حذّر مصدر عسكري يمني مسؤول من أن مديرية «حرف سفيان» بمحافظة «عمران» بشمال العاصمة اليمنية «صنعاء»، تشهد انتشارًا مكثفًا للمظاهر المسلحة والتي فيما يبدوا أنها استعدادات من قبل مسلحي الحوثيين لخوض مواجهات مع قبيلة حاشد، بسبب موقف الشيخ حسين الأحمر، المساند والمؤازر علنًا للجماعة السلفية التي تخوض مواجهات منذ أيام مع مسلحي الجماعة في «دماج» شمال اليمن .
وأعرب مصدر عسكري يمني مسؤول، في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، السبت، عن قلقه من تنفيذ الحوثيين لما سماه «مخططًا جديدًا لتقسيم فعلي على الأرض، وذلك بعد فشل وفضح مخطط إخوان اليمن في هذا الشأن، من خلال إعلانهم إقامة دولة مستقلة في شمال اليمن»، مضيفًا: «إذا لم تتدخل حكومة الوفاق الانتقالية المركزية المُشَكّلة بموجب المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة وتوقف مخططهم التوسعي في محافظة (حجة) الحدودية والمطلة على البحر الأحمر غربي البلاد».
وقال المصدر المسؤول، إن الحوثيين استولوا على مناطق تابعة لقبيلة «بني حداد»، التي تقطن في منطقة حرض منذ عقود، مشيرًا إلى سقوط قتلى وجرحى في هذه المواجهات التي اندلعت على خلفية قطع حشود قبلية تمركزت هناك، مطلع الشهر الجاري، الطريق أمام الإمدادات الغذائية والنفطية إلى محافظة صعدة، حيث تدور منذ 30 أكتوبر الماضي معارك عنيفة بين الجماعة الحوثية وأقلية دينية سلفية في منطقة دماج، صعدة، شمال اليمن .
وحذر المصدر المسؤول من مغبة تطورات الأوضاع، لافتًا إلى أن الوضع «ينذر بالأسوأ» في حال تمكن «الحوثيين» من السيطرة على بلدة حرض التي قال إنه بعض مناطقها باتت فعليًا خاضعة لسيطرة الجماعة الحوثية.
وأضاف المصدر المسؤول: «الحوثيون يخططون للاستيلاء على مدينة وميناء ميدي»، المجاورة لحرض وتطل على البحر الأحمر، معتبرًا أن «الحوثيين في حال سيطروا على مدينة ميدي سيعلنون فورًا دولة مستقلة في الشمال»، مؤكدًا أن عددًا من مديريات محافظة «حجة» أصبحت خاضعة لسيطرة جماعة الحوثي .
وقال، إن السلطة المحلية في صعدة مشغولة بصراعاتها السياسية الداخلية، محملًا السلطات المركزية في صنعاء، خصوصًا وزارة الدفاع، مسؤولية سقوط بلدتي «حرض» و«ميدي» بأيدي مقاتلي جماعة الحوثي، التي حذر رئيس مكتبها السياسي، صالح هبرة، قبل أيام، من انفصال شمال اليمن في حال استمر الحصار المفروض على محافظة صعدة من قبل ما يسمى بـ«جبهة النصرة»، وهو تحالف قبلي سياسي تشكل مؤخرًا لنصرة «السلفيين» في دماج.
وتصاعدت المخاوف والتحذيرات مؤخرًا من اتساع نطاق المواجهات بين الطرفين، خاصة بعد وصولها إلى مناطق حرض وكتاف، وحالة الحصار التي يفرضها مسلحون قبليون على محافظة صعدة، ما سبّب وجود أزمة في الغذاء والمشتقات النفطية، وفي ظل حصار مماثل يفرضه الحوثيون على منطقة دماج.
ويرى مراقبون للشأن اليمني أن ثلاث محافظات، هي أبرز المناطق ترشحًا لحدوث أعمال عنف واشتباكات بين أنصار الجماعتين الدينيتين هي «عمران وحجة والجوف»، خاصة أن تلك المحافظات شهدت مواجهات مسلحة بين أنصار الحوثي وقبائل مناهضة لتوجهاتهم ومعتقداتهم الدينية، بسبب ميولهم الشيعية