عسكرية، وزال من أذهاننا ما يسمي بالدول العظمي وهذه الحقيقة تضطهد البطولة بشقيها 'إرادة الشعوب، ومعجزة البطل' وتحاصرها إلي أن تقتل البطل لا كملك ولكن ككلب وسيقول لنفسه لم يعد أحد يذكرني، وأولادي يخجلون مني وأصحابي يخافون من ذكر أسمي. والعدو هنا ليس في الحقيقة الضخمة إنما في الذين ينتسبون إليها زوراً وبهتاناً في أراذل الشعوب 'قادة الرأي، وجماعات الفرقة' ولقد أخرج بن وضاح في البدع: 'سيخرج قوم في آخر الزمان هم كذابون، دجالون يبدع من الحديث لم تسمعوا به أنتم ولا آباؤكم فإياكم وإياهم لا يفتنونكم' والسبيل للخروج من هذه الفتنة
* وما السبيل للخروج من هذه الفتنة؟
** يجب: أولاً: تحديد زمان هذه الفتنة ومكانها ودور كل من له دور في إتمامها بحيث لا نترك مجالا لها. ثانياً: أن نكون في جو من التفاعل القوي مع مجموعة الوسائل التي اتخذها أراذل الشعوب في خطتهم لسقوط معجزة البطل وإرادة الشعوب، ثالثا: يجب الأخذ بعين الاعتبار أن في مواجهة هذه الفتنة نسبة وخسارة وقدراً من التضحية، وهناك غالبا اختيار بين شرين للوصول إلي خيرهما كما في قولة سيدنا عمر المأثورة: 'ليس العاقل الذي يعرف الخير من الشر ولكنه الذي يعرف خير الشرين'. فالأبطال دوماً خصهم الله بموهبة فيهم لا في غيرهم ودورهم في الواقع لا ينقطع ولا تغطي عليه كتابات أو إعلان لقد وضع الله علي عاتقهم الخلاص للبسطاء إن ناصرهم الواقع أو وقف ضدهم فكل هذه الأمور ليست بالعمق الكافي للوقوف أمام خطاهم التي لا يدركها سواهم فمهما تقدمت علوم الرصد الفكري والغزو الثقافي فهم لا يعبأون بمثل هذه الأمور رغم ثقلها أثناء فترة الدعة والراحة ولكن عندما تأتي المواقف الحقيقية يسقط القناع وتبقي الحقيقة، نعم هؤلاء سيكيلون للبطل الايجابي تهماً وافتراءات ما أنزل الله بها من سلطان سيدفعون إليه بالكثير من القضايا ليغرق فيها ويستنفد جهده كاملا فيها فيجب عليه أن يتعامل معها وكأنه مع الشيء ونقيضه دون أن تلتهمه كما هو معد يرتدي زي الصراع السياسي الوهمي ثم يخرج منه متسللا تاركا هذا الزي يلعب بهم بل وبالعالم بأشكاله المختلفة لأنه لا يفل الوهم إلا الوهم.. بذلك يحقق رمية بدون رام مرددا: والله لو صحب المرء جبريلا.. لم يسلم المرء من قال ومن قيل قد قيل في الله أقوال مصنفة.. تتلي إذا رتل القرآن ترتيلا قد قيل إن له ولدا وصاحبة.. زوراً وبهتاناً وتضليلاً هذا قولهم في الله خالقهم.. فكيف لو قيل فينا بعض ما قيلا وأخرج ابن وضاح في البدع: 'ويح لهذه الأمة ماذا يلقي فيها من أطاع الله؟ كيف يكذبونه ويضربونه لأنه أطاع الله من أجل أنهم ما أطاعوا الله. قال عمر بن الخطاب: يا رسول الله الناس يومئذ علي الإسلام؟ قال: نعم يا عمر قال عمر: يا رسول الله الناس يومئذ علي الإسلام؟ قال: نعم يا عمر قال عمر: يا رسول الله، ولماذا يبغضون من يأمرهم بطاعة الله؟ قال: ترك القوم الطريق وتزين الرجل بزينة المرأة لزوجها وتبرج النسا، زيهم زي الملوك الجبابرة يسمنون كالنساء فإذا تكلم ولي الله وأمرهم بطاعة الله قيل له: أنت قرين الشيطان ورأس الضلالة وتكذب بالكتب وتحرم زينة الله التي أخرج لعباده، تألوا كتاب الله علي غير تأويله واستذلوا أولياء الله'. وستكون هذه التهم من السهل الرد عليها فهذه فلسفتهم في إضاعة العمر، لأنها لو كانت تهماً حقيقة فببساطة لن يرد عليها بل سيستفيد منها في إصلاح أمره وبذلك سيكونون هم الخاسرون فبنجاح البطل في تجاوز هذه الفتنة وعبورها وتضييع الفرصة عليهم سيقولون: 'مازال يقظا' وهكذا يبدأون بنقاط أخري 2- جدال الملح 3- جماعات الواقع الوهمي 4- اشارات خاطئة 5- البطل الضد
* وكيف ترد علي تلك الاتهامات؟
** ساعمد في الرد علي هذه الافتراءات علي ثلاثة ادلة اولا دليل شرعي ويتمثل في تقاطع المصالح باتفاق او بدون اتفاق وثانيا دليل منطقي طبقا للنظرية العقلانية وهو موقف الصين من المجاهدين حيث انه الاولي ان يتم اتهمهم بالعمالة لها وليس لامريكا. اما الدليل الثالث فواقعي حيث ان لسان الحال خير من لسان المقال متمثلا في فكرة انشاء القاعدة واستراتيجيتها ومراحل تكوينها ومعادتها لامريكا وقوي الشر المتحالفة معها وكذلك ظهور طالبان وارتباطها بالقاعدة وارتباط القاعدة بها. الدليل الأول إن مثل هذه الافتراءات والتهم من قبل أمريكا وأعوانها من سياسيين ومفكرين ومثقفين ورجال إعلام قد باعوا أنفسهم لأعداء الأمة مقابل الوهم والقروش الدنسة، هذه الافتراءات لا يمكن الرد عليها ودحضها إلا وهي في وضعها الطبيعي حتي يستقيم الأمر فيجب ألا ننزعها من السياق الذي حدثت فيه التجربة، وألا نختزلها في فاعل ومفعول به بل وأقل أحيانا من ذلك، فهذه التجربة الأفغانية الجهادية ليست بين أفغانستان والروس فحسب، بل إن أفغانستان في هذه التجربة هي مناط لصراع دولي فمثلاً: حقيقة الدعم من الدول العربية، خاصة دول الخليج لباكستان حتي تدعم الجهاد لم يكن لوجه الله إنما كان خوفاً علي عروشهم من الزحف الروسي، وتنفيذا لرغبة أسيادهم الأمريكان، فأمريكا في ذلك الوقت كان رئيسها كارتر لم يستطع أن يتكلم بكلمة ذات شأن إلا بعد مرور بضع وعشرون يوم , حيث قال: 'إن أي تدخل لروسيا إلي منطقة الخليج نعتبره اعتداء علي أمريكا لأنه محتل لهذه المنطقة، محتل لبترولها'، لذلك هدد باستخدام القوة العسكرية إذا حدث هذا التدخل، فالأمريكيون يكذبون إذا زعموا أنهم تعاونوا مع المجاهدين العرب في يوم من الأيام، ونتحداهم أن يبرزوا أي دليل، وإنما هم كانوا عالة علينا وعلي المجاهدين في أفغانستان، ولم يكن وجودنا باتفاق معهم وإنما نحن المجاهدين كنا نقوم بواجب في نصرة الإسلام في أفغانستان، هذا الواجب تقاطع بغير رضانا مع مصلحة أمريكا، مثلما قاتل المسلمون الروم، حيث إن القتال الشديد كان دائما بين الروم والفرس، فلا يمكن لذي عقل أن يقول إن المسلمين لما بدأوا بالروم في غزوة مؤتة كانوا هم عملاء للفرس، فتقاطع المصالح بدون اتفاق لا يعني الصلة أو العمالة.
* استوقفك بخصوص الرئيس جيمى كارتر .. ما وقع الاجتياح الروسى لافغانستان عليه من وجهة نظرك؟
لقد أقنع زيبجنيو بريجينسكي مستشار الأمن القومي الأمريكي الرئيس جيمي كارتر بضرورة استدراج الاتحاد السوفيتي لأفغانستان حتي تكون له فيتنام السوفيتية كما عاني الأمريكان في حربهم في فيتنام، وقامت الاستراتيجية علي أساس دعم المخابرات الأمريكية 'C.I.A' للأفغان المسلمين المعارضين للنظام الأفغاني الموالي للشيوعية وذلك قبل ستة أشهر من غزو الاتحاد السوفيتي لأفغانستان في 25 ديسمبر عام 1979. في هذا التاريخ وبعد ساعات اقترح بريجنيسكي علي الرئيس كارتر 'توريط' المسلمين في حرب 'مقدسة' ضد السوفيت 'الكفار' واستنزاف الجيش الأحمر في حرب عصابات مرهقة تجعل من أفغانستان: فيتنام أخري للروس. وفي ذلك الوقت كانت سمعة المخابرات الأمريكية في الوحل من جراء ما حدث في إيران فقد كانت إيران الشاه أصبحت 'طفل الوكالة الملوث' فكانت عقدة نفسية مزمنة مثل عقدة فيتنام النفسية المزمنة للبنتاجون أو المؤسسة العسكرية الأمريكية. كان عدد الجنود السوفيت في أفغانستان حوالي 90 ألفاً، بخلاف الخبراء والمدرعات والصواريخ وشبكات المراقبة، عملية عسكرية تتسم بالجرأة والتحدي بها يكون الاتحاد السوفيتي أخذ نفس المفاتيح والأوراق التي لعبتها أمريكا من قبله وهي سياسة الحروب المرنة أو الحرب الخاطفة مفتاحا لحل اللغز في الحرب الباردة أو مبدأ التعايش السلمي، هذا ما جعل بريجينسكي يقول: إن السوفيت تمددوا أزيد من اللزوم، لكنه بعد أن قرر أن تقاتلهم أمريكا حتي آخر أفغاني، ثم حتي آخر رجل مسلم وأضاف دعهم ينزفون! إن حوالي 40 ألف أمريكي يعملون في هيئة الأمن القومي وينتشرون في كل أنحاء العالم تقريبا لم يعد في أولوياتهم سوي هذه العملية وكانوا علي اتصال أولاً بأول بمركز القيادة في فورت ميد 'بولاية مريلاند'، أما الذين كانوا يديرون العملية فحوالي ألف عنصر هم من يشكلون مجموعة السوفيت في الهيئة لقد بدأ بريجينسكي تحركاته بتشكيل التحالف الذي سيخوض نيابة عن أمريكا الحرب ضد الروس في أفغانستان، وتوجه بريجنيسكي شخصيا إلي باكستان في حين زار وزير الدفاع الأمريكي 'هارولد براون' الصين.
* وماذا عن الرئيس رونالد ريجان حيال هذه الاحداث؟
** وفي صباح يوم 15 يناير 1981 وقبل أن يتسلم الرئيس الأمريكي مهام منصبه رسميا بخمسة أيام، دعا مدير المخابرات المركزية 'ستانسفيلد ترنر' لسماع تقريره النهائي عن نشاط الوكالة، وحضر ريجان ونائبه جورج بوش والمدير الجديد للوكالة 'وليم كيس' إن عملية أفغانستان هي أهم عملية في عهد كارتر، وبأن ريجان يريد الاستمرار فيها وتعزيزها وبأنها كانت نقطة احتكاك مع السوفيت. كان من رأي 'الكسندرا دي مارينشيز' مدير المخابرات الفرنسية في ذلك الوقت: إن الولايات المتحدة بما تفعله في أفغانستان تلعب بالنار، فالرهان علي الجماعات الإسلامية قد يكسر الاتحاد السوفيتي ويجبره علي الخروج مهاناً من أفغانستان، لكن هذه القوي الإسلامية ستخرج قوية ومدربة، وسيصعب السيطرة عليها وكما حاربت الملحدين السوفيت، ستحارب المشركين في الغرب، فالتحالف مع مثل هذه القوي ليس مضموناً في الغالب وعندما ما قابل مارينشيز الرئيس ريجان اقترح عليه خطة أخري تخلو من آثار 'الجهاد' الجانبي، وكانت هذه الخطة البديلة اغراق أفغانستان بالمخدرات لإفساد حماس الجنود السوفيت وإنهاك قواهم، ووعرض مارينشيز مساهمة المخابرات الفرنسية في هذه العملية إن أفغانستان ظلت حتي 1979 لا تعرف الهروين، وفي تقرير جاك بلام رئيس لجنة تقصي الحقائق التي شكلها الكونجرس أنه خلال عشر سنوات من التدخل الأميركي في أفغانستان ومن السياسة العمياء هنا بل ومن التواطؤ الايجابي أيضاً تحولت هذه المنطقة بمساعدة الولايات المتحدة إلي واحدة من أكبر مراكز العالم من حيث تهريب المخدرات . وخلاصة القول بل القول السليم في الموقف الأمريكي من الجهاد في أفغانستان أولاً: أنها أي أمريكا لم تسع للثأر لكرامتها الجريحة في فيتنام من جراء مساعدة الروس للثوار الفيتناميين، فأمريكا تماما كالمرأة اللعوب التي لا تحكمها إلا نظرية المصالح ومسألة الكرامة لا تعنيها في شيء من قريب او بعيد. ثانياً: أنها لم تورط الروس بادخالهم في مستنقع أفغانستان لاستنزافهم اقتصاديا لأن هذه الحرب الاقتصادية في المقام الأول تستطيع أمريكا أن تقوم بها دون الدخول في آثار جانبية ضارة بها فمن الأيسر عليها أن تقوم باستنزاف السوفيت عن طريق حرب النجوم وهو ما يؤكده فعل ريجان فيما بعد. ثالثا: وهو الصحيح أنها كانت مجبرة علي مساعدة الجهاد الأفغاني لأن الروس قد أفاقوا من نومهم في فترة التعايش السلمي المزعوم وأخذوا ينمون لأنفسهم نفس الاستراتيجية الأمريكية وهي الحروب المرنة 'الحرب الخاطفة' التي قامت بها أمريكا من قبل وتوسعت في كل أنحاء العالم حتي باتت علي أبواب الدب الروسي مهددة إياه وذلك لأنها كانت أمريكا في مرحلة أو دور التوسع والنضوج علي العكس تماما من المرحلة التي كان يمر بها الاتحاد السوفيتي وهي مرحلة الشيخوخة التي من سماتها أن يقنع صاحبها بما لديه دون السعي إلي كسب أراض جديدة بل كل ما يعنيه في هذه المرحلة هو الحفاظ علي ممتلكاته من الضياع إلي أن فاق الروس علي الحقيقة المرة التي جاءت بثمارها الحرب المرنة لأمريكا مما دفعها لمعاودة تحقيق حلمها القديم وهو الوصول إلي المياه الدافئة حلم بطرس الأكبر حيث إن معظم حوانيها علي بحر البلطيق تتجمد أثناء الشتاء وهي تريد أن تصل قرب جودار الباكستانية علي بحر العرب وهناك تقف علي فم مضيق 'هرمز' الذي يمر عبره معظم البترول العربي الذي يمثل أكثر مصدر للنفط العالمي وتكون بذلك أيضا قد حلت مشكلة تفاقم المد الإسلامي وطوقت الصين في ممر 'واخان' المنفذ الاستراتيجي للصين في أفغانستان الذي ستحصل منه الصين علي الإمداد في حربها الحتمية مع الروس التي كان يتوقعها العالم آنذاك ؟؟ وتكون بذلك قد حلت روسيا المعادلة الصعبة التي تمسكت بها بحكم ظروفها التي ذكرناها من قبل في التعايش السلمي ومغريات الحرب ومكاسب الحرب الخاطفة اقتداء بأمريكا وعليه كان موقف الصين من المجاهدين في كل مكان وتجدر الاشارة الي ان الصين توقفت كتكتك مرحلي – عن دعم عملاءها الشيوعيين الافغان امثال "شعلي جاويد " منذ فترة لاستفادتها من تجربة روسيا في افغانستان واوعزت اليهم بالتسلل في بعض الاحزاب الداخلية المعتدلة ’ وبعضهم تسرب الي المنظمات الجهادية.0 بهذا السياق والمدخل الصحيح يتضح لنا مدي تهافت وتفاهة الاتهامات الملفقة من قبل أمريكا وعملائها من "أراذل الشعوب" –قادة الرأي وجماعات الفرقة -، حيث إنه كان من الأحري أن يتهموا المجاهدين بعمالتهم مع الصين في أفغانستان.. لأن أمريكا هي التي علي طول الخط تقف ناصبة العداء للمسلمين فهي التي تحمي إسرائيل وهي التي تساندها بجميع قرارات الفيتو التعسفية، وهي التي العرب والمسلمين سوء العذاب في كل مكان، وهي التي حولت حكام العرب والمسلمين إلي دمي في يدها ومستعمرين بالوكالة عنها في بلدانهم.. فكيف بالله يكون المجاهدون علي صلة تآمرية بعدوهم القديم الجديد؟! كان الأحري أن يكون هذا الاتهام مع الصين وهذا ما سنوضحه في الموقف الصيني.. فالصين كانت شريكة في هذا التحالف بقوة فلماذا لا يتهم المجاهدين بالعمالة لها؟!
* كيف كان موقف الصين من القاعدة؟
** سأتي اليها في الدليل الثاني: موقف الصين من الجهاد الإسلامي: إن هذه المسألة المصيرية بالنسبة للصين تأتي علي أمرين: الأول: التناقض القومي الحالي بين روسيا والصين. ثانياً: التناقض القومي المستقبلي بين أمريكا والصين. الأمر الأول: ولأن التناقض بين روسيا والصين هو تناقض قومي، لا حل له إلا بحرب ذرية تشنها روسيا مباشرة علي الصين، أو من خلال الهند وفيتنام. لأن الصين لا تستطيع النمو بدون الاستيلاء علي سيبريا التي تعتبرها من أراضيها التي انتزعها الروس في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، مع أن سيبريا أصلاً لا صينية ولا روسية، بل كانت مقاطعة من بلاد المسلمين. والصين تشكو من كثافة مرعبة في السكان، وسيبريا تقريباً خالية من السكان، ومعروف تاريخياً أنه كلما تجاور بلدان بهذا الحجم تضاعفت احتمالات الحرب بينهما.. وإن كانت الصين تحاول تأجيل هذه الحرب حتي يكتمل استعدادها، وتحاول روسيا استفزازها لضربها قبل أن يتم هذا الاستعداد، وخلال ذلك تحاول تطويقها واستنزافها بالهند وفيتنام. وكما قلنا فإن روسيا تستعد لحرب مصيرية مع الصين، وهي بالطبع تخشي أن تتحد اليابان والصين، فلكتاهما تعتبر روسيا الفيتو علي طموحاتها في شرق آسيا، وكلتاهما لها مطالب وطنية مغتصبة من جانب الروس. تقول البرافدا 'الجريدة الرسمية للحزب الشيوعي السوفيتي' إننا نواجه برنامجاً توسعياً صريحاً ذا أهداف بعيدة، وهذا البرنامج لم يظهر اليوم أو بالأمس، ففي عام 1954 صدر في جمهورية الصين الشعبية كتاب يتضمن خريطة الصين حيث الحدود الشمالية تسير بحذاء سلسلة جبال استانوفواي التي تفصل أراضي الشرق الأقصي عن الاتحاد السوفيتي.. وفي الغرب أدخلت في حدود الصين جزءاً من قرغيزيا وطاجكستان وكازاخستان حتي بحيرة بلخاس.. كذلك ادعت أن سخالين جزء من الأراضي الصينية.. فإذا نظرنا إلي خريطة الامبراطورية الصينية في 1850 مثلاً، فسنجد أن جزءاً كبيراً جداً من سيبيريا الشرقي بما في ذلك فلاديفوستك ليس ذلك فحسب بل مناطق كبيرة إلي الشمال من نهر آمور وكل منغوليا الخارجية التي تشكل نوعاً من التابع لروسيا اليوم. فالخلاف علي مليون ونصف مليون كيلو متر مربع ولم تكن روسيا بالتي تنتظر حتي تصبح الصين قادرة علي إعادة رسم الحدود. القضية كما صورها كتاب التهديد هي وجود خمسين مليون مسلم في وسط آسيا تمزقهم حدود مصطنعة تمر في قلب جماعات من أصل واحد تجمعها اللغة والدين والثقافة والتقاليد التاريخية.. تعداد 'سينكيانج' قدر عام 1978 بحوالي 12 مليونا و60% منهم مسلمون أتراك.. وهو يري أن سياسة الصين يمكن أن تثير القلاقل في روسيا خاصة أن الصين تملك حرية الحركة في المجال الإسلامي بأكثر بكثير مما تملك روسيا وذلك للآتي: 'تعداد المسلمين في الصين عام 1978 كان 13 مليوناً منهم 1.3% أو أقل من اثنين بالمائة من تعداد الصين.. بيما تبلغ نسبتهم في الاتحاد السوفيتي 18% ومن ثم فتشجيعهم بل حتي تسليحهم وإغراؤهم بالاستقلال لا يشكل خطراً علي الصين، بل يحدث شرخاً خطيراً في جاراتها اللدودة فسيفسائية التركيب حيث يشكل الرعايا من غير العنصر السلافي السيد نصف مجموع السكان وبالمقابل نجد في الصين أن نسبة الهان لا تقل عن 94%' وتجب ملاحظة أن نصف المسلمين في الصين هم صينيون، ولذا فالإسلام في الصين هو دين وطني تقريباً، بينما كان الإسلام ولايزال ينظر إليه في روسيا باعتاره كائناً غريباً معادياً. ومنذ وفاة ماو بدأ الصينيون يحسنون صورتهم عند المسلمين ووقع أول تغيير في الاستراتيجية في آخر عام 1980 عندما أعلنت الصحيفة الرسمية أن المنهاج الماوي القديم قد تخلي عنه ليحل محله منهاج علمي في معالجة مشكلة القوميات، واعترفوا بأن مركزه في 'سينكيانج' قد تدهور في السنوات العشر الماضية، ولتعويض هذه الخسارة منعت كل الأنشطة الملحدة ضد الإسلام ولم يعد يعاقب علي ممارسة شعائرها، وأعيد فتح المساجد وبناء مساجد جديدة، وقد لاحظ زائر أمريكي أنه في 'طرفان' بالصين يوجد أكثر من مائة مسجد عامر، بينما بخاري التي تعد مركز إشعاع ثقافي في التاريخ الإسلامي لا يوجد فيها إلا مسجدان، في 1980 سمحت حكومة الصين رسمياً للكازاك والأغور باستخدام الأبجدية العربية وهو ما يرغب فيه المواطنون المسلمون، ويرحبون به للغاية. ويدرك الصينيون أن عبئاً ثقيلاً يمكن أن يفرضه الإسلام علي روسيا وينظرون للمشكلة الإسلامية كخطر محتمل لموسكو ولذا يجب ألا نستبعد خطوات أكثر إيجابية من الصينيين.. وهناك أدلة عديدة علي أن بعض الأقليات المسلمة في روسا خاصة الكازاك والقرغيز ربما يرحبون بالصينيين فإن 'شعار انتظروا حتي يأتي الصينيون وسنريكم ما نفعله بكم'، هو تعبير كثيراً ما يسمع في وسط آسيا. الأمر الثاني: لقد شاركت الصين في المراحل الأولي من الجهاد الأفغاني ولا سيما عقب التقارب مع الولايات المتحدة بفضل جهود كيسنجر ثم زيارة براون وزير الدفاع الأمريكي لبكين مبعوثاً لجيمي كارتر في الفترة من 4 حتي 13 يناير عام 1980، وأثمرت الزيارة اتفاقاً مع القيادات الصينية السياسية المخابراتية علي التعاون الاستراتيجي لدعم الجهاد ضد الروس، وعقب عودة الوزير إلي واشنطن وافق الكونجرس علي اتفاقية منح الصين وضع الدولة الأولي بالرعاية، كما بدأت الولايات المتحدة في تزويد الصين بتكنولوجيا عسكرية وأخري ذات استخدام مزدوج في محاولة لاحتواء الاتحاد السوفيتي.. وها نحن وفي 88 أقدم الروس علي الانسحاب، وهناك مؤشرات كثيرة علي ذلك وبالأخص بعد سلسلة الهزائم المتتالية لهم. تخيل كل هذه السنين الصين تستفيد من هذا الوضع، ولكن حان الوقت لأن يكون أصدقاء الأمس أعداء اليوم والغد أيضاً.
* وازاء هذا الموقف كيف ترك كانت حالة العلاقات بين الصين وامريكا؟
* * لذلك تستعد أمريكا لحرب مصيرية مع الصين، وهي بالطبع تخشي أن تتحد الصين والإسلام.. أمريكا في هذه الحرب تعتمد علي العديد من الوسائل السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية.. وإن كان لكل من هذه الوسائل جوانب إعلامية ودعائية لا تخفي علي أحد إلا أن الوسائل الإعلامية أهم وأبرز أدوات التنفيذ في خطة الولايات تجاه الصين وهي من أكثرها تأثيراً وستكون علي النحو التالي: 1- تعمد الولايات المتحدة الأمريكية إظهار الصين بصورة مشوهة مزرية وذلك باستبدالها بصورة الروس النمطية في جميع وسائل الإعلام وبالأخص علي المستوي الدولي في الصحف، الكتب، المعارض، وسائل الإعلام الالكترونية إلي جانب السينما.. ولقد أحرزت أمريكا تقدماً هائلاً في هذا الميدان، فقامت بتحقير الصين وإلحاق أشنع الأوصاف بها وبأبنائها وبقيادتها وبإرخاص حقوقها. 2- قامت بتشويه صورة الصين عند العرب والمسلمين بدس منتجات عليها صور وكتابات حقيرة عن الرسول "صلي الله عليه وسلم" والإسلام وسط البضائع و المنتجات الصينية إن المنطق ليرفض مثل هذا الهراء و البلاهة والعته بأن يقبل أن تقدم الصين علي ذلك لأنها ببساطة ستصبح كشركة قدمت منتجاً أنفقت عليه الكثير من المال ثم تناولت هذا المنتج في حملتها الإعلانية -بمزيج تسويقي وترويجي متكامل- بسلبية منقطعة النظير وذلك تحت استراتيجية إعلانية 'احذر هذا الدواء.. الدواء فيه سم قاتل'. 3- وقد جندت أمريكا حفنة من أراذل الشعوب 'قادة الرأي، جماعات الفرقة' وعهدت إليهم بمهمة ليِّ الدين الإسلامي وتطويع نصوصه.. زوراً وبهتاناً ليثبتوا للمسلمين أن قوم 'يأجوج ومأجوج' المنصوص عليهم في كتاب الله هم أهل الصين.. فلم يجدوا أبرع من رجال الدين للقيام بمثل هذا الدور حيث إن جماهير المسلمين يثقون في سمتهم الإسلامي، ونحن لا نقول هذا من فراغ فلقد أقدم علي مثل هذه الفعلة الداعية 'طارق سويدان'. وكان الأحري به أن يصف الأمريكان أو كل القوي الاستعمارية التي عصفت بالديار والعباد من قبل مثل الإنجليز والفرنسيين، والإيطاليين والإسرائيليين الذين تدعمهم القوي الغربية الحاقدة بقيادة أمريكا.. وهذا إن جاز شروعاً.. فالأحري أن تفسر أيها الداعية كتاب الله علي مراد الله سبحانه وتعالي وليس علي هوي أمريكا ونحن نسألك سؤالاً: أيوجد للصين قاعدة عسكرية في بلاد المسلمين أو في الكويت بلدك؟. 4- يرتبط بالعرض السابق نقطة أخري في غاية الأهمية، تتعلق بالمواجهة العسكرية وبالطبع هي لن تقدم علي هذه الخطوة تجاه الصين لأن أمريكا أجبن ما تكون فهي تماماً كالفئران تسعي في الليل، وستبني استراتيجيتها في هذا الصراع علي سيناريوهين: السيناريو الأول: ستعهد أمريكا بهذه المهمة العسكرية إلي المسلمين، وذلك بتجييش الرأي العام الإسلامي خلف قيادة منتصرة ولن تجد قيادة أفضل من القادة الأفغان المنتصرين علي توهم علي الاتحاد السوفيتي.. إلا أن هذه الاستراتيجية ستكون صعبة للغاية بل مستحيلة، لأن هذه القيادات الأفغانية قد ثبت للأمة الإسلامية أنها قيادات دعية انحرفت عن جادة الصواب وتطاحنت فيما بينها حتي وصل بهم الحقد إلي الاقتتال فأصبحت في صورة مزرية يشمئذ منها المسلمون 'إذا التقي المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار'. وعليه ستقوم أمريكا بأعمل المساندة لأي تيار جديد علي أجمل ما تكون الصورة الإسلامية، للفت أنظار المسلمين إليها وتعلقهم بها، وذلك لكي يتم لهم المراد عسكريا ضد المارد الصيني القادم.. فتكون بهذا السيناريو قد أوقفت الصين وفي نفس الوقت أطاحت بأسطورة الجهاد وشعلته المتقدة في نفوس أبناء الإسلام بعد انتصارهم علي الاتحاد السوفيتي ودحره في أفغانستان وهي في نفس الوقت مطمئنة أن هذا التيار 'لن يخرج من قبضة يدها. وإن كان هذا السيناريو قد خرج من قبضة يدها كلية بعد أن قلبت 'الطالبان' ظهر المجن لأمريكا.. هذا بالاضافة إلي الفشل الذريع الذي منيت به أمريكا في محاولة استقطاب الصينيين المسلمين المشاركين في الجهاد الافغاني عن طريق إغرائهم بالانفصال عن الصين وقد وفقنا الله في هذه، عن طريق أخونا المجاهد عبدالخالق الصيني وبالمناسبة هو من مجموعة الـ 23 خريجي وارسك.. فقد انطلقنا من خلال لاحباط هذا المخطط حيث إنه لو تم لنشب الصراع بين الصين والمسلمين أو في أحسن الحالات لتأزمت العلاقات. السيناريو الثاني: بما أن الصين تحاول لعب دور صديق الإسلام بموقفها من باكستان ومساعدتها لها في برنامجها النووي، ومنذ وفاة 'ماو' بدأ الصينيون يُحِّسنون صورتهم عند المسلمين ووقع أول تغيير في الاستراتيجية في آخر عام 1980 عندما أعلنت الصحيفة الرسمية أن المنهج الماوي القديم قد تخلي عنه ليحل محله منهج علمي في معالجة مشكلة القوميات، وُمنعت كل الأنشطة الملحدة ضد الإسلام وأعيد فتح المساجد وبناء مساجد جديدة، وفي عام 1980، سمحت حكومة الصين رسميًا للكازاك والأغور باستخدام الابجدية العربية وهو ما يرغب فيه المواطنون المسلمون ويرحبون به للغاية هذا بالاضافة إلي أن تاريخ الصين ليس به أي علاقات سيئة مع المسلمين والعرب.. وبما أن أمريكا قد فشلت بوضع الأسفين في العلاقة كما بينا في الاتجاهات السابقة إذن ليس لديها خيار أو بديل عن المجابهة العسكرية.. ولكنها بالطبع لن تجرؤ علي هذه المجابهة مع الصين بل ستعمد بها إلي أضعف حلقات هذا الحلف وهو بالطبع المسلمون لأن أحدا لن يجروء علي الاعتقاد بأن المسلمين في حالة تسمح لهم بالانتصار وستقف الصين في السيناريو المعد من قبل أمريكا موقف المتفرج لأن القيادات العربية والاسلامية قد ثبتت عمالتهم وخيانتهم لأمريكا لأنهم وكلاء استعمار واحتلال لأوطانهم بالنيابة عن أسيادهم الأمريكان. إن الصين لن ولم تنخدع أبدًا بأشكال التقارب الكاذب من قبل حكام العرب والمسلمين إليها حيث إنهم جميعًا في عقيدتها أزرار تجسس من قبل أمريكا موضوعة في الكرفتات أو الزوايا والأركان، أو النعال لأنهم إما أدوات للتجسس أو لإفراغ أزمات شعوبهم تجاه أسيادهم الأمريكان. فالعرب والمسلمون مع الصين هم الفيتو الحقيقي علي طموحات أمريكا، فالصين لم تواصل نموها وصعودها كقوي كبري إلا بكسب المسلمين بما يقدمون للصين من مواد خام كالبترول الذي هو إكسير الحياة بالنسبة للصين وكذلك كقوي استهلاكية كبري لصادرات الصين أما بالنسبة للمسلمين فلن يخرجوا من وضعهم الراهن إلا بالتعاون مع الصين وهذا ما تفرضه طبيعة الأشياء. لكل هذا الصين لن تقف موقف العداء تجاه أي حركة توحدية أو ثورة حقيقية يقوم بها أي تيار بشرط أن تكون ثورة حقيقية وليست أعمالاً من قبل أراذل الشعوب مدفوعة من أمريكا وبأيدي حكام متآمرين لإجهاض 'غضبة الشعوب والتهيئة الاجتماعية التي وصلتا بالمنطقة إلي حالة مخاض حقيقية. فالصين لن تنخدع بكفاية أو تحالف من أجل إنقاذ كذا أو أي جماعة أو حزب واقفة كحائط صد في منطقة بينية لحجز غضبة الشعوب عن فساد وخيانة الحكام بما يقدمونه من ضلع في الثالثو الدنس مع الصليبية الدولية والصهيونية العالمية. .. فالبعض الذي يدق طبول الحرب، وهو عين ما تريده أمريكا وإسرائيل، لأن أحدًا مهما كانت سخافته لا يستطيع أن يزعم قدرتنا علي هزيمة إسرائيل وأمريكا لو نشبت الحرب اليوم.. في ظل الوضع العربي والإسلامي المتردي.
* هل العلاقة بين الصين والمسلمين تشكل "فيتو" في وجه طموحات الولايات المتحدة الامريكية؟
** البعض الذي يدق طبول الحرب، وهو عين ما تريده أمريكا وإسرائيل، لأن أحدًا مهما كانت سخافته لا يستطيع أن يزعم قدرتنا علي هزيمة إسرائيل وأمريكا لو نشبت الحرب اليوم.. في ظل الوضع العربي والإسلامي المتردي. الحرب المطلوبة، المحتومة، سيحمل عبئها الشعب المصري وكل العالم الاسلامي. فياليت الذين يدقون طبول الحرب كانوا سذجًا، إذن لانحصرت المشكلة في جهلهم فعلمناهم، ولكنها العمالة والمكاسب التي يحصدونها ليل نهار. .. والحرب لو قامت ستلحق الهزيمة طبعًا بالآخرين السذج الذين دقوا طبول الحرب.. هذا إن كانت السذاجة حقيقتهم. أعني أنهم يريدون الحرب بلا مبدأ بل يريدونها بمكسب.. الحقيقة تقول إنهم يستفيدون ماديًا من رفع أصواتهم والمتاجرة بالبناء للحرب. .. هذه الحرب المقبلة مسألة حتمية ومصيرية بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فهي تسعي لخوضها مع هذا الفيتو ليل نهار 'الصين ـ المسلمين' وذلك من خلال الحلقة الضعيفة وهي المسلمون وخاصة العرب. فأمريكا ستشن هذه الحرب لأنها تقدم لها عدة نجاحات مهمة منها: 1 ـ إجهاض الثورة المتولدة في رحم الأمة الاسلامية وبقية الشعوب المقهورة. 2 ـ ضرب المارد الصيني المناوئ لها. 3 - اعادة دورة حياة الامبراطورية , بعد وصولها الي مرحلة الشيخوخة حيث انها سنة كونية لا يمكن تفاديها الا بقيام حرب كبيرة تخرج منها الولايات المتحدة الامريكية منتصرة لنفسها ولعصر المتكسبين , وللاسف لا تجد امريكا تيار يستطيع ان يقوم بالحرب الا تيار الجهاد وخاصة القاعدة التي لها شرف الانتصارات السابقة ’ وما المنادين لهذه الحرب الا ابواق وطبول من اراذل الشعوب ’ تستغلها امريكا واعوانها من اعوان المنطقة لاشعال فتيل الحرب المطلوبة ’ لذلك احذر اخواني المجاهدين من هذه الخطوة والا ينخدعوا ويقعوا في هذا الشرك’ تحت ما تزعمه الولايلات المتحدة من وهم معركة "هرمجدون" حيث انها وقعت ايام سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهي "اليرموك" فاحذر اخواني المجاهدين حتي لا ينخدعوا فيكونون سكينا في ظهر المسلمين’ وكل ما اطلبه منهم هو العمل علي وحدة المسلمين اولا وقبل كل شيء : وحدة حقيقية علي البر والتقوي وليست وحدة اراذل الشعوب , حيث ان استراتيجية الاستعمار ليست فقط كما هو شائع " فرق تسد " وانما ايضا "وحد تسد" بسم الله الرحمن الرحيم وتعاونوا علي البر والتقوي ولا تعاونوعلي الاثم والعدوان".
* ذكرت الدليلين الشرعي والعقلي فماذا عن الدليل الثالث؟
**الدليل الثالث هو دليل واقعي ويتمثل في مراحل ثورة القاعدة وهي كالتالي: المرحلة الأولي: التكوين والإرادة
المرحلة الثانية: الاختراق المزدوج
المرحلة الثالثة: الانهيار.. وما بعد الانهيار
المرحلة الرابعة: البعث والإحياء 'الخديعة الكبري'.
اما عن خطة عمل المرحلة الأولي فهي
1 ـ البدء في التحرك العملي 'اختيار بن القيم وأبوحنفي للإدارة والحملة في القاعدة كأهم منصبين فيها'.
2 ـ البرامج التدريبية وإنشاء معسكرات جديدة والاستمرار في المعارك ضد العدو الروسي.
3 ـ اختبار كل من فروض الميزان التمييزي ونظرية الثورة.
4 ـ الإيكال بكثير من المهام والأدوار إلي مجموعة 23 'شباب وارسك'.
5 ـ بناء الهيكل التنظيمي للقاعدة وهو كالآتي:ـ
أ ـ القاعدة العقائدية والفكرية.
ب ـ القيادة.
جـ ـ الحركة بشقيها السياسي والعسكري.
د ـ القاعدة الإعلامية.
هـ ـ القاعدة الاقتصادية.
6 ـ البحث عن أماكن أخري غير أفغانستان بشرط ألا تكون أماكن متوترة مثل 'كشمير، فلسطين' بل المطلوب أماكن مثل 'السودان، الصومال، الفلبين' ومقارعة أراذل الشعوب بالحجة في كل مكان.
المرحلة الثانية: الاختراق
النوع الأول من الاختراق وهو من قبل:ـ
أ ـ القاعدة
ب ـ اسامة بن لادن مباشرة لجماعات وأحزاب الفرقة، وما له وما عليه في هذا الأمر.
النوع الثاني من الاختراق: ـ
أ ـ وهو ما تم من جماعات وأحزاب الفرقة للقاعدة سواء من الداخل مثل إلحاق الأفراد التابعين لهم في القاعدة.
ب ـ اختراق لأعمال القاعدة من قبل هذه الفصائل مثل ما حدث في السودان واليمن 'تنظيم الجهاد ـ الجماعة الإسلامية' أيمن الظواهري، عمر عبدالرحمن.
جـ ـ المنافسة في استراتيجيات العمل وما ترتب عليه من سقوط أهداف حيوية وسطو علي نجاحات القاعدة وعدم استثمارها بشكل صحيح، اشارة إلي عملهم في دولهم بأساليب خاطئة: التنظيمات السرية ـ اللعبة الديمقراطية.
المرحلة الثالثة: الانهيار وما بعد الانهيار
أ ـ محاولة إثبات الوجود تفاديًا لما ألم بها من اختراقات 'معركة جلال آباد، التصدي لصادم حسين في تهديده لدول الخليج وما أعقب هذه الخطوة من تعنت ورفض شديدين من قبل الحكومة السعودية وما استتبعه من تحول إلي معاداة الأنظمة العربية التي تآمرت مع الغزو الغربي بقيادة أمريكا للمنطقة، مجموعة المشكلات والظروف غير المناسبة التي واجهت القاعدة في السودان من قبل أيمن الظواهري وعمر عبدالرحمن'.
ب ـ ما بعد الانهيار متمثلاً في هذه النقاط كعلامات فارقة في مصير القاعدة والأمة الإسلامية:
1 ـ أحداث دار السلام ونيروبي والمدمرة كول في اليمن.
2 ـ أحداث 11 سبتمبر.
المرحلة الرابعة: البعث والإحياء
'القاعدة ليست هي القاعدة ـ والقاعدة اللاقاعدة ـ القاعدة والاستثناء'
أ ـ أمريكا تقود الغرب في تقديم القاعدة للمسلمين في ثوب المنتصر مثل أعمال المقاومة الناجحة في العراق وأفغانسان، وذلك بقدر معين محسوب بدقة.
ب ـ وهذه النقطة وثيقة الصلة بالتي قبلها وهي نفي التهم والافتراءات التي ألصقوها بالقاعدة وذلك من خلال طرف خفي علي طريقة سري جدًا المعهودة فيهم.
جـ ـ وبناء علي ذلك:
1 ـ إجهاض الثورة الحبلي بها الأمة الإسلامية.
2 ـ تجديد دورة حياة الإمبراطورية الأمريكية.
3 ـ وسحق المارد الصيني. وهو الدليل الذي سنأتي اليه في الحلقات التالية من الحديث