كشف تقرير طبي حديث, عن صورة قاتمة للأوضاع الإنسانية والصحية في منطقة دماج بمحافظة صعدة جراء الحرب التي تشنها ميليشيات الحوثي على أهالي المنطقة مع فرض حصار على السلع والمواد الغذائية.
ويرصد التقرير وهو الأول الذي أعده مدير مستشفى دماج الريفي, أضرار الحرب والحصار على دماج في الجوانب الإنسانية والصحية فقط ولا يشمل الخسائر البشرية أو المادية والتي هي كبيرة بالطبع.
في البداية حذّر التقرير من حصول كارثة إنسانية حقيقية تنتظر سكان دماج إذا لم تتحرك الحكومة والمنظمات المعنية بفك الحصار والسماح بإيصال المواد الأساسية إلى السكان.
وأوضح التقرير انه تم إغلاق المستشفى الوحيد ( مستشفى دماج الريفي ) بالمنطقة بسبب استهدافه بالسلاح الثقيل بصورة مستمرة والقنص إلى أقسامه المختلفة وتعطيل شبكة الماء والكهرباء وحصول الإضرار الجسيمة في ممتلكاته من أجهزة ومعدات طبية مما ترتب عن ذلك انتكاسة في الخدمات الطبية, مشيراً إلى انعدام أدوية الأمراض المزمنة كالضغط والسكري والصرع والربو .
كما أشار التقرير إلى انقطاع علاج السل عن مرضى السل وهذا يعتبر كارثة حقيقة ناتج عن الانتكاسات المرضية للحالات المصابة يصعب معالجتها وتؤدي إلى بؤرة للعدوى بالعصيات المقاومة للأدوية, محذّرا من أنه ونتيجة للازدحام السكاني المحصور في السكنات الجماعية فهذا يزيد من انتشار المرض المستعصي.
وأكد التقرير توقف برنامج التحصين الموسع وظهور حالات الحصبة في أوساط الأطفال وذلك لعدم إمكانية متابعة التحصين بالمرفق الصحي بسبب استهدافه بالأسلحة المتنوعة وتلف اللقاحات لانقطاع التيار الكهربائي .
وتحدث التقرير عن فشل برنامج التغذية وتعرض أكثر من 30 طفل للانتكاسة وعدم تحول حالاتهم إلى الوضع الطبيعي لعدم تمكن الفريق الطبي من متابعة الحالات بسبب الحرب والحصار ,لافتا إلى انعدام المواد الغذائية بالكلية وخصوصا حليب الأطفال وهذا يعود بالضرر على الأطفال حديثي السن, والأمهات الحوامل لحاجتهم الماسة للغذاء الصحي في هذه المرحلة الحرجة من حياتهم .
كما أكد انعدام الأدوية وتفشي الحالات المرضية المحتاجة إلى رعاية صحية وإعطاء الدواء لمعالجتها .
وأوضح أن هناك ازدياداً في حالات الوفيات بين الأطفال بسبب بعض الأمراض التي تحتاج إلى تدخل من قبل أخصائيين وعلى سبيل المثال مرض الحمى الشوكية ,فضلا عن النزيف الدماغي لبعض الحالات ناتج عن ارتطام على الأرض وصعب نقلها إلى مستشفى متمكن للتدخل العلاجي المناسب بسبب الحصار المفروض على المنطقة في هذه الآونة كما حصل للطفلة حمامة زكريا اليافعي البالغة من العمر خمس سنوات .
وأكد حصول حالات إجهاض بين النساء الحوامل بسبب شدة الخوف الناتج عن استهداف المنطقة بالأسلحة الثقيلة . وهناك أكثر من حالة إجهاض حصلت للسبب السالف الذكر .
واختتم التقرير تحذيره من انتشار الأمراض والأوبئة في أوساط المجتمع بسبب انتشار القمائم وتراكمها في أزقة المنطقة.