أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

اعُتبر احد اهم مشاريع التطوير التربوي في اليمن.. اليمن ثاني بلد عربي يطبق نهج القراءة المبكرة لطلاب الصفوف الاولى من التعليم

- صنعاء - بشير الحزمي

دشنت وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع مشروع تحسين المعيشة (سي إلـ بي ) الممول من الوكالة الامريكية للتنمية الدولية مطلع الشهر الجاري بالعاصمة صنعاء وعدد من محافظات الجمهورية حملة "انا أقرأ" لدعم القراءة المبكرة.

وأوضح مدير التدريب في مشروع تحسين معيشة المجتمع بالوكالة الامريكية للتنمية رشيد العقاب أن نهج القراءة المبكرة يعتبر احد اهم مشاريع التطوير التربوي في اليمن ويهدف الى تمكين طلاب الصفوف (الاول والثاني والثالث ) من اتقان القراءة بشكل مبكر وبصورة صحيحة باعتماد الطريقة الصوتية بالتدريس باستخدام استراتيجية من 7 خطوات.

وقال أنه قد تم تطبيق هذا البرنامج العام الماضي في 383 مدرسة في 9 محافظات كخطوة اولى ، ويتم الان تنفيذ المرحلة الثانية في 1022 مدرسة في 14 محافظة .

وأضاف : في الاعوا القادمة سيتم تعميم هذا النهج على جيع مدارس الجمهورية .

لافتا الي أن هذه الطريقة في التعليم قد سبق أن طبقت في مصر ، وأن اليمن هي ثاني بلد يطبق فيها هذا النهج ،وستطبق بعد ذلك في عدة دول عربية .

مؤكدا أن هذا المشروع عربي ويهدف الي إصلاح التعليم .

مشيرا الي أن هناك تقييم لهذه التجربة في كل سنة ، وأن تقييم السنة الماضية قد أثبت ارتفاع نسبة القرائية لدى الاطفال الذين طبق عليهم هذا النهج بشكل كبير وكانت النتائج إيجابية .

لافتا الي أن هذه التجربة قد طورها فريق من التربويين والخبراء اليمنين.

وعن الدافع وراء تنفيذ مشروع نهج القراءة المبكرة قال أن بعض التلاميذ  يصلون الي الصف السادس وهم غير قادرين على القراءة  ، وأن نتائج  اختبار نهج القراءة المبكرة في اليمن في 2011 تشير إلى أن 42% من طلاب الصف الثاني الابتدائي كانوا غير قادرين على قراءة أي كلمة ، فضلا عن أن عدم القدرة على قراءة الأسئلة من أبرز أسباب ضعف نتائج التلاميذ في الاختبار الدولي  للرياضيات والعلوم

وأشار الى أن نهج القراءة المبكرة يستهدف تلاميذ الصف الأول، ويمكن أن يكيف لاستخدامه مع التلاميذ غير القادرين على القراءة في الصفوف العليا ، ويعتبر من افضل الممارسات المحلية والاقليمية والعالمية ، ويركز على التعلم النشط لمهارات الفهم والمهارات الأدائية الآلية للغة ، كما يقدم دليلا إرشاديا للآباء والأمهات لتعزيز تعلم القراءة ، بالإضافة الى الاهتمام بتنمية مهارات التفكير عموما ولاسيما التفكير الناقد والابداعي أو الابتكاري.

وعن خطـوات نهـج القـراءة المبكـرة قال هناك سبع خطوات في هذا المنهج وتتمثل في : مراجعة القصة ، صوت الحرف ، مزج الأصوات ، الكلمة الشائعة  ، القصة الاستماعية  ، القصة المستقلة ، الكتـابـة .

وحول المهارات التي تحققها هذه الخطوات السَّبع لنهج القراءة المبكرة قال بالنسبة للخطوة الأولى والخاصة بمراجعــة القصَّـــة المستقلــــة فأنها تحقق مهارة السُّرعة والدِّقة في القراءة الجهريَّة ( طلاقة القراءة الجهريَّة) وهذه الخطوة تغرس الثِّقة في نفس التلميذ من خلال القراءة الذاتية للقصص في إطار مجموعته بإشراف المعلم ومتابعته . أما الخطوة الثانية والخاصة بصــــوت الحـــــــرف فأنها تحقق مهارة التمييز السمعي بين المقاطع القصيرة والطويلة ، التمييز السمعي لأصوات الحروف بداية الكلمات ونهايتها ، نطق أصوات الحروف والمقاطع ، التمييز الدقيق بين أشكال الحرف الواحد ( بداية الكلمة  وسطها ونهايتها). أما الخطوة الثالثة والخاصة بمــزج الأصــــوات فأنها تحقق مهارة تحديد مكونات الكلمة ، تكوين كلمات من أصوات حروف ومقاطع مدروسة ، نطق المقاطع منفردة ثم تركيبها ، وقراءة الكلمة دفعة واحدة ، القراءة السريعة للكلمة مجزأة ثم مكتملة . أما الخطوة الرابعة والخاصة بالكـلمــة الشائعـــة فأنها تحقق مهارة قراءة الكلمات المألوفة بصورها وأشكالها ، توظيف الكلمات الشائعة في جمل وتراكيب مدروسة ، فهم معاني المفردات. أما الخطوة الخامسة والخاصة بالقصَّـــــة الاستماعيــــــَّة فأنها تحقق مهارة القدرة على الفهم والاستيعاب القرائي للمسموع من خلال فهم المفردات والإجابة عن الأسئلة ، التعرف على القيم والاتجاهات وتمثلها في سلوك التلميذ ، القدرة على الحكم المنطقي والاستنتاج والاستدلال. أما الخطوة السَّادسة والخاصة بالقصـَّـــة المستقلــــَّـة فأنها تحقق مهارة التنبؤ بمضمون القصة قبل قراءتها من خلال الصورة الكلية ، توظيف كلمات المزج والشائعة في تراكيب وسياقات قصصية ، القراءة المعبرة والمؤثرة للمعاني ، الفهم القرائي وذلك بإدراك المعاني من خلال النصوص القرائية القصصية المعطاة للتلميذ وذلك في دروس متدرجة ومترابطة تنتهي بأسئلة متنوعة تقيس مستوى الفهم ،  توظيف الصور لتكون جزءًا من قراءة القصة في الدروس الأولى. أما الخطوة السَّابعة والاخيرة والخاصة بالكــتابة فأنها تحقق مهارة الربط بين شكل الحرف وصوته واسمه ، التمييز بين أشكال الحروف كتابة ( بداية – ووسط – ونهاية) ، الربط بين الحروف كتابة لتكوين كلمات وجمل ، كتابة الحروف المدروسة بصورة صحيحة.

هذا وكان وزير التربية والتعليم الدكتور عبد الرزاق الاشول قد أكد خلال التدشين أهمية الحملة في تعزيز مقدرة طالب الصفوف الاولى من التعليم الاساسي على القراءة والكتابة باعتبارها اساسيات العلم والمعرفة .

موضحا أنه لا يمكن ان نتطلع إلى يمن جديد دون الاهتمام بأهم ادواتها وهي القراءة والكتابة. وقال أن وزارته حريصة على تبني هذا النهج في إطار أولوياتها لإصلاح النظام التعليمي وتصحيح اختلالاته التي كان نتاجها ضعف مخرجات العملية التعليمية .

لافتا الي ان حملة القراءة المبكرة تسعى إلى إكساب الطلاب المهارات الخاصة بالقراءة والكتابة لتحقيق اهم مسار من مسارات التطور وتحقيق الجودة للنظام التعليمي في بلادنا .

من جانبه اكد مدير الوكالة الامريكية للتنمية هيربرت سميث أهمية امتلاك مهارات القراءة لإيجاد مخرجات نافعة للبلد باعتبار أن من يمتلك مهارات القراءة يمتلك مهارات التفكير والبناء والتخطيط للمستقبل ، مبيناً ان الحكومة الامريكية قامت بإطلاق تقييم للقراءة حيث اكدت النتائج ان تلاميذ الصف الثالث لا يتمكنوا من قراءة الكثير من الكلمات وهو ما تطلب تكاتف جهود الحكومتين اليمنية والامريكية والمجتمع المحلي لتجاوز هذه الاشكالية .

Total time: 0.0609