مذ أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما أنه يريد موافقة الكونغرس لتنفيذ عدوانه الذي وصفه بالمحدود على سورية؛ أصبح العدوان على سورية هو النغمة السائدة في أروقة الكونغرس الأميركي ، أو كما وصفته وسائل الإعلام " أسبوع حافل بشد الحبال الأميركية" .
بالأمس حث أوباما الكونجرس خلال اجتماع في البيت الابيض على سرعة التحرك لإجازة استخدام القوة العسكرية في سوريا وحصل على دعم زعماء من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في مجلس النواب لتوجيه ضربات محدودة لسوريا ، وجاء التأييد في الوقت الذي يكثّف فيه أوباما جهوده لكسب التأييد لضرب سوريا. وبعد الاجتماع قال أبرز اثنين من الجمهوريين في مجلس النواب وهما جون بينر رئيس المجلس واريك كانتور زعيم الأغلبية بالإضافة إلى زعيمة الديمقراطيين نانسي بيلوسي انهم سيدعمون العدوان على سوريا.
وفي الأسبوع الحافل بشد الحبال الأميركية ؛ قدّم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ووزير الدفاع تشاك هاجل بدورهما مبررات الإدارة الأميركية لضرب سوريا خلال جلسة عقدتها الثلاثاء لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ. وستعقد اللجنة ايضا جلسة مغلقة اليوم الأربعاء لمناقشة المعلومات المخابراتية المتعلقة بسوريا. وقد تبدأ بعد ذلك نقاشا حول نسخة مجلس الشيوخ من مشروع القانون بعد ظهر الأربعاء بهدف عرضها على مجلس الشيوخ بكامل اعضائه الاسبوع القادم.
ويعود مجلسا النواب والشيوخ من عطلتهما الصيفية في التاسع من سبتمبر. وتتعين موافقة المجلسين على التفويض ولكن ما زال من غير الواضح ما اذا كانت إدارة أوباما ستحصل على الاصوات اللازمة.
ويسعى أوباما للحصول على موافقة الكونجرس لكنه سبق وأن قال إنه لا يحتاج فعليا تفويضا بضرب سوريا.
معلوم أن في الكونغرس من يخشى من أن تتورط الولايات المتحدة عميقاً في سورية ما يعيد إلى الاذهان مآسي حروب العراق وأفغانستان وخيباتها. حروب حذّر من اندلاعها الرئيس السوري بشار الأسد إذا وجهت ضربة عسكرية إلى بلاده.
بحسب صقور الجمهوريين مثل ماكين وغراهام فإنه "يجب أن يعطي الكونغرس الضوء الأخضر للعدوان واحتمال الرفض سيكون كارثياً". وكشف غراهام عن أن الإدارة الأميركية في صدد إعداد خطة صلبة لتعزيز قدرات ما يسمى الجيش السوري الحر واحتواء قدرات الرئيس السوري.
أما في التشريع فقد بدأ المشرعون الأميركيون العمل على إعداد نسختهم من مشروع قانون للتفويض باستخدام القوة العسكرية في سورية في ظل تخوف العديد منهم من أن يفتح المشروع الذي أعده أوباما الباب أمام إمكانية استخدام القوات البرية أو شن هجمات على دول أخرى. وبحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية فهناك ثلاثة سيناريوهات لأوباما بوجه الكونغرس.
في السيناريو الأول: الكونغرس يعطي الضوء الأخضر. في هذه الحال، يخرج أوباما أكثر قوة من الاختبار السياسي، ومعه الشرعية الكاملة لشن ضربات ضد سورية.
السيناريو الثاني: الكونغرس يرفض شنّ الضربة، وأوباما يتجاوزه. لافتة إلى أنه "في الواقع، إن الرجوع إلى الكونغرس ليس لازماً إلا إذا أعلن رسمياً عن الحرب، بمعنى آخر، يمكن لأوباما أن يختار شنّ الحرب، وليس إعلان الحرب". وأشارت إلى أن "الاختلاف بين العبارتين سمح لجورج بوش بالتدخل في العراق من دون موافقة البرلمان".
السيناريو الثالث: الكونغرس يرفض شن الضربة، وأوباما يلتزم. وأشارت إلى أنه "إذا تحقق ذلك، سيخسر الرئيس وواشنطن الكثير من مصداقيتهما". ولفتت إلى أنه "لحفظ ماء الوجه، قد يبحث أوباما عن فرض عقوبات جديدة ضد سورية، أو يسعى لمحاولة إيجاد حل سياسي عبر المؤتمر الذي تدعو إليه روسيا"..
فأي سيناريو من الثلاثة السيناريوهات لأوباما مع الكونجرس سيكون ؟.. ذلك ما ستبيّنه الأيام المقبلة