أخبار الساعة » كتابات ومنوعات » على السريع

الشاعرة المغربية: فاطمة بوهراكة لأخبار الثقافة: إننا أمام أمر بالغ الأهمية.. ليست القصيدة فقط من تشعر بالعزلة بل الشاعر أيضا

شاعرة مغربية مبدعة وجميلة داخل نصها الشعري، تمنحك مجموعة من المشاعر داخل النص الواحد، متمكنة، تعرف ماذا تفعل وماذا تقول، وهي لا تكتفي بهذا، بل يبدو نشاطها الثقافي الكبير بقعة ضوء في مسارها الأدبي، فهي رئيسة جمعية شعرية، ومديرة مهرجان شعري، ومديرة شبكة صدانا الثقافية الالكترونية، والأهم أنها وراء أكبر وأهم موسوعة للشعراء العرب تم صدور طبعتها الأولى بانتظار بقية الأجزاء.. في هذا الحوار، فتحت لنا الشاعرة المغربية فاطمة بوهراكة عوالمها الإبداعية والثقافية ببساطتها وصدقها المعهود...

مجلة أخبار الثقافة: كيف تقدمين نفسك إلى القراء عادة؟

فاطمة بوهراكة: من مواليد فاس في 13 فبراير1974 
-  عضو مؤسس لمحترف الشعر المعاصر بكلية الآداب ظهر المهراز / فاس سنة 1996
- رئيسة جمعية دارة الشعر المغربي

- مديرة مهرجان فاس للإبداع الشعري . 
-  المدير العام لشبكة  صدانا الثقافية   www.saddana.com

- عضو حركة شعراء العالم بجمهورية تشيلي.
-   سفيرة السلام / عضو رابطة محبي السلام بالعالم / جنيف
-   عضو الاتحاد العربي للإعلام الالكتروني بمصر 
- عضو اتحاد كتاب الانترنت العرب بالأردن 
-   عضو المركز الافتراضي لإبداع الراحلين بسوريا 
-   عضو رابطة أديبات الإمارات

*  شاركت في العديد من الملتقيات والمهرجانات الشعرية منذ سنة 1991 وإلى يومنا هذا( أزيد من مائة ملتقى وأمسية )  
* ساهمت في أنجاز أربع دواوين مشتركة وهي:

احتراقات عشتار 1995

غدائر البوح 1996

وشم على الماء 1997

بهذا وصى الرمل 1998
لها ديوان شعر تحت عنوان اغتراب الأقاحي في طبعتين مترجم إلى اللغة الفرنسية من طرف الشاعرة فاطمة الزهراء العلوي سنة 2001 
*كما أصدرت شريطا شعريا يحمل نفس عنوان الديوان

لها  أيضا  ديوان : بــوح المــرايا الصادر عام 2009 بثلاث لغات : العربية , الفرنسية   والاسبانية   
* أجريت معها عدة لقاءات  إذاعية و صحفية وطنيا وعربيا : بمجلة شبابيك المالطية , إيلاف والمدينة السعودية, وكالة الشعر العربي, النور العراقية, النصر الجزائرية , التجديد المغربية ....إلخ 
*شاركت إلى جانب الشاعرة الكويتية الدكتورة  سعاد الصباح في إنجاز مسرحية شعرية تحت  عنوان '' فيتو على نون النسوة '' عرضت بالمركب الثقافي بمدينة فاس المغربية يوم السبت 28  يوليوز 2007

- معدة كتاب ( الموسوعة الكبرى للشعراء العرب بين سنوات 1956و2006) والتي صدر جزؤها الأول بألف شاعر وشاعرة من العالم العربي عام 2009 . برعاية كريمة من الشيخة أسماء بنت صقر بن سلطان القاسمي . تم تكريمها من قبل الاتحاد العربي للأعلام الالكتروني ( يناير 2010) بمصر .

مجلة أخبار الثقافة: قبل رحيله، تساءل محمود درويش: ماذا تبقى من الشعر كي يقال؟ هل بقيت القصيدة مقدسة كما كانت أول مرة؟

فاطمة بوهراكة: مما لا شك في أن الرائد محمود درويش ترك لنا إرثا شعريا جميلا وقد قال ما يمكنه أن يقوله  سواء من حيث الشكل أو المضمون , وقد سبقه في ذلك شعراء كثر كما سيأتي خلفه شعراء كثر لأنها صيرورة الحياة التي تنتج في كل عهد رواد معينين في أشكال إبداعية مختلفة. لكن الشعر والشاعر الجاهلي مثلا حظي بمكانة أقوى من بين جل العصور التي تلته فهو الناطق باسم القبيلة وهو المدافع عنها وهو الذي يشكو حالها و يفتخر بتاريخها العريق , إنه أشبه بحاكم قوي على بساط سلطة الشعر , الشيء الذي يغيب في عصرنا الحالي فالشعر هو عبارة عن هلوسات يقولها صاحبها ولا أحد مجبر بسماعها أو الاهتمام بها فما بالك بالأخذ بها كقانون لمسار الحياة التي كان الشاعر الجاهلي يشارك فيه بكل جد .

مجلة أخبار الثقافة: لعلي حين أتابع كقارئ ما ينشر هنا وهناك، في هذا العالم الافتراضي، أو في الإصدارات المطبوعة، أكتشف أن القصيدة تعيش حالة عزلة إزاء نفسها.. كيف تفسرين ذلك؟

فاطمة بوهراكة: إننا أمام أمر بالغ الأهمية والصعوبة أيضا ففي عصرنا هذا ليست القصيدة فقط من تشعر بالعزلة بل الشاعر أيضا , هذا المؤسس لهذه الكلمات والمغلوب على أمره ( مثله مثل باقي المبدعين في شتى أنواع الإبداع ) والسبب في ذلك حسب ظني راجع إلى أنا أمة لم تعد تفتخر بفكرها و ثقافتها في ظل المستجدات العصرية التي تعرف السلاح كأهم مؤشر على معنى القوة و الازدهار. العالم العربي كأنه قد تبرأ من مبدعيه و مفكريه واستسلم لما يصدره الغرب من تقنيات علمية بهدف تاسيس ما يمكن تسميته بالقوة الحربية حسب المناطق والبقاع العالمية , أما ما ينشد السلام والأمان فلا يهمهم في شيء .

مجلة أخبار الثقافة: هل القصيدة ما زالت تغري بالقراءة كما السابق؟

فاطمة بوهراكة: كما هو معروف فأن جمهور الإبداع جمهور نخبوي بسبب انتشار الأمية الكبرى ( ليس فقط في صفوف من لم يسعفهم الحظ في التعليم بل حتى بيع بعض المتعلمين ) داخل المجتمع العربي الذي سبق وذكرت أن أخر اهتماماته هو الحقل الثقافي والفكري ويمكننا الرجوع إلى الميزانية المخصصة لهذا الشأن حتى نتعرف على صلب الجواب . باستثناء بعض الدول التي تعد على رؤوس الأصابع وهذا الأمر سيكون له انعكاس منطقي على عموم الشعب وتذوقه الأدبي أو الفكري بشكل عام .

مجلة أخبار الثقافة: كيف تفسرين تراجع الشعر أمام الرواية مثلا؟

فاطمة بوهراكة: هناك تأثر كبير بالجانب الغربي في كل شيء حتى في طريقة اهتمامه بشؤونهم الفكرية , فالرواية اليوم باتت الأكثر انتشارا بشكل عالمي وليس على الصعيد العربي فقط  لأن تاريخ العرب يدل على أنهم شعوب تفضل الشعر دون غيره من باقي الأجناس الأدبية و لذلك وجدناهم يكتبون أشعارهم بماء الذهب على أستار الكعبة , كما وجدناهم يحتفلون ويتباهون أمام باقي القبائل عندما يولد بقبيلتهم شاعر , فهذا التبجيل والتكريم لم يعرف الروائي ولا القاص ولا حتى الفنان التشكيلي في تاريخ الدول العربية , التي قالت أن الشعر ديوان العرب . لكن الحراك السردي الحالي وتفوقه بعض الشيء على باقي الجوانب الأدبية راجع إلى اهتمام القارئ بالسرديات والحكي وكأنه بحاجة لمن يكتب عنهم همومهم ويصورها لهم على شكل أفلام ومسلسلات بدل أن يكتب لهم شعرا يستوجب منهم أن يحركوا مشاعرهم اتجاه حدث ما . بالإضافة إلى دعم دور النشر العربية للسرد دون غيره سواء في الطباعة أو التوزيع وكلها مؤشرات إيجابية تجعل من هذا النوع الأدبي يزداد تألقا .

مجلة أخبار الثقافة: الأمر يتعلق أيضا بإقبال القراء على الرواية على حساب عناصر أدبية أخرى؟

فاطمة بوهراكة: القارئ العربي يتتبع ما هو متوفر بالأسواق والمعارض و الشيء الذي يتم الترويج له بشكل جيد , الرواية والقصة اليوم أكثر المجالات الأدبية انتشارا واهتماما, خاصة وهو يقرأ عن تواجد جوائز عربية ودولية في هذا الصنف  بشكل دوري مما يجعله أكثر التصاقا بذاكرته , وهذا شيء طبيعي حسب نظري .

مجلة أخبار الثقافة: أنت رئيسة جمعية دارة الشعر المغربي، ومديرة مهرجان فاس للإبداع الشعري، حدثينا عن هذه النشاطات ومدى استفادة المثقف منها كفعاليات ثقافية في المغرب؟

فاطمة بوهراكة: دارة الشعر المغربي جمعية أدبية فكرية تأسست عام 2007 م , بهدف خلق قناة للتفاعل الثقافي بين مثقفي ومبدعي الأمة وبين الشعب المغربي بشكل خاص . ولأنها جمعية لا تنتمي لأي جهاز سياسي أو حكومي فهي مستقلة الأفكار وهذه الاستقلالية تجعلها اقل تمويلا من قبل الجهات المتخصصة لكن هذا الأمر لا يعيقنا في خدمة ما نعتبره رسالتنا اتجاه الغير.  وقد تمكنا ولله الحمد من تأسيس لبنة شعرية دولية هامة في قلب مدينة فاس التي كانت بحاجة ماسة على تفعيل هذا الدور الهام من قبل أبنائها فكانت انطلاقة مهرجان فاس الأول للإبداع الشعري في شهر ماي من عام 2009 م والذي شارك فيه حوالي عشر دول عربية ممثلة بعدد لا يستهان به من الشعراء المرموقين الذين اثروا أمسيات هذا المهرجان الذي تفاعل معه جمهور المدينة بشكل جيد . وقد اتخذنا في هذه الدورة  اسم الشاعرة المغربية  الرائدة مليكة العاصمي , كما شارك فيه ثلة من الفنانين التشكيليين والنقاد إضافة على تواجد معرض للكتاب العربي. واتفق الجميع على جعل هذه المبادرة سًنة سنوية  لربط علاقات التآخي بين الدول العربية في هذا العرس الثقافي الذي سيعرف دورته الثانية خلال مارس المقبل بحول الله باسم الشاعرة التونسية القديرة جميلة الماجري . كما أننا تمكنا من ترجمة العديد من المؤلفات العربية للغات أجنبية بفضل أعضاء هذه الجمعية سواء على الفرنسية أو الانجليزية أو الاسبانية . بالإضافة على تكريم أحدى الرموز الفنية الرائدة في الأغنية الملتزمة السيدة سعيدة فكري .

مجلة أخبار الثقافة: هل تشعرين أنك تصنعين حراكا ثقافيا باتجاه الشعر والشعراء؟

فاطمة بوهراكة: أعتقد أنه ومن خلال شبكة العلاقات الطبية التي أتفور عليها في المجال الأدبي والفني , العربي والوطني فقد تمكنت من المساهمة في خلق حراك ثقافي فكري جاد بين المبدعين العرب  لكني أطمح دائما للأفضل والأكثر .

مجلة أخبار الثقافة: ثمة من يتهم القائمين على المهرجانات الثقافية بتغييب المبدعين وتقديم أشباههم من الأصدقاء والأحباب.. كيف تردين على ذلك؟

فاطمة بوهراكة: هناك العديد من الجهات التي تشتغل بشكل محايد هدفها الرئيسي هو خدمة الثقافة العربية بشكل عام والمحلية بشكل خاص ولا يعنيها أن يشارك في تظاهراتها أصدقاء أو مقربون اللهم إن كانوا يستحقون ذلك فعلا , كما يوجد بالحقل الثقافي أشخاص لا يتقنون أصلا عملية التنظيم مما يشكل لهم بعض الارتباك الناتج عن قلة الخبرة في هذا الجانب الذي يجبرهم على أن يتعاموا مع شلة معينة حتى لا ينكشف ضعفهم التنظيمي هذا , فالاتساع أكثر على أسماء معروفة ومن خارج البلد يجعل المرء في محك التجربة الحقيقية التي يتهرب منها البعض ويفضل أن يراسل شلته المعهودة للمشاركة الدائمة. وعليه فالمشهد الثقافي من حيث التنظيم والمشاركات حافل بالنزاهة كما المحسوبية والزبونية, وهو أمر صحي حسب نظري على اعتبار أن الإنسان المحرك لهذه التظاهرات  معادن مختلفة .

مجلة أخبار الثقافة: عيني أنتقل إليك: أين تضع فاطمة بوهراكة نفسها في فسيفساء الإبداع المغربي؟

فاطمة بوهراكة: فاطمة بوهراكة من التسعينين من القرن الماضي وتعمل جاهدة على تطوير تجربتها الشعرية بكل الوسائل المستطاعة كما هو الشأن بالنسبة لأعمالي الأدبية الأخرى على اعتبار أنني امرأة تعشق التجارب الصعب وتحاول ركبها . ولا أنظر من أحد أن يجعلني في قمة الإبداع أو أسفله لأن هذا الأمر لا يعنيني كثيرا فكل ما يهمني هو أن أكون عنصرا فاعلا في هذا الجانب أكثر من اهتمامي بباقي الأمور .

مجلة أخبار الثقافة: ألا تسرقك النشاطات والمهرجانات الثقافية من العملية الإبداعية؟

فاطمة بوهراكة: أستطيع أن اقول أن هذه النشاطات سيف دو حدين : فهي تتقل على كاهلي مهامها كما تسرق مني الكثير من الوقت الشخصي من أجل تحقيق هذا الهدف الثقافي ( مهرجان , ملتقى , أمسيات , احتفاليات  ... إلخ) إلا أنها في نفس الوقت تساهم في إغناء رصيدي الثقافي والمعرفي وعلاقاتي بالآخر سواء كان الأمر وطنيا أو دوليا . كما أنها تشكل حلقة وصل بين إبداعي وبين متنفسي الروحي , لأن العمل الجمعوي هو متنفسي الوحيد من روتين الحياة ومتطلبات الإبداع . وقد ولجته بحب كبير وعمري لم يتجاوز العشرين .

مجلة أخبار الثقافة: أنت تشرفين أيضا على الموسوعة الكبرى للشعراء العرب، دعيني أسألك عن هذه الموسوعة، أبعادها وأهدافها؟

فاطمة بوهراكة: الموسوعة الكبرى للشعراء العرب حلم راودني منذ زمن ليس باليسير وكنت أطمح دوما إلى تحقيقه إلا أن الإمكانيات المعنوية والمادية لم تكن كافية بالنسبة لحجم هذا المشروع الضخم الشيء الذي جعلني أشتغل على قنوات كثيرة تسهل علي فيما بعد الاشتغال على الموسوعة التي أعلنت عنها كفكرة قابلة للتحقيق عام 2007م بعدما توفرت لي بعض آليات الاشتغال أهمها بسط علاقة جيدة بيني وبين شعراء الدول العربية كما كان لموافقة وزارة الثقافة المغربية على طباعة الكتاب وقتها أثرا إيجابيا قويا على نفسيتي التي اشتغلت على المشروع دون يأس أو كلل بتعاون جميل مع بعض الإخوة الشعراء والإعلاميين الغيورين على الحقل الشعري , ليكتمل المشروع ويصبح جاهزا للطباعة بجمع سيرة و قصائد و صور ألف شاعر وشاعرة عربيا إلا أن تراجع وزارة الثقافة عن دعمها في الطباعة أشعرني ببعض الحزن لأن ذلك يعني أنه سينتظر بضعة أشهر أو أعوام أخرى للتحقيق , لكن إرادة الله شاءت عندما اعتمدت على علاقاتي الشخصية فاقترحت على الشاعرة الشيخة أسماء بنت صقر بن سلطان القاسمي طباعتها فكان جوابها هو القبول دون أدى تردد مما جعل الحلم يتحول إلى حقيقة وفي المدة الزمنية المخططة له . بفضل الله تعالى . أما هدفها الأساسي هو حفظ الذاكرة الشعرية من الضياع في الحقبة الممتدة بين 1956و2006 وهي الحقبة التي أتناولها بالبحث والتنقيب حتى لا تعاني الأجيال الحاضرة والقادمة أيضا تعب البحث عن شعراء هذه الفترة الزمنية التي اخترتها كدلالة رمزية لاستقلال وطني من الاستعمار الفرنسي. كما تعمل على هذه الموسوعة على توحيد الإنسان الذي يعيش تحت لواء  العالم العربي  من خلال الشعر فهي تجمع الشعراء المسلمين كما المسيحيين واليهود وأيضا الإيديولوجيات المختلفة و الأعراق بين عرب وأمازيغ و تركمان وكرد إلخ ..

مجلة أخبار الثقافة: هنالك انتقادات وجهت لعملك في الموسوعة الكبرى، بعضها بسبب غياب أسماء شعراء ما عن الموسوعة، فعلى أي أساس يتم اختيار الشعراء لوضعهم في الموسوعة؟

فاطمة بوهراكة: ما أسهل حذف الأخر بانتقادات لاذعة وبدون أدنى دليل على هذه الانتقادات التي تصل في بعض الأحيان إلى اتهامات لا أساس لها من الصحة , فعلى سبيل المثال دخلت ذات يوم على موقع نتي لأجد فيه الخبر التالي : الموسوعة الكبرى للشعراء العرب هي موسوعة تقوم بإقصاء الشعراء الشرفاء و تضع شعراء الحاشيات المقربة من الحكومات العربية . وكان هذا الكلام قبل حفل توقيع الموسوعة الرسمي ولم يتم أصلا الإعلان عن أسماء الشعراء الألف المتواجدين بالموسوعة . وقد قمت بالرد عليه أو عليها لأنه كتب الخبر باسم مستعار كيف لك أن عرفت أن هذه الموسوعة تشمل شعراء غير شرفاء ؟ ثم هل الألف شاعر عربي كلهم ليسوا شرفاء ؟ وما هو دليلك على هذا الحكم؟ تخيل معي فقط هذا الحكم ... ألف شاعر من شعراء الأمة خونة في اعتقاد هذا الشخص و من شعراء البلاطات ووو. وعليه فلا أبالي يمثل هذه الانتقادات الهدامة التي لا تعبر إلا عن حقد صاحبها الذي لا يملك إلا الاختفاء خلف الاسم المستعار ليكتب سخافاته على النت دون أن يطور نفسه لجعلها منافسة في الأعمال الجبارة بدل البقاء في الخلف والطعن في الظلام. أما شروط التواجد بهذه الموسوعة فهو سهل للغاية أن يكون لهذا الشاعر أو الشاعرة تاريخ مشرف في سماء الكلمة أما الحكم عليه بشكل قطعي فليست من حقي ولا من حق أي شخص في العالم ,التاريخ وحده من يحق له أن يقوم بهذا الدور فمع مرور الزمن يمكن للأجيال القادمة أن تكتشف الشاعر الجاد من الشاعر العابر .

مجلة أخبار الثقافة: أليست الموسوعة مسؤولية فكرية وثقافية كبيرة عندما نكتشف أن ثمة شعراء توفوا، تم التعتيم على شعرهم ويستحقون التواجد في موسوعة للشعر؟

فاطمة بوهراكة: همي الأكبر هو الكشف عن هذه الفئة من الشعراء الذين ماتوا في غبن كبير وتهميش مهين , شعراء قدموا لأوطانهم دماءهم في صمت ولأنهم كانوا يؤمنون بأفكار ما أو يعتنقون ديانة ما أو من عرق ما فقد تم تجاهلهم حتى الموت , وقد جاءت الموسوعة للاهتمام أكثر بهذه النخبة  رغم أن طريق البحث عنها أصعب بكثير و تستلزم مني الصبر أكثر للحصول على المعلومة لكني أكون جد سعيدة عند اكتشافي لاسم من هذه الأسماء. وكما تفضلت بالقول أن  الموسوعة هي مسؤولية فكرية وثقافية وأيضا تاريخية كبيرة وتحتاج منا التضامن جميعا بهدف ترك بصمة واضحة في هذا الباب لأبنائنا وأحفادنا ممن له غيرة على أعلام وطنه شعريا.

مجلة أخبار الثقافة: هل أنت راضية عن نفسك إبداعيا وثقافيا؟

فاطمة بوهراكة: لست راضية بالشكل الذي أرجوه وأطمح إليه لكني راضية عما حققته لغاية اللحظة ولله الحمد , فسيرتي الأدبية حافلة بأمور تجعل القلب يسر لقراءتها وهذا بفضل العمل الدؤوب و التفكير الدائم بخصوص مستقبل أبداعي وثقافي  أجمل وأيضا بعض التضحيات الشخصية التي كان لابد منها  .

مجلة أخبار الثقافة: ما الذي يحتاجه المثقف ليصنع حوله حراكا ثقافيا كالذي تفعلينه؟

فاطمة بوهراكة: أن تحب الغير كما تحب نفسك وأن يكون لديك عزيمة قوية وصبر كبير , فأن تؤسس لنفسك شيء يخصك بمفرد أسهل بكثير من أن تفكر في خلق حراك ثقافي بين جماعة من الناس و أن تكون حلقة وصل بينهم غايتك الأولى هو الوصول جميعا على بر الأمان في عالم الكلمة القيمة الطاهرة . لابد للفرد أن يتجرد من أنانيته في حب الذات و رمي الغير بكل ما هو سيء لا لشيء إلا أنه استطاع أن يحقق ما عجز هو عنه , فهذه النفوس من المستحيل أن تكون قادرة على العطاء والتضحية .

مجلة أخبار الثقافة: ماذا تقرأ فاطمة بوهراكة الآن؟

فاطمة بوهراكة: منذ انعكافي للعمل على الموسوعة الكبرى للشعراء العرب وأنا لا استطيع أن اقرأ كتابا متواصلا بسبب التزامي الشديد لها ولشبكة صدانا الثقافية التي أديرها بشكل يومي فهذان العاملان يجعلاني أقرأ بشكل متقطع لمقالات أو أشعار هنا وهناك , دون التركيز على عنوان واحد .

Total time: 0.0481