في الساعة10 مساء اليوم استشهد (محمد مهدي عبد الله حربان الوادعي ـ21س) عازب خاطب خريج ثانوية ،كان مرابطا في قرية (الوطن) دفاعا عن (وطنه) الصغير دماج الذي خذله (وطنه الكبير) اليمن!
يقول (عمر الفاروق) الذي كان في موقع مقارب له وبينهم صداقة وعشرة:
(كان شجاعا ودافع عن بلادنا في مواقع كثيرة
كان هو قائد الموقع ومكلف بسلاح المعدل الشيكي وكان ماهرا في مناورة المعتدين الحوثيين وقبل استشهاده بعشر دقائق اتصل لنا يطلب تعزيزنا له قائلا: ساعدوني بالضرب على ذلك الموقع الحوثي الذي يضرب علينا بـ 3معدلات، شغلوني ما قدرت عليهم وحدي. وبعدين أخذ الاربي جي (البازوكا) وضرب بها، فقنصه في الجبهة قناص حوثي أهتدى إلى موقعه عبر الومضة التي صدرت عن السلاح)
هاتفتُ والده المكلف ببعض مهام اللجنة الرئاسية كي يحدثني عن ابنه الشهيد فقال:
اتصلت بابني محمد قبل ربع ساعة من استشهاده فقال لي: ( ابشرك أن الوضع طيب والحوثة الآن يضربون علينا) وسمعت صوت الضرب بنفسي وسمعته يقول لزميله لا تضرب بالسريع، فقلت له: مالك تصيح؟ فقال: هذا واحد خُبلي مش متعلم بيضرب بالسريع.
ويقول الأب: (لم أرى أولادي منذ 3شهور فقد ذهبت للحج ولم استطع العودة إلى دماج، وكان يقول لي :أنا مشتاق لك يا أبي، فأقول له ممازحا: بل قل انك مشتاق للزواجة! ولم ينس أن يسأل عن الجرحى الذين اختطفتهم أمس الأجهزة الأمنية من المستشفى العسكري فطمأنته عليهم، فقال: أنا أبشرك يا أبي بقرب انتهاء الحوثي وذكر لي بعض الدلائل)
ظل الأخ مهدي يحدثني وهو شبه متماسك ومتصبر قائلا:
كنتُ اتصل لابني الشهيد السابق ( فهد) فأجد هاتفه مغلقا والآن اتصل على هاتف محمد فأجده أيضا مغلقا
ثم أجهش بالبكاء وأنتهت المكالمة.
ويخبرني الشباب الآن أن الموقع الذي كان يضرب عليه محمد والذي قُنص منه هو بيت الخراشي في قرية الأعوج الذي احتله الحوثيون وأن هذا البيت انفجر بعد نصف ساعة من إستشهاد محمد، وبداخله الكثير من المعتدين الحوثيين.
إنها عدالة السماء ! فهلا أرعويت عن غيك يا عبد الملك الحوثي؟
قصة استشهاد محمد مهدي الوادعي 21 سنة بدماج
اخبار الساعة - رشيدة القيلي