أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

د . ابو بكر القربي لمجلس الامن . دعم المجتمع الدولي لليمن محدوداً وسبع من فرق الحوار الوطني التسع انجزت عملها

- صنعاء

القى الدكتور أبو بكر القربي وزير الخارجية كلمة امام مجلس الامن اليوم في مدينة نيويورك الامريكية
 
اليكم بعض ما قال :
واذا كان مجلس الأمن قد اسهم في رعاية المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ودعمها بإصدار قراريه رقم 2014 و2051 فأنكم بلاشك تدركون ان الدور اليمني من خلال قياداته على جانبي الصراع قد اظهر الحكمة بالقبول بالحل السلمي وتحقيق انتقال ديمقراطي للسلطة، كما ان دور فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي في إدارته للازمة بعد انتقال السلطة إليه تميز بالقدرة على احتواء كافة الأطراف ودفعها للعمل معاً لتنفيذ المبادرة الخليجية وفقاً لآليتها المزمنة، كما استطاع نزع فتيل الصراع المسلح وتوجيه كافة الاطراف نحو الحوار الوطني الشامل الامر الذي عكس مدنية وحضارة الانسان اليمني وتغليبه لمصلحة الوطن على مصالح القبيلة أو الحزب او الفرد فكان مؤتمر الحوار الوطني منبراً للتعبير الحر والشفاف والشجاع عن المواقف المتباينة واحياناً المستفزة، ولكن ذلك كله كان في النهاية الوسيلة المُثلى لتقبل الرأي الأخر واحترامه، والسبيل إلى تقديم التنازلات حرصاً من الجميع على انجاح المؤتمر وأصبح النموذج اليمني في حل الازمات السياسية نموذجاً يحتذى .
 
لقد استمعتم في هذا المجلس على مدار اكثر من عامين إلى عدد من الإحاطات التي قدمها السيد جمال بن عمر والتي اظهرت التزام اليمنيين بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وبالحوار الوطني الشامل طريقاً لاخراج اليمن من ازمتها السياسية والسير بها نحو يمن جديد.
 
وعن دور الرئيس هادي قال القربي :
ولقد بذل فخامة الرئيس عبد ربه منصور هادي جهوداً مضنيه مُنذ تحمله مسئولية المرحلة الانتقالية لتعزيز الأمن والاستقرار وتحسين الاوضاع الاقتصادية رغم المحاولات المستمرة للاضرار بها نتيجة اعمال الارهاب والتخريب، كما كان حريصاً على رعاية وادارة الحوار الوطني الشامل و فك عقداً كثيرة كانت تواجهه بالصبر والمثابرة على ايجاد الحلول، وعلى الرغم من ذلك الجهد فان بعض القوى السياسية المشاركة في الحوار تعمدت تجاهل الاهداف الخمسة الرئيسية التي جاءت في المبادرة الخليجية وفي مقدمتها الحفاظ على وحدة اليمن وأمنه واستقراره التي اكد عليها قراراي مجلس الأمن 2014 و2015 وبالتالي فان من الأهمية بمكان التأكيد على ان الحلول التي يتفق عليها اليمنيون يجب ان لا تنحرف عن هذه الاهداف الخمسة ، ولذا فان على مجلس الأمن مسئولية التمسك بقراراته ورفض اية طروحات لا تلتزم بتلك الاهداف لان الخروج عليها معناه اعطاء الفرصة لكل طرف للتنصل عّما يريد من مكونات المبادرة الخليجية والعودة باليمن إلى المربع الاول مربع العنف والصراع وهو ما تجنبناه ونجحنا في تحقيقه في اليمن حتى الآن نتيجة لتبني المبادرة الخليجية و وحدة موقف مجلسكم مع دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في دعم المباردة .
 
وعن الحوار الوطني واخر ما توصل الية الاعضاء في الفرق التسع من قرارات قال:
لقد شملت إحاطة السيد جمال بن عمر مجمل التطورات في العملية السياسية منذ احاطته الأخيرة واود هنا ان اضيف ان سبعاً من فرق العمل التسع قد انجزت عملها عدا فريق القضية الجنوبية وفريق بناء الدولة الا ان عمل الفريق الأخير متوقف على نتائج عمل فريق القضية الجنوبية وبالذات ما يتعلق بشكل الدولة. وفي محاولة لحسم هذا الخلاف تم تشكيل لجنة مصغرة من سته عشر عضواً من فريق القضية الجنوبية تُمثل فيه كافة المكونات السياسية في اللجنة وعلى اساس ثمانية اعضاء من ابناء المحافظات الشمالية وثمانية اعضاء من ابناء المحافظات الجنوبية بهدف تقريب وجهات النظر وتحقيق توافق على شكل الدولة، الا ان المخاوف من تبني صياغات غير واضحه تفتح الباب امام احتمالات الدعوة للانفصال في المستقبل قد اعاقت عمل اللجنة المصغرة . إلا انه وبعد تدخل فخامة الرئيس والسيد جمال بن عمر استأنفت اللجنة اجتماعاتها من جديد ومن المؤمل ان يتمكن السيد جمال بن عمر من تجسير الهوه القائمة بين المتحاورين. ونظراً لأهمية هذه النقطة على نتائج الحوار ومستقبل اليمن فان علينا إتاحة الفرصة للتوافق كما فعلنا مع المبادرة الخليجية عندما انتظرنا حتى تم التوافق على وضع آلية تنفيذيه لها فهدفنا الرئيسي يجب ان يكون نجاح المرحلة الانتقالية والحوار الوطني والوصول بهما إلى تحقيق الهدف المنشود منهما وبصورة كاملة
 
كما أكد أن دعم المجتمع الدولي لليمن لايزال محودا حيث قال :
 
أن دعم المجتمع الدولي لليمن لايزال محدوداً رغم ادراكه ان اليمن سار في طريق حل الازمة السياسية بأسلوب لا يستحق الاشادة فقط وانما الدعم وتوفير كافة الامكانيات حتى يتسنى له المضي قدماً في طريق النجاح والوصول باليمن إلى مرحلة الاستقرار الحقيقي وذلك بلا شك سيكون اقل كلفه على المجتمع الدولي من انجراف اليمن إلى طريق العنف والصراعات ولكي يبقى اليمن الشمعة المضيئة في تجربة الربيع العربي والتي يجب الحفاظ عليها .
واجد لزاماً عليّ هنا ان اذكر مجلسكم الموقر بالمعاناة الانسانية التي يتعرض لها ما يقرب من ستمائة الف نازح يمني نتيجة الحروب والعناصر الإرهابية ووجود اكثر من مليون لاجئ من القرن الأفريقي بالإضافة الى البطالة والفقر وسوء التغذية التي تهدد حياة أربعين في المائة من الشعب اليمني ، الا انه برغم هذا الوضع الإنساني الصعب فان خطة الاستجابة الانسانية للعام الجاري 2013 لم تحظى الا على أربعة وأربعين في المائة من المبلغ المرصود الامر الذي يتطلب من مجلس الأمن البحث في سبل توفير العجز للاحتياجات الانسانية على اعتبار ان ذلك يُعد عنصرا هاما لاستقرار اليمن .
 
وختم القربي كلمتة بقولة :
ان الشعب اليمني يتطلع إلى موقف واضح من مجلسكم يؤكد كما اعلنتم دائما التمسك بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية وقراري مجلس الأمن رقم 2014 و 2051، وان مخرجات الحوار الوطني وليس سواه هي الوسيلة الوحيدة لصياغة المستقبل الجديد لليمن، وان اليمنيين وحدهم هم اللذين سيقررون مستقبلهم، وان اليمن الموحد هو مطلب يمني ودولي من اجل الحفاظ على امن واستقرار اليمن والامن والسلم الدوليين . كما اننا على ثقة بانكم ستكونوا دائماً سنداً لليمن كما عهدناكم دائماً، ونؤكد لكم بان اليمنيين من جانبهم مصممون على نجاح نموذجهم الفريد للحل السلمي للأزمة السياسية في اليمن وإنهاء المرحلة الانتقالية وفقا لما هو مخطط لها.
 
اشكركم على حسن استماعكم وعلى كل إسهاماتكم لدعم اليمن .

Total time: 0.0492