أخبار الساعة » مال واعمال » اخبار التكنولوجيا

سبعيني يمني متقد احلاماً وطموحاً يبتكر آلة صناعية، ويحرم عنه الدعم والتشجيع

جبر صبر
- مأرب برس

 جرت العادة أن الطموح والابداع، والسعي لتحقيق الأحلام مقتصرا على الشباب، ومنهم في سن متقدمة، ويتوقف ذلك عن كبار السن ..إلا ان العم طاهر علي قائد الذيباني ذا السبعين عاما، كسر تلك القاعدة، ولا زالت روحه تتقد بالطموح والآمال، ساعيا لتحقيق حلمه وتنمية مهاراته الإبداعية، من خلال قيامه بابتكار اله انتاجيه معمل كصناعه تحويليه لحبوب القمح وتفرزها الى اربعه اصناف في آن واحد هي( سميد حلوى البسبوسة، علف الدواجن، هريش ناعم، هريش خشن ).

العم طاهر 70 عاماً والذي بدأ بالعمل يدوياً في منزله على انتاج (الشربة الرمضانية)، قبل ست سنوات، ويبيعها على المحلات الكبيرة المشهورة بالعاصمة صنعاء كمصدر رزق وحيد يعيل به أسرته.. وعندما رأى ان العمل لديه في ذات المجال بدأ يكبر ويزداد في الاحتياج والطلب، بدأت تراوده فكرة أن يتوسع في ذات العمل آلياً .

ولأن "الحاجة أم الاختراع" كما قال وهو يروي قصة نجاحه لـ"مأرب برس": فسعى لابتكار تلك الآلة المكونة من الحديد والبلاستيك، حتى استطاع تحقيق ذلك الحلم، فأنشأها وطورها على مدى عامين كاملين، وبتكلفة 800 الف ريال"، حتى اصبح يعمل من خلال الآلة التي ابتكرها، ليضاعف من عمله ويتوسع في مبيعاته، إذ أن الآلة التي تقوم بعملية الصناعة التحويلية تصل طاقتها الانتاجية الى 30 كيس قمح يومياً ".

 وعلى الرغم مما حققه العم طاهر من إنجاز وابتكار، إلا انه كما يقول :"اصطدم بعدم التشجيع والدعم من قبل الحكومة والجهات المعنية خاصة منها وزارة الصناعة، التي تقدم اليها للحصول على براءة الاختراع لابتكاره، فضلاً عن عدم وجود دعم حتى يستطيع أن يطور من آلته الصناعية". وكما يقول": لو وجدت الدعم والتشجيع في ذلك لعملت على تطوير الآلة بشكل أفضل"، مستدلاً بقوله" ألم تمر أجهزة الهاتف وغيرها بمراحل عدة من التطوير، وكيف كان الهاتف من قبل، وكيف أصبح الآن "!!.

 أضطر العم طاهر الذيباني أن يشارك ولأول مرة في معرض فعاليات المنشآت الصغيرة والأصغر 2013م والمقام حالياً في حديقة السبعين بصنعاء، وتنظمه شبكة اليمن للتمويل الأصغر- لإبراز آلته لعلها تلفت الجهات الرسمية المختصة، فتمنحه براءة اختراع، فضلا عن دعمه لتطويرها ".

 وبعد أن كان طاهر يعمل بشكل أفضل ويدر عليه عمله ارباحاً كبيره، إلا انه وحسب قوله:" تضاءل العمل وتدهور منذ 2011م، ولم يعد كالسابق، حتى انه اضطر للاستغناء عن عمال لديه، كما اضطر لأن يقوم باستخدام احدى غرف منزله الشعبي المكون من ثلاث غرف، لوضع الآلة فيها، والعمل منها ".

وفي ظل طموحه وآماله يتمنى طاهر الذيباني لو كان لديه "حوش" في منزله ليضع الآلة الكبيرة فيه، ليعود العمل كما كان من قبل ".

بدايات نجاحه 20 ألف ريال :

العم طاهر لم ينسى أن يشير الى بدايات نجاحه، حيث بدأ كما قال: باقتراض مبلغ 20 الف ريال من قبل برنامج آزال للإقراض، وفي ظل نجاحه المستمر والمتصاعد حتى وصل قرض البرنامج له بمبلغ نصف مليون ريال ".

ويختتم طاهر الذيباني حديثه بانتقاده لاقتصار جائزة رئيس الجمهورية السنوية على الشباب، في حين أن هناك منهم أكبر سناً لديهم ابتكارات قد تفوق قدرات الشباب". حسب قوله .

داعياً بذات الوقت الحكومة والجهات الداعمة الى دعم وتشجيع اصحاب الابداعات والابتكارات، والتي تصب في الأخير في مصلحة الوطن ".

الجدير ذكره أن التمويل الأصغر بدأ في اليمن عام 1997م، برعاية الصندوق الاجتماعي للتنمية وبعض المانحين، ليلعب دوره بنجاح، واصبح ينمو ويتطور، حتى شهد التمويل الأصغر تحولات كبرى، جعلت من اليمن الدولة الأولى عربيا في ذات المجال عام 2010م .

ومن التحولات التي شهدتها اليمن تأسيس شبكة وطنية للتمويل الأصغر وهي(شبكة اليمن للتمويل الأصغر) وتضم في عضويتها 14 برنامجاً ومؤسسة تقدم خدمات التمويل الاصغر بكافة ارجاء اليمن، وتخدم بذلك أكثر من 90 ألف مقترضاً نشطاً، ومئات الآلاف من المدخرين .

 

Total time: 0.055