هام.. تقرير موسع عن سجون الحوثيين وأوضاع المعتقلين وقصص التعذيب الوحشي (النص)
اعداد: رياض الأحمدي، صالح الحكمي، محمد العبادي
في هذا الملف أو التقرير المطول عن سجون الحوثيين في محافظات صعدة وحجة سفيان شمالي اليمن ويقدم أرقاماً ومعلومات لأول مرة عن قصص التعذيب وأوضاع السجناء:
عناوين:
صعدة ما بين شائعات الأمن وواقع الرعب..
أرقام وتفاصيل عن الاعتقالات والسجون الحوثية تنشر لأول مرة:
726 حالة اختطاف منذ بداية العام 2012
48 معتقلاً سياسياً لا يزالون في سجون الحوثي
55 مخفياً قسرياً وقصص مروعة للمأساة.. الجبوخ مثالاً
69 سجناً موزعة بين صعدة وحجة وسفيان
سجون للنساء يكشف عنها لأول مرة
تعذيب وحشي وظروف بالغة القسوة في السجون
انتشار الأمراض في السجون ومنها "الجرب" و"الإميبيا"
ذرائع مختلفة للاعتقال وتلفيق تهم للمعتقلين
عبدالكريم أمير الحوثي.. يشكره الصعديون لكنه أُبعد
السجن والتنكيل لا يستثني بعض المنتمين للجماعة
قاتل ستة حروب وتعرض للتنكيل والسجن وانتهى إلى لاجئ
8 من أتباع محمد عبدالعظيم مخفيون وأنباء عن مقتلهم بسجن
الإصلاح يشرح التعذيب والاعتقال في حق أعضائه
القيادي الحوثي العجري: ما يقوله الإصلاح كذب
إعدامات بتهمة الجاسوية والعصيان.. بينها 3 من مسلحيهم
مختطفون مجهولون يتحدث عنهم سجناء مفرج عنهم
معتقل تحدث عن حضور عبدالملك الحوثي لأحد السجون
نماذج من شهادات حول الاعتقال والتعذيب
هل ينتظر البعيدون وصول سجون الحوثي إليهم؟
قصص رعب وتعذيب وحشية لا يعلم الكثير من اليمنيين أنها تجري في جزءٍ من بلادهم سقط بأيدي جماعة خارجة على الدولة.
إنها صعدة.. حيث مئات الآلاف من المواطنين أصبحوا يعيشون في وضع خاص ويخضعون لسلطات أخرى وهي سلطة جماعة الحوثيين المفروضة بقوة السلاح.. فهل يعلم اليمنيون شيئاً عن قوانين هذه الجماعة وممارستها التي تطبق على المواطنين هناك؟ وهل يعلمون عن سجون تمارس فيها أقسى أنواع التعذيب بعيداً عن أعين العالم وبعيداً عن أعين المنظمات الإنسانية ووسائل الإعلام.
الكثير من الناس يعلمون عن الثمن الذي دفعته البلاد جراء سلسلة الحروب التي راح فيها الآلاف من الجنود والمواطنين جراء المواجهات مع الحوثيين.. وكذلك يسمعون عن مساعي الحوثيين للتوسع إلى المدن والمناطق المجاورة وعن الحروب مع القبائل والمخالفين..
الأسئلة الغالبة في العادة تكون من نوع: الخطر الذي تمثله سيطرة الحوثي؟ المواجهات وأعمال التوسع في صعدة والمناطق المجاورة؟ هل سيتخلى عن السلاح؟ هل يمكن إعادة صعدة إلى حظيرة الدولة؟ من المسؤول؟.. لكن السؤال الذي يغيب عن الكثيرين هو: كيف يعيش المواطنون في المناطق التي يحكمها الحوثي؟
بين الشائعات والواقع
يشيع الحوثيون خارج صعدة بأنها تعيش في أمن واستقرار أصبحت تفتقد إليه المحافظات الأخرى جراء الإهمال وضعف وجود الدولة، ويتحدث أنصار الحوثي عن الإدارة الصلبة والانتشار الأمني وملاحقة اللصوص وغير ذلك من القضايا.. لكن آخرين يقولون إن صعدة معتقل كبير لا مكان فيه لغير صوت الحوثي، وإن ألصمت حين يوجد، هو صمت القبور والقرى المهجرة والخائفة من النطق. وقد شاهد العالم مقطع فيديو لأحد المواطنين الذاهلين وهو يتحدث لوفد حقوقي عن المعاناة التي يلاقيها أبناء صعدة وحجة، وبعد دقائق انهالت عليه أعقاب بنادق الحوثيين وأحالته إلى الموت. وتلك ليست إلا حالة وصلت إليها عدسة الكاميرات وبثتها مؤسسة وثاق للتوجه المدني في فلم وثائقي أعدته عن الألغام في حجة.. فماذا عن حالات لم تصادفها عدستها الكاميرات؟
صعدة وسجون السيد
تتناقل وسائل الإعلام بين الحين والآخر اخباراً عن ممارسات الحوثيين وعن المضايقات التي يتعرض لها مخالفوهم وعن أعمال الاعتقال ولتعذيب.. لكن هل يعلمون أكثر من أرقام وتصريحات عابرة وإدانات لهذه الأعمال؟
في هذا الملف نحاول الاقتراب من عش النسر!! جنة الحسن ابن الصباح او قلعة الموت كما سميت مع الفارق الزمني والجغرافي بين المكانيين لكن الموت يحاصرك في شعارات حرب تلوين الجدران في تناقض مرعب بين ادوات الرسم والرصاص والبارود فلا شعار يعلو فوق شعار الموت فما الذي يعكسه على من يظللهم من السكان فلا ظل الا ظل الشعار.. كيف تدور حياة الناس اليومية هناك وكيف يتصرفون في مصالحهم ما القانون اذا اختلفوا ومن الحاكم الذي يرجعون اليه؟.
شكاوى عن معتقلين ومفقودين وعن معذبين منتهكة حقوقهم في سجون حماة الشعار الذين لا يخيفهم شيء كما تخيفهم كاميرات واقلام الصحفيين او الزائر للمحافظة المنحاز للانسان ولا شيء غيره من اولئك العاملين في المنظمات المهتمة بحقوق الانسان ان كنت صحفياً أو زائراً تحتاج إلى اذن تسمع همس الناس وعين تقرأ وجوههم المرعوبة..
تتقاطع التفاصيل اليومية معك عن اعتقالات (المجاهدين) للناس وحماسة اولئك الشباب الحاملين للكلاشنكوف.. انهم جنود الشعار يذكرك احتلالهم لمفترقات الطرق وتقاطعاتها بالانزال الجوي الالماني على النرويج في الحرب العالمية الثانية التي احتلت خلال ست ساعات فانت والسكان والمجاهدين في معتقل كبير بمساحة محافظة وامتداداتها وما عليك الا ان تكون مثل الجميع جندياً للشعار ولو كذباً فلن يرحمك هنا احد.
لكن ما حقيقة السجون في هذا المعتقل الكبير واين أولئك المخفيين قسريا لماذا الاعتقال ما هي التهم التي تودي بك إلى هذه السجون لتتجنبها وكيف يعمل داخلها هؤلاء السجناء؟.
إنها سلطة بكل معانيها، فلم يتبقَ للدولة شيء حتى اسمها يكاد يتلاشا هنا والاستغاثة بها او الولاء لها تهمة، وما ارخص هبات التهم وما اكثر الهمس بين السكان من يسمع عن ما يجري في صعدة يكاد لا يصدق فما كتبه الكاتب العراقي عن جمهوريات الخوف لا يقارن بما يحدث في هذه المحافظة.
هل في صعدة مخفيون قسرياً ومعتقلون يتعرضون للتعذيب؟ الإجابة هنا تحتاج منك قدرة على النفاذ إلى السجون او مقابلة من خرجوا منها وحتى لو وجدت هؤلاء فرجال القبائل لديهم قدرة مخيفة على احتمال الألم كقدرتهم على احتمال هذه الجغرافيا القاسية.. قد يعترف لك انه كان معتقلاً لكنك ان سالته عن التعذيب يرد بكبرياء انه كان يسمع من يعذبون في الغرف الاخرى وهو في المعتقل معتقدا انه ان اعترف لك فسوف تنتقص من قدره لكنه ان اطمئن اليك يبوح لك بما لا تحتمل سماعة من وحشية التعامل داخل المعتقلات ولعل اكبر تهمة في المحافظة هي التمرد على الحق الالهي لحماة الشعار في حكمك.
وهنا سنضطر ان نتعامل مع ما هو قائم:
أرقام وتفاصيل حول المعتقلين
تصاعدت الاعتقالات أو الاختطافات التي تقوم جماعة الحوثيين خلال الشهور الأخيرة بشكل واسع، ويرجع الناشطون والمواطنون الذين التقيناهم هذا الارتفاع إلى أسباب عديدة، أبرزها سعي الحوثيين لإحكام القبضة الأمنية على المحافظة وإجلاء مناوئيه من جميع التيارات المخالفة له، والتي كان قد دشنها بإجلاء يهود آل سالم اليمنيين من صعدة في فترة مبكرة.
وبحسب الإحصائية التي حصلنا عليها من مؤسسة وثاق باعتبارها المؤسسة الوحيدة التي رصدت الانتهاكات ضد المدنيين في صعدة فإن عدد الاختطافات المسجلة منذ بداية العام 2012 وحتى اليوم بلغت (726) حالة اختطاف. ويعتبر هذا الرقم مؤشراً على الارتفاع المتصاعد مع تضعضع حال الدولة خلال العامين الأخيرين ومع الشرعية السياسية التي حصل عليها الحوثي بإشراكه في الحوار. حيث كانت الاعتقالات التي رصدتها وثاق في تقريرها حتى نهاية العام 2011 من بداية سيطرة الحوثي وأثناء المواجهات مع الدولة قد بلغت 597 حالات اختطاف بينها 22 حالة اعتقال تعرضت للتعذيب.
ومن هذه الاعتقالات تفيد أن 48 معتقلاً سياسياً لا يزالون في سجون الحوثي وأماكن اعتقالهم معروفة، بالإضافة إلى 55 مخفياً قسرياً لا يعلم مكان اختطافهم. وهناك العديد من المختطفين قضوا نحبهم في السجون أو أعدموا، والحالات التي وصلتنا هي قليلة جداً يرويها بعض المفرج عنهم والذين يتحدثون عن أساليب التعذيب وعن حالات التقوها أثناء سجنهم.
المخفيون قسريا
وراء كل حالة تعرضت للاعتقال والترهيب أو التعذيب قصة حزن ورعب ومأساة ترتبط بأهالي وأفراد أسرة المختطف الذين تنكدت حياة بعضهم جراء اختطافه وغيابه وجراء ما يتعرض له. لكن جانب المخففين قسرياً يبدو أكثر تجسيداً لهذه القصص المآساوية. وكشفت لنا مؤسسة وثاق انها رصدت (55) حالة اخفاء قسرياً في سجون الحوثي لا يعلم مصيرهم ولا مكان اختطافهم، ومن بين هؤلاء الدكتور علي الجبوخ والذي تداولت قصته في وقت سابق.
المخفي قسرياً الطبيب علي صغير صالح الجبوخ ذهبنا إلى أسرته التي أصبحت تعيش في العاصمة صنعاء والذي التقينا بأبيه الرجل المسن وسألناه عن ابنه الدكتور المعتقل وقد أجابنا كشخص متماسك تبدو في عينيه ملامح اتقاء الشكوى. بأن ابنه الطبيب اعتقل في 15/نوفمبر/2009 من منزله في قرية النظير أثناء ما كان يتأهب لأداء عمله، وأنه اتهم بأنه ساعد بإخفاء قائد طائرة حربية سقطت في المنطقة، أثناء المواجهات بين القوات الحكومية والحوثيين في ذلك الحين.
صغير الذي كان فخوراً عندما أخبرنا أن ولده لم يكن محارباً بل كان يعتبر أن حمل السلاح ظاهرة مسيئة وكل سلاحه هو "السماعة" و"المشرط"، أكد أن أخباراً تصل إليه من مساجين أن ابنه لا زال حياً وأكد أنه لن ييأس وحينها خارت قوته وتغلبت عليه عاطفة الأبوة وانفجر بالبكاء.
أما أم علي الجبوخ عندما سألنها فلم تستطع أن تتمالك نفسها من البكاء وحالتها أشد مأساوية من أبيه.. إذ فقدت بصرها من شدة الحزن والوجد على ابنها.. وقد روت لنا قصة اعتقاله بأنهم - أي الحوثيون - حضروا وحاصروا المنزل وقاموا بالتفتيش بحثاً عن الطيار وعندما لم يجدوه قاموا باعتقال ابنها الدكتور علي. وأشارت إلى أنها أثناء قيامهم باعتقال ابنها تشبثت بثيابه وكانت تقول لهم "لا تأخذوه" وكانوا يضربونها وهي تقبل اقدامهم وتقول لهم: "اتركوه وخذوني أنا".
أم علي الجبوخ أصبحت إنسانة محطمة فقدت بصرها وكل أملها في الحياة أن ترى ابنها.
وليس الأب والأم وحدهما من ينتظران، لا زالت لديه زوجة تنتظره، وطفلاه أنور وعبدالله اللذين لا يعرفان أباهم إلا من خلال الصورة التي ينظرون إليها قبل نومهم في كل ليلة.
وعبرنا وجهت أسرة الخبوج مناشدة للمجتمع الإنساني أن يعمل ما بوسعه لإطلاق سراحه. وطالبت بشكل خاص المبعوث الأممي إلى اليمن جمال بن عمر بأن يعمل على إطلاق سراح علي الخبوج، والذي ترى أمه أن مشاكل اليمن ستحل كلها إن وجدت ابنها.
سجون الحوثيين
لا توجد إحصائية دقيقة بعدد سجون الحوثيين في صعدة والمناطق التي يسيطرون عليها، لكن تقرير مؤسسة وثاق الحقوقي في نهاية العام 2011 أشار إلى وجود 36 سجناً تابعاً للحوثيين، وقد كشفت لنا مؤسسة وثاق للمرة الأولى أنها حصلت على معلومات بوجود 3 سجون إضافية في صعدة بالإضافة إلى وجود 20 سجناً في محافظة حجة و10 سجون في عمران، أي أن عدد السجون التي رصدت حتى الآن 69 سجناً منها موزعة بين صعدة وحجة ومديرية حرف سفيان. مع الإشارة إلى أن العديد من المواطنين الذين التقيانهم يشيرون إلى أنواع مختلفة من السجون، فبالإضافة إلى سجون أقسام الشرطة التي كانت تابعة للدولة، هناك أيضاً مواطنون يفيدون بأنهم اعتقلوا في مدارس ومبانٍ حكومية يسيطر عليها الحوثي، بالإضافة إلى منازل مواطنين مهجرين.
وعندما سألنا القيادي في جماعة الحوثي عبدالملك العجري نفي وجود اعتقالات من قبل جماعته غير أنه لم ينف وجود سجون "لا أحد ينكر" ولدى سؤالنا له لمن تتبع هذه السجون قال قال إن "بعضها تابع للسلطة المحلية في كثير من المناطق، والأشخاص المكلفين بالسلطة المحلية هم من أنصار الله ويتنافعون في القضايا"، موضحاً "نتيجة للوضع الذي حصل بعد الثورة ونتيجة للحروب الذي ماسكين الوضع هناك هم السلطة المحلية بالتعاون مع أنصار الله". مؤكداً أن هذا الوضع غير طبيعي نتيجة الحروب لكنه أمل أن يحل بمناقشة القضايا عبر مؤتمر الحوار.
تعذيب وحشي في السجون
قد يكون الاعتقال أمراً أقل مرارة اقتضاه الأمر الواقع بسيطرة الجماعة، لكن الجريمة الأشد والأنكى من الاعتقال خارج القانون وأحياناً من الموت، هي التعذيب الوحشي الذي يتعرض له المعتقلون والذين يذهل المرء بسماع الروايات من بعضهم الذين خرجوا من السجون.
يجري التحقيق مع الفرد لمدة ست ساعات متواصل مع الضرب، ويتنوع التعذيب من الضرب بالأيدي على الوجه، والضرب بالخبطات الكهربائية والعصي والأسلاك على الظهر والمؤخرة وفي مناطق حساسة في الجسم، إلى التجريد من الملابس من سطح السجن وصب الماء البارد على المعتقل وتركه حتى يثلج الجسم.
كما يكون التعذيب في سجون الحوثي ربط الأيدي إلى الخلف والركل بالأرجل، والربط على الأعين وإجبارهم على التبصيم (بصمة) على أوراق لا يعرفون ما الذي مكتوب فيها. تعليق الشخص من السطح ورأسه للأسفل ويمليون بأرجله مع التهديد برميه بهذه الطريقة إلى خلف السجن. كما يمنعون عنه الفراش، في ظل الأجواء الباردة، هذه الأيام بالذات حتى أنهم لا يستطيعون مسك "البول" ومن وسائل التعذيب ان يجبروا المعتقل على شرب كمية كبيرة من المياه ثم يقومون بربط عضوه الذكري لمنعه من التبول.
يمنع الحوثيون السجناء لديهم من النظافة والتواصل مع الأهل والناس ومنع الزيارة إليهم.. ولا يعرف السجين أين هو مسجون، كما لا يعرف أهله مكانه بالضبط في أغلب الحالات.
والزنزانة متر في مترين لا يوجد فيها ضوء أو هواء أو فراش أو حمام. ولا يسمحون للسجين بالذهاب إلى الحمام إلا مرة واحدة في اليوم.. بالإضافة إلى ذلك لا يسمحون للسجين بالاغتسال إلا مرة واحدة في الشهر، إلا إذا قال السجين أنه أحدث "حلم" في المنام يحلفونه ويسمحون له بالاغتسال.
أمراض معدية ووجبة في اليوم
أما الطعام الذي يعطى للسجين لدى الحوثي فهو قرص من الخبز في اليوم فيه مذاق مادة "الديزل"، ويتسبب للبعض من السجناء حسب الشهادات بـ"الإسهال".
أما الحالة الصحية فيشير المواطنون ممن التقينا بهم إلى انتشار الأمراض بين السجناء بسبب التعذيب وظروف السجن الموحشة والتي تؤدي في بعض الحالات إلى أمراض نفسية وأمراض أخرى تنتشر بين السجناء أبرزها "الجرب" و"الإميبيا". وقد حصلنا على أنباء بوجود أكثر من 200 سجين في باقم مصابون بالجرب.
أسباب الاعتقال والتهم الموجهة
إن أغلبية الحالات المسجلة التي حصلنا عليها من منظمات حقوقية وجهات محلية أخرى غالبها اعتقالات سياسية او لمخالفيهم او ممن هم ليسوا مع الجماعة ويشكون به، لكن هناك حالات أخرى تحدث جراء شكوى من مواطنين أو خلافات مع حوثيين أو عدم التجاوب معهم، أو بسبب عدم دفع الزكاة بالإضافة إلى الابتزاز من قبل بعض قيادات الحوثيين التي تلفق تهماً لبعض من يختلفون معها وليس بالضرورة أنهم على خلاف سياسي مع الجماعة. وهناك اعتقالات
أما التهم التي توجه إلى المعتقلين فهي عديد وأبرزها بحسب الحالات التي التقيناها: معارضة الفكر، الوقوف ضد المسيرة القرآنية، التجمعات والمقايل، تخزين السلاح، ممارسة السياسة والفكر المخالف لهم.. ليس هذا فحسب بل ان السفر من صعدة يعد تهمة لدى الحوثيين، حيث يقومون باعتقال بعض من يسافرون إلى صنعاء للتحقيق معهم واتهامهم بمقابلة "السفير الأمريكي". والتهم السياسية لا تكون مباشرة أحياناً، فيلصقون بالمختطف تهماً أخلاقية كاتهامه بأنه "شاذ"، أو اتهامه بتجارة أو تعاطفي "المخدرات"، وهناك تهم أخرى مستحدثة كالعمالة والنفاق، وللعلم فان تهمة العمالة او النفاق تعد إهدارا لدم المتهم.
طرق الاعتقال
يؤكد معظم المواطنين الذين التقينا بهم من أبناء صعدة ممن تعرضوا للاختطاف أو كانوا شهوداً على عمليات خطف، أن أسلوب الحوثيين في الاعتقال في أكثر الحالات يكون عن طريق الخطف إلى أماكن مجهولة، فلا يتم الاعتراف بأن المختطف لديهم أو الحديث عن مكان اعتقاله، وهو الأسلوب ذاته الذي تستخدمه بعض أجهزة المخابرات القمعية. بالإضافة إلى أن هناك حالات يتم اعتقال عن طريق الاستدعاء.
والجدير ذكره أن المعتقلين الذين يدلون بمعلومات حول ظروف اعتقالهم هم قليل جداً، إذ يتحفظ أغلب المعتقلين بسب التهديدات التي يتعرضون لها او بسبب الخوف على سلامتهم او سلامه اهليهم وذويهم الذين قد يتعرضون للأذى من قبل جماعة الحوثي وقد ابلغنا عن اعتقال الاخ عبدالغني صالح هادي عنان بسبب انه اتصل بقناه سهيل يوم 3/11الجاري وتحدث عن حصار دماج، كما انه يتم تهديدهم بأنهم قد يتعرضون للتصفية إذا أدلوا بمعلومات لوسائل الإعلام والجهات المعنية حول ظروف اعتقالهم.
مناسبات الاعتقال
ويشير من التقيناهم إلى أن الاعتقالات تزيد أثناء المناسبات كاحتفالات الغدير و"يوم القدس"، كذلك في "أيام الزكاة" ومواسم "جني الثمار"، بالإضافة إلى الاعتقالات السياسية التي تزيد مع كل مواجهة يخوضها الحوثي ضد القبائل أو السلفيين في مناطق أخرى.
بالإضافة إلى ذلك لوحظ ما يشبه الإجلاء لبعض المناطق، فبالتزامن مع الهجوم على منطقة دماج لمحاولة إجلاء آخر نقطة في صعدة لجماعة دينية لا تواليه ممثلة في السلفيين، بدأ بالتزامن مع ذلك بإجلاء سياسي لمخالفيه من مديرية حيدان وساقين وهي مناطق انطلاقه. في مؤشر على أن الإجلاء المذهبي لمخالفيه من صعدة قد تتبعه محاولة لإجلاء سياسي لما تبقى من المنتمين لتيارات سياسية أخرى.
غياب عبدالكريم أميرالدين الحوثي
وهناك أمر من المهم الإشارة إليه، وهو ما يذكره الكثير من المواطنين وممن تعرضوا للاعتقال، حيث يرجعون زيادة الانتهاكات الذي يتعرض له المواطنون في صعدة منذ بداية العام الجاري، إلى غياب أحد القياديين في الجماعة وهو "عبدالكريم أمير الدين الحوثي"، حيث يشيد به الكثير ممن تعرضوا للاعتقال ويؤكدون أنه أيام كان في صعدة كان له دور في تخفيف الظلم على المعتقلين كما انه كان يستمع للمواطنين الذي يذهبون إليه للشكوى من تعرضهم للظلم بقضايا أخرى ويعمل على حلها وقد حاز مقابل ذلك على احترام وحب من قبل الجميع في صعدة. الامر الذي لم يحلو للبعض فعملوا على نقله إلى منطقة أخرى منذ بداية العام 2013 بحسب افادة كثير ممن التقيناهم.
أنواع المعتقلين
المعتقلون الذين التقيناهم أو حصلنا على معلومات حولهم من تيارات ومشارب مختلفة، منهم من التيارات السياسية كالتجمع اليمني للإصلاح، وكذلك من المؤتمر الشعبي العام، بالإضافة إلى معتقلين من القبائل ومن التيارات الزيدية المخالفة للحوثي كتيار محمد عبدالعظيم الحوثي، بالإضافة إلى بعض المعتقلين من العناصر المنتمية للجماعة نفسها والتي تعرضت للاعتقال والتعذيب أو القتل بسبب تهم مخالفة الأوامر أو الاشتباه وغير ذلك..
انتهاكات لعناصر في الجماعة
التعذيب والاعتقال كذلك لا يستثني عناصر الجماعة الذين يرفضون الأوامر أو تحدث لهم خلافات شخصية مع بعض القيادات التي تنكل بهم ومن الحالات النوعية للتعذيب والانتهاك من عناصر الحوثيين ما يرويه أحد المسلحين الذين قاتلوا مع الحوثي وهو (ف. أ) ومن أسرة هاشمية نتحفظ على ذكر اسمه ، حيث يؤكد أنه شارك في خمسة حروب مع جماعة الحوثي وبعد الحرب السادسة سلم البندقية لكنهم اتهموه بأنه لم يسلمها وإنما باعها، واعتقلوه بهذه التهمة لمدة 5 أشهر، وفي بداية حرب دماج الأولى أفرج عنه ليشترك بالحرب على دماج ويصاب بجروح خلال المواجهات، وقد تم إسعافه إلى صنعاء.
لم تكن تلك المشاركة والإصابة في الحرب كافية ليعتذروا له ويعيدوا له الاعتبار.. بل إنه بعد العودة إلى صعدة تم اعتقاله من جديد 11 شهراً بتهمة مقابلة السفير الأمريكي في صنعاء وأنه يعمل ضدهم وقد اعتقل هذه المدة ولم تكن زوجته تعلم شيئاً عنه.. وبعد 11 شهراً من السجن خرج يبحث عن زوجته وابنه في صعدة ولم يجدهما، وبعد اسبوعين خرج إلى صنعاء فوجد زوجته عند ابنة خالتها مصابة بحالة نفسية.. جراء التشريد والعذاب بينما كان زوجهاً مقاتلاً وسجيناً لدى الحوثي. هذا بالإضافة إلى أنه أصبح يلاحظ تأثر صحته بذلك أيضاً.
ومن العجيب في الأمر أنه عندما غادر صعدة انضم في صنعاء إلى جملة المهجرين من قبل الحوثي واستقبلوه بحفاوة رغم أنه كان من مقاتلي الحوثي الذين قاموا بتهجيرهم.
وهذه القصة هي التي وصلتنا، ولكن من يعلم عن القصص الأخرى والمعاناة التي يواجهها مقاتلون مع الحوثيين؟
من أتباع عبدالعظيم الحوثي
الاعتقالات من قبل جماعة الحوثي لا تستثني تياراً سياسياً أو مذهباً فكريا، بما في ذلك المخالفين لها من المذهب الزيدي، من أتباع عبدالعظيم الحوثي، حيث أكد لنا أحد طلابه وهو (أ. أ. ع) طلب عدم ذكر اسمه، أن الحوثيين أقدموا على اعتقال 8 أشخاص من زملائه في شهر ديسمبر 2009، وحتى اليوم لم يزل مصيرهم مجهولاً.
وبعد قيامنا بالتقصي والبحث أفاد مواطنون وناشطون من أبناء صعدة أن المذكورين تم استخدامهم كدروع من قبل الحوثيين وقتلوا في السجن إلى جانب سجناء آخرين وذلك بقصف من قبل الطيران أثناء الحرب.
أعضاء الإصلاح
كثيراً ما تتناول وسائل الإعلام أنباءً عن الاعتقالات والملاحقات التي يتعرض لها أعضاء من حزب التجمع اليمني للإصلاح، في مديريات مختلفة، بل إن الانتماء للإصلاح تهمة توجه لبعض من يتم اعتقالهم.. وفي العامين الأخيرين صعد الحوثي باستمرار من خطابه العدائي ضد الإصلاح.
وخلال الأسابيع الماضية توجه مكتب الإصلاح بمحافظة صعدة بمناشدة لإنقاذ 19 فرداً من ناشطيه في مديرية ساقين وبعض المناطق الاخرى في المديريات الأخرى اعتقلوا في سجون الحوثي قال إنهم يتعرضون للتعذيب. حيث جاءت المناشدة ببلاغ صحفي إلى رئيس الجمهورية واحزاب اللقاء المشترك ورئيس الوزراء ومؤتمر الحوار الوطنى وجمال بن عمر الامين المساعد للامم المتحدة. ناشد فيها بالضغط على جماعة الحوثي لإطلاق ناشطيه والذين تم اختطافهم من منازلهم قبل منتصف الشهر الماضى وتم إخفائهم عن اسرهم في معتقلات سرية محملا وزيرا الداخلية والدفاع عن حياة المعتقلين لدى جماعة الحوثى".
وقال اصلاح صعدة في بلاغات صحفية 8 و 11 نوفمبر الجاري إن ناشطيه لم يرتكبوا اي ذنب او جريمة سوى عدم خضوعهم لسيطرة مليشيات الحوثي المسلحة والتي تحاول بين الحين والاخر الزامهم بالتخلي عن انتمائهم للإصلاح وضمهم إلى مسلحي الجماعة بالقوة. وقال الإصلاح ان "افراده يتعرضون للتعذيب في معتقلات الحوثي في منزل قديم بمديرية ساقين.. والتعذيب بمختلف انواعه وبشقيه النفسي والجسدي إضافة إلى تعريضهم للبرد القارس في الليالي الباردة بعد تجريدهم من ملابسهم.. والذي يؤدي في الغالب إلى امراض مزمنة يعاني منها الفرد طوال فترة حياته و منها الفشل الكلوي". وأكد في بيان لاحق أن "جماعة الحوثى عن 2 من المختطفين وهم بحالة سيئة جدا وهم عبد الله على الحصان وأمين يحىى الحصان وبقى في المعتقل 17 شابا منهم 2 معلمين يتعرضون لأبشع أنواع التعذيب".
وخاطب الإصلاح الرئيس عبدربه منصور هادي والنائب العام "نطالبكم بتحمل مسئولياتكم في حماية الأفراد والجماعات حسب ما قرره الشرع وأكده الدستور اليمني والقوانين النافذة. مؤكدين أن قيام جماعة الحوثى بمداهمة منازل المدنيين والزج بهم في معتقلات لا تتناسب مع الحيوانات فضلاً عن بني البشر والاعتداء عليهم بالضرب المبرح بالعصي الخشبية الغليظة والاسلاك الكهربائية الشائكة مما خلف إصابات شديدة وصل إلى كسر أعضاء بعض المعتقلين وهو أمر يستلزم إجراء تحقيق فوري ونزيه في كافة وقائع الانتهاكات التي طالت حقوق وأجساد المجني عليهم بداية من اقتحام منازلهم واعتقالهم خارج إطار القانون ونهاية بتعذيبهم والاعتداء على أجسادهم وإحداث إصابات بالغة وصلت إلى حد الكسر واخراجهم فى منتصف الليل وخلع ملابسهم وصب الماء البارد عليهم حتى الصباح ومنع الزيارة والاتصال من أهاليهم".
وطالب الإصلاح بنزول لجنة ميدانية لزيارة "سجون ومعتقلات الحوثي السرية وفتح تحقيق فوري عاجل حول وقائع الاعتداء والضرب واستعمال التعذيب والعنف ضد المجني عليهم"، كما طالب بمحاسبة "المسئولين عن تلك الجرائم واتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة ضدهم".. وطالب "جميع الأحزاب السياسية والمنظمات والنقابات والاتحادات بإدانة الاختطافات والتعذيب التي تمارسه جماعة الحوثى ضد الشباب المنتمين للإصلاح في صعدة".. كما طالب "بسرعة الإفراج عن المختطفين ونقلهم إلى العاصمة لتلقي العلاج جراء التعذيب الذي تعرضوا له".
بالإضافة إلى ذلك يقول الناشط الحقوقي نجيب السعدي رئيس مؤسسة وثاق للتوجه المدني أن الاعتقالات اكثر بكثير من الأخبار التي يتم تناولها في الاعلام وان اغلب الاخبار التي ترد في الاعلام هي لاعضاء الاصلاح الذي يهتم بإثارة قضايا اعتقال أعضائه بينما هناك المئات من المعتقلين لا يجدون من يتكلم عن ماساتهم.
تكذيب حوثي
ولدى سؤالنا القيادي في الجماعة عبدالملك العجري عن الأنباء والتقارير التي تتحدث عن الاعتقالات والتعذيب في سجون الحوثيين والتي كان آخرها بيان الإصلاح، نفى صحة ذلك وقال: أنت تبني تقريرك على معلومة غلط الإصلاح أعتدنا منهم أن يكذبوا كثيراً" وقال: "الإصلاحيون 80% من موادهم الإعلامية خاصة باتهامات لأنصار الله آخرها صواريخ اسكود ومرة كيماوي وأشياء غريبة".. "فلو أن أنصار الله يتفرغون للرد على إعلام الإصلاح فإنهم يحتاجون "واحد يعمل باليوم عشرة بيانات للرد عليهم". وعند سؤالنا له للتأكيد هل يعني ذلك أنكم تنفون أجاب: "جملةً وتفصيلاً الأصل في إعلام الإصلاح الكذب وأي شيء عن أنصار الله فلتدري أنه كذب".
الإعدام بتهمة الجاسوسية
لا تقتصر الحالات المسجلة على السجن والتعذيب بل إن هناك حالات سجلت بسجناء قضوا في السجون بتنفيذ أحكام الإعدام عليهم، ومن الحالات المسجلة 4 أشخاص منهم 3 حوثيين، حسب إفادة أحد المقاتلين الحوثيين سابقاً ممن اعتقلوا، حيث أكد لنا أنه تم إعدام ثلاثة أشخاص من التابعين للحوثي في مواقف متفرقة بتهمة الخيانة وعصيان أوامر، اثنين منهما من أحد القادة.. وشخص ثالث من قائد آخر.
أما الحالات التي تعرضت للإعدام لتهمة الجاسوسية فهي عديدة أبرزها إعدام عامل بناء من أبناء ماوية التابعة لمحافظة تعز في قفلة عذر بمحافظة عمران سبتمبر من العام الماضي. وهو المواطن "شرف سلطان" الذي يعمل في المنطقة منذ سنوات. وأكدت مصادر محلية أنه أعدم أمام الجميع بتهمة الجاسوسية لأمريكا وإسرائيل في جريمة هزت الرأي العام يومها. الأمر الذي دفع الحوثيين إلى النفي بتصريح منسوب إلى الناطق الإعلامي لمكتب الحوثي.
النساء أيضاً
في تطور خطير، كشفت مؤسسة وثاق لأول مرة أثناء لقاء بها عن وجود نساء مختطفات في سجون الحوثيين، مؤكدة أنها حصلت على معلومات باعتقال اثنتين لأشهر، إحداهن تقول إنها اعتقلت من أجل خلاف حول "أرض"، كان احد الحوثيين يريدون الاستيلاء عليها وقد أفادت انها وجدت الكثير من النساء في السجن الذي اعتقلت فيه هذا حسب روايتها لا ننفيه ولا نثبته قياساً إلى الواقع القبلي الذي يسود هذا المكان فتلك معيبة في الذهنية العامة للسلوك القبلي.. (نساء معتقلات!! امر لا اكاد اصدقة).
الجدير ذكره أن رئيسة القطاع النسائي في فرع المؤتمر الشعبي العام في صعدة ورئيسة فرع اتحاد نساء اليمن في صعدة فتحية العطاب تعرضت لمحاولة اختطاف من بيتها من قبل الحوثيين في العام 2011 وعندما لو يتمكنوا من ذالك وقاموا بضربها ضرباً مبرحاً وكسروا يدها قبل أن يغادروا منزلها .
مختطفون مجهولون
الحالات العديدة التي يتحدث عنها الإعلام حيناً ليست إلا قيضاً من فيض، فهناك معتقلون لا أحد يستطيع الوصول إليهم وتصل أخبار بعضهم عبر بعض ممن تعرضوا للاعتقال وأفرج عنهم حيث يتحدثون عن بعض من التقوهم في السجون، حاولنا التأكد من وجود مختطفين من خارج محافظة صعدة ولم تشع عنهم اخبار، سألنا مؤسسة وثاق فأفادونا بانهم حصلوا على معلومات ليسوا متاكدين من دقتها بان هنالك ثلاثة اشخاص احدهم عسكري من محافظة ابين لانعرف إلى الان ما اسمه واثنان من حضرموت قيل لنا انهما مغتربان كانا في طريق عودتهم إلى بلادهم عبر طريق الملاحيط تم اعتقالهما في 2010 ، وقيل انهما تعرضا للنهب والاعتقال من قبل الحوثيين حسب افادة احد المعتقلين المفرج عنهم وهذه المعلومات ليست حقوقية -حسب افادة وثاق- اذ لا تاكيد لها.
عبدالملك الحوثي يحضر لأحد السجون
يقول أحد أبناء صعدة، طلب عدم ذكر اسمه، إنه كان معتقلاً في أحد السجون وإنه تعرض للتعذيب بشكل كبير، وذات يوم أثناء نقله من زنزانة إلى أخرى، شاهد شخصاً يتجمع حوله العديد من الأشخاص قيل له إنه عبدالملك الحوثي، فصاح بأعلى صوته مستنجداً ومستغيثاً يشكو من تعرضه للتعذيب، فطلب عبدالملك الحوثي أن يحضروه إليه وسأله: هل يعذبون بقية المساجين، فأجاب بنعم. فقال لهم الحوثي "لا تعذبوه لأنه بوجهي".. وأشار هذا السجين إلى أن التعذيب خف بعد ذلك اليوم. لكنه قال إنه كان يسمع أصواتاً جراء تعذيب آخر.
شهادات
(ص .م) متزوج وله ولدان، اعتقل مرتين وأدخل السجن بتهمة أنه "وهابي" ويريد تخريب البلاد، وقد سجن في غرفة مظلمة ومنع من الزيارة وتعرض للطم في الوجه، ثم تعهد بعدم ممارسة العمل السياسي.
(ع .س) اعتقل 3 مرات بتهمة الانتماء ورفض حكم قاضي الحوثي عندما حكم عليه بإخراج أخيه من حق الوراثة. فقبل رمضان أدخل إلى السجن بعد إطلاق النار عليه وربط عيونه وضربه بأعقاب البنادق وتهديده بالرمي في بركة ماء. ثم أدخل في غرفة مظلمة وأغلق عليه حتى خرق في الجدار واستطاع الخروج منه.
معتقل اخر يقول لقد تم استدعائي من بيتي في 21/10/2013 وأخذوني في طقم حوثي ليلاً وأوصلوني إلى سجن في ساقين وهناك قاموا بالتحقيق معي ومضرب بالأسلاك والخبطات الكهربائية والركل وبطحوني أرضاً وضربوني أكثر من ساعة حتى سالت الدماء من كل جسدي وظلوا يحققون معي طوال الليل وأنا ملطخ بدمائي ثم رموا بي في زنزانة بدون فراش ولا ضوء ولا أكل ولا علاج وفي النهار يدخلون لي كسرة من الخبز اليابس لأجل لا أموت من الجوع وكاد البرد يقتلني. وكانوا يأخذوني إلى السطح ويصبون الماء البارد من فوق رأسي وأنا مجرد من الثياب إلا السروال.
طبعاً أصوات وأنين المعذبين تملأ السجن وتخرج إلى الخارج. الوضع مأساوي لاإنساني شديد الخطورة على الحياة البشرية أو أي حق من حقوق البشر والحيوان".
أما المواطن (أ.م.ض) تم "أخذي من بيتي في تاريخ في أكتوبر2013 من قبل مليشيات الحوثي في طقم مسلح وأخذوني إلى مركز مديرية ساقين (مدينة ساقين) وادخلوني في سجن في (بيت الوقف) مبنى طين كبير مليء بالزناين وهناك السجن مليء بالسجناء وقاموا بضربي وتعذيبي بالخبطات والأسلاك الكهربائية من قبل أربعة اشخاص قيدوني إلى الخلف وبدأوا يضربوا ويحققوا معي ويسألوا عن الأسلحة التي معي وعن النجمات والمقابل وهل انا إصلاحي ومن هم الاصلاحيين في المنطقة وإذا قلت ما أعرفهم، يضربوني حتى يسيل الدم من ظهري وبعد ذلك يأخذوني إلى السطح ويجردوني من ثيابي والبرد شديد ويصبوا الماء من فوقي وهو بارد حتى اظن ان يدي سقطت مني شدة البرد ويسألوا أسئلة كثيرة معظمها لا أعرف شي عنها ورأيت ناس يدلوهم من فوق السطح ورؤوسهم إلى الاسفل ويهددوهم بالرمي من السطح بعدها يرجعوني إلى الزنزانة بدون فراش ولا أكل ولاشرب وأنا مريض ودمي يسيل وثيابي ملطخة بالدم ويربطوا على عيني ويأخذوا يدي تبصم على اوراق لا اعرف ما فيها وهكذا تستمر الايام ببطء شديد".
صعدة.. ماذا بعد؟
بعد استماعنا للعديد من الروايات حول جانب أوضاع السجون وتعذيب السجناء، كان السؤال الذي يحضر في أذهاننا: لماذا يعذبون؟ أما وقد أصبح المعتقل بين يديك أسيراً غير قادر على فعل شيء.. لماذا تعذبه؟ أوليس ذلك شيئاً من الوحشية المتعارضة مع الفطرة ومع الدين؟ وإذا كان ذلك قد سرى عرفاً في بعض الأجهزة البوليسية القمعية.. هل خدم التعذيب أولئك الذين يبيحون لمجرميهم بممارسته؟ هل تطيب الحياة وتطول أمدها لمن يعذبون؟ هل هذه هي مبادئ الدولة المدنية التي نسمعها من ممثلي الحوثي في الحوار؟هل هذه الأعمال والانتهاكات سياسة مقرة من قيادة جماعة الحوثيين؟ وهل هذا ما تريده الجماعة؟ الإجابة تحملها قادم الأيام والقرار بيد الحوثي نفسه. فإذا رأينا صعدة وسجونها مفتوحة لمن يريد التحقق والتحقيق.
والسؤال الذي يقفز بعد كل هذه الروايات والمعلومات: أين دور الحكومة والجهات الرسمية من المسؤولية؟ أين دور القوى والأحزاب السياسية وأين مسؤوليتها تجاه ذلك الجزء من الوطن؟ أين دور المنظمات الحقوقية والإنسانية المحلية والأجنبية وأين وسائل الإعلام الدولية؟
ولا ندعي أن المعلومات الواردة في هذا الملف هي الحقيقة أو كلها، ولكنها دعوة إنسانية ملحة إلى التحقيق والنظر إلى جزء من اليمن أصبح خارج سيطرة الدولة، بغض النظر عن أي نقص، فجماعة الحوثي مطالبة أن تثبت وتفتح صعدة أمام المنظمات الإنسانية والجهات المعنية.
إن صعدة وما حولها اليوم أصبحت سجناً كبيراً مليئاً بأطوار داخلية من السجون، وقد كانت يوماً ما محافظة يمنية حالها كحال بقية المحافظات والمناطق في الميزات والصعوبات. من لم يهتم النظر إلى سجون الحوثي في صعدة وحجة وسفيان فقد يكون عليه الانتظار حتى تصل سجون الحوثي إليه في صنعاء والمناطق الأخرى.