قبل يوم واحد فقط من مهاجمة منطقة دماج بصعدة ظهر الزعيم السياسي لحركة الحوثيين "صالح هبرة" على قناة المسيرة قائلاً "إن اليمن تسير إلى خير" ظناً منهم انه جاد فيما يقوله، حيث تداولت كلامه وسائل إعلام يمنية وغير يمنية وكأنه الرائد الذي لا يكذب أهله، ولكن خاب ظنهم، فقد هاجم الحوثييون دماج لمحاولة خلق أكبر فتنة طائفية باليمن، فهم لم يهجموا على منطقة بعينها وإنما هاجموا طائفة تنتشر انتشار الذر على ربوع اليمن.
وقبلها ايضا وفي العشر الأواخر ظهر محافظ صعدة "فارس مناع" بمختلف وسائل الإعلام المحلية داعيا أبناء محافظة صعدة بتسديد الزكاة إلى الدولة، حيث احتفت وسائل الإعلام اليمنية الرسمية وغير الرسمية بخطابه طناً منها أنه الصادق والمُصَدق، فلم تلبث صعدة إلا اسبوع واحد حتى هاجم الحوثييون منطقة "منبه" بمختلف الاسلحة الثقيلة والمتوسطة بعدما صدقوا كلام المحافظ ورفضوا دفع الزكاة "الخمس" للحوثيين، فكان جزائهم التشريد والتنكيل وحصيلة 25 قتيل وعشرات المصابين، بالإضافة إلى تشريدهم تجاه السعودية.
بعدها اعتذرت الحكومة للحوثيين يوم أمس بالقنوات الرسمية عن حروب صعدة، فيما لا يزال هو يخوض حرباً ضروس بالمدافع والدبابات والرشاشات التي غنمها واشتراها من الدولة ضد أهالي منطقة دماج بحجة أنهم أجانب، (وإن كانوا أجانب.. هل يجوز قتلهم؟) رغم انهم لا يتجاوزوا الـ 2% من المتواجدين في المنطقة.
اعتذرت الحكومة رسمياً للحوثي لكنه لم يعتذر عن حمل السلاح، ولسان حاله يقول: "الجواب ما ترى لا ما تسمع".
الدولة التي تمارس المداهنة والمجاملة ستجني ما تزرعه قريباً، فيجب عليها أن تعلم ان حرب الحوثي ضد دماج لا يضعها في مأمن وإنما هو محاولة لتأمين ظهره من أجل التقدم إلى الحكومة، فخلاياه منتشره في العديد من المناطق (صعدة، الجوف، حجة، عمران، حرف سفيان، معبر، الرضمة..وقبلها صنعاء..الخ) فهو يُعد العدة ليس للنزهه وإخلاء السلاح، وإنما للمواجهة، وستندم الحكومة عما قريب..
(فستذكرون ما أقول لكم)