اخبار الساعة - ياسر صادق الإدريسي
ومع بداية العام الهجري الجديد تبدأ صباح اليوم في القاهرة محاكمة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي وسط إجراءات أمنية مشددة. وقبيل ساعات من انطلاقها تقرر نقلها إلى أكاديمية الشرطة بمدينة نصر، كما لن تنقل على الهواء. ورغم تشديد الأمن تواصلت المظاهرات المنددة بالمحاكمة سواء في الجامعات أو في الشوارع.
فقد قررت وزارة الداخلية في مصر نقل محاكمة مرسي وقيادات بجماعة الإخوان المسلمين إلى أكاديمية الشرطة بمدينة نصر شرق القاهرة، وقال مصدر أمني الأحد إن هذا القرار جاء لضمان عملية التأمين، وبعد منطقة المحاكمة عن أحداث وسط القاهرة، على أن يؤمن محيط الأكاديمية بإجراءات أمنية غير مسبوقة بالتعاون بين القوات المسلحة والشرطة.
وكانت سلطات الأمن قد أعلنت سابقا أن محاكمة مرسي و14 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين المتهمين في قضية أحداث قصر الاتحادية الرئاسي، ستجرى في معهد أمناء الشرطة بمنطقة سجون طرة جنوب القاهرة، وأن عشرين ألف شرطي سيتولون تأمين المحاكمة.
وكان النائب العام المصري هشام بركات أمر بإحالة الرئيس مرسي و14 آخرين من قيادات الإخوان المسلمين إلى محكمة جنايات القاهرة، ووجه إليهم اتهامات بارتكاب أعمال عنف والتحريض على القتل التي جرت في محيط قصر الاتحادية الرئاسي في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقال حسين فاروق محامي جماعة الإخوان المسلمين وأحد المدافعين عن المعتقلين بعد الانقلاب، إن محكمة استئناف القاهرة منحت أكثر من 300 تصريح للمدعين بالحق المدني لحضور محاكمة مرسي، في حين أنها لم تمنح سوى ثلاثة تصاريح لمحامي المتهمين من قيادات الإخوان.
من جهتها دعت جماعة الإخوان المسلمين أنصار مرسي إلى 'الزحف' لمقر محاكمته، ووصف بيان صادر عن الجماعة تلك المحاكمة بـ'الظالمة العابثة'، وقالت إن السلطات الحاكمة في مصر حاليا تقدم مرسي للمحاكمة 'بتهم ملفقة'، واعتبرت أنها 'جرأة على الحق وقلب للحقائق والأوضاع'.
وأضاف البيان أن 'مرسي لم يعد شخصا عاديا، وإنما صار رمزا لمبادئ وقيم سامية راقية أقامتها البشرية عبر عشرات الأجيال ومن خلال آلاف التضحيات، وأصبحت مفخرة لكل من يحترمها ويلتزم بها، والآن يريد الانقلابيون الفاشيون وضع هذه المبادئ والقيم في السجون خلف القضبان، لكي تخلو لهم مصر يعيثون فيها فسادا ونهبا واستبدادا'.
وتضم قائمة المتهمين إلى جانب مرسي، كلا من عصام العريان (نائب رئيس حزب الحرية والعدالة) وأسعد الشيخة (نائب رئيس ديوان رئاسة الجمهورية السابق) وأحمد عبد العاطي (مدير مكتب رئيس الجمهورية السابق) وأيمن عبد الرؤوف (مستشار رئيس الجمهورية السابق) وعلاء حمزة، وعبد الرحمن عز، وأحمد المغير، وجمال صابر، ومحمد البلتاجي، ووجدي غنيم.
وأطاح الجيش المصري بقيادة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي بالرئيس مرسي في الثالث من يوليو/تموز الماضي، وأعلن عزله وتعيين رئيس المحكمة الدستورية العليا رئيسا مؤقتا للبلاد، ومنذ ذلك التاريخ يتعرض الإخوان المسلمون وأنصار مرسي لحملات قمع واعتقالات واسعة، لاقت تنديدا دوليا واسعا.
وطالبت منظمة العفو الدولية السلطات بضمان محاكمة عادلة لمرسي وضمان حقه في الدفاع عن نفسه، واعتبرت الاختفاء القسري له انتهاكا خطيرا لحقوق الإنسان.
في هذه الأثناء، ورغم تشديد الإجراءات الأمنية، تواصلت الأحد مظاهرات طلاب الجامعات الرافضة للانقلاب، ووقعت اشتباكات بجامعة الأزهر بالقاهرة بين مؤيدي ومعارضي الرئيس المعزول محمد مرسي، عندما تلاقت مسيرة احتجاجية على محاكمته في مظاهرة نظمها طلاب موالون للجيش، حسبما أفاد شهود عيان. واشتبك الجانبان قبل أن يتدخل الأمن للفصل بينهما.
ودخلت الشرطة الأسبوع الماضي إلى جامعة الأزهر بعدما اتهمت سلطات الجامعة الطلاب المؤيدين لمرسي بتنظيم احتجاجات عنيفة وتحطيم المكاتب في الحرم الجامعي.
وشهدت جامعة الإسكندرية أكبر مظاهرة منذ بداية العام الدراسي، شارك فيها الآلاف من طلاب الجامعة من مختلف التيارات السياسية.
وندد الطلاب المتظاهرون بما سمّوْه محاكمة إرادة الشعب المصري متمثلةً في مرسي، ووصفوا المحاكمة التي تبدأ اليوم بـ'الهزلية'.
وطالب المتظاهرون بسرعة إطلاق مرسي وكل المعتقلين المناهضين للانقلاب، ومحاكمة قادة الانقلاب العسكري، وعودة الشرعية متمثلة في مرسي، ومجلس الشورى المنتخب، والدستور المستفتى عليه.
وشارك في المظاهرات العديد من الحركات الشبابية المناهضة للانقلاب، أبرزها حركة سادة، وطلاب ضد الانقلاب، وحركة سبعة الصبح، وحركة مترو، و18 أغسطس، وحركة طلاب مستقلون، وحرائر ضد الانقلاب.
كما نظم عدد من طلاب جامعة القاهرة مسيرة مؤيدة لعودة الشرعية، دعا المتظاهرون فيها للإفراج عن زملائهم المعتقلين، وهتفوا ضد حكم العسكر رافعين إشارة رابعة العدوية.
كما طالب المشاركون في المسيرة بإخلاء سبيل جميع المعتقلين ومحاسبة المتورطين في قتل متظاهرين أثناء فض اعتصامي رابعة والنهضة في أغسطس/آب الماضي، الذي أسفر عن مقتل وإصابة الآلاف من أنصار مرسي.
المصدر : وكالات