أخبار الساعة » السياسية » اخبار اليمن

أزمة الإعلام في دماج..صعدة.. المحافظة المحرمة على الصحفيين

- عبد الستار بجاش

في الحروب وحدهم الصحفيون من يدفعون ثمن غياب الحقيقة, وفي منطقة دماج التي عادت إليها فصول الحرب بين السلفيين والحوثيين, لا يبالي الفريق الأول بغيابه أو تغييبه من الإعلام ولذا هو لا يصور ضحاياه ولا ينقل ما يتعرض له لصحفي يتصل به, أمّا الطرف الثاني فهو أدمن خوض الحروب منذ عهد النظام السابق بغياب الإعلام حتى لا تنفضح صورته الحقيقية للرأي العام كجماعة لا يفارق عناصرها السلاح في مواجهة خصومهم.

مراسلو وسائل إعلام وصحفيون، يعتبرون محافظة صعدة، منطقة محرمة عليهم بعد سيطرة جماعة الحوثي عليها، الأمر الذي أدى إلى عدم حصولهم على المعلومات بشكل دقيق حول الأحداث التي تجري بالمنطقة.

وحده الإعلام الموالي لجماعة الحوثي الذي ينقل طبيعة الأحداث في دماج، ويصفه صحفيون في صعدة بأنه ينقل ما يجري بصورة معكوسة.

 ويقول صحفيون محليون في صعدة إنهم لا يستطيعون تصوير ونقل الوقائع التي تدور، حيث يتعرضون لتعسفات كبيرة، مشيرين إلى أن جزءاً كبيراً من الصحفيين غادروا المحافظة ويمارسون نشاطهم الصحفي من صنعاء. وأكدوا بأن تغطية أي حدث في صعدة لن يتم إلا بموافقة مكتب الحوثي.

يقول مراسل وكالة رويترز الصحفي محمد الغباري بأنه يعتمد في تغطيته لأحداث دماج على مصدر لجنة الوساطة وطرفي النزاع الحوثيين والسلفيين، إلا أنه في المواجهات الأخيرة كان السلفيون الأكثر تفاعلاّ وتجاوباّ مع الصحفيين، فيما الحوثيون اكتفوا ببيان واحد بداية الأحداث، وهذا الأمر لم يساعدهم كصحفيين على نقل وجهات النظر. وأكد تحفظ الحوثيين على ما يدور، وغالبا لا يردون على اتصالات الصحفيين.

وعن إمكانية النزول إلى صعدة قال الغباري، صعدة خارج سيطرة الدولة والطريق غير آمنة وهناك تقطعات والحوثيون لن يسمحوا بذلك، ومسألة أن الصحفي يغطي منطقة صراع دون أن تكون هناك أدنى ضمانات لحياته، فهو من الصعوبة أن يقوم بمثل هكذا مهمة وحتى وسيلتهم الإعلامية.

ويؤكد مراسل البي بي سي عبدالله غراب، تفاعل الطرفين "الحوثيين والسلفيين" مع القناة في نقل وجهات نظرهم. وقال "نحرص على التواصل مع كل الأطراف" ونقل رؤيتهم، إضافة إلى تجميع المعلومات من مصادر مختلفة بما فيها الأمنية والعسكرية، ونقل ما يجري والتركيز على الضحايا وإتاحة مساحة متساوية للظهور المباشر للطرفين، وتقديمهم تغطية محايدة مع التركيز على الضحايا من النساء والأطفال والذين يموتون بسبب الحصار في دماج.

 وعن إمكانية نزول طاقم القناة للتغطية الميدانية في صعدة، وصف الوضع بالخطير من جوانب مختلفة كالأمن وغيره، إضافة للمعيار الأمني في القناة التي يعمل بها.

أما مراسل الوكالة الأمريكية محمد الديلمي فقال إن تغطية الحدث تتم بذكر مصادر الطرفين، مؤكدا بأن صعدة منطقة محرمة منذ أيام الحروب الستة "للمخلوع صالح" والآن لمن ورثوه، وهو ما يعيق النزول الميداني للصحفيين.

ناطق السلفيين سرور الوادعي قال إنهم يرحبون بنزول الصحافة لكشف ما يتعرضون له من جرائم وحشية بحقهم.

وقال إن دماج مفتوحة للصحفيين وللحكومة ولكل من أراد أن يعرف جرائم الحوثيين.

ويقول الصحفي محمد الشبيري إن وسائل الإعلام تواجه مشكلة كبيرة في تغطيتها الميدانية بدماج، باعتبارها منطقة صغيرة يطوقها الحوثيون من كل مكان، ولا يوجد منفذ على الإطلاق، مؤكداّ عدم سماح الحوثيين، لوسائل الإعلام، غير الموالية لهم بالنزول واستقصاء الحقائق.

 وأكد اهتمام الإعلام المحلي والعربي بشكل كبير وملحوظ، وبدا واضحاً أن أوراق الحوثي بدأت تتكشف خصوصاً فيما يتعلق بانتهاجه للعنف والسيطرة بقوة السلاح على مناطق دماج، وبات من الصعوبة أن يقنع ممثلو الحوثي في مؤتمر الحوار الناسَ أن الجماعة انتهجت الحوار مع الأطراف الأخرى. وقال "في مرات عديدة كان الحوثيون يمثلون دور الضحية، لكنهم هذه المرة، وبفضل وسائل الاعلام الجديدة ومواقع التواصل الاجتماعي، سيجدون أنفسهم بلا ستار، لا سيما في ظل تزايد اهتمام وسائل الاعلام بقضية دماج، أضف إلى ذلك قرب موعد انتهاء مؤتمر الحوار الذي يشارك فيه الحوثي وضمن مهامه حل قضية صعدة".

المصدر : نيوز يمن
تعليقات الزوار
1)
العواضي -   بتاريخ: 03-11-2013    
يجب القضاء على الحوثي العنصري الامامي

Total time: 0.07