إما أن الإدارة الأمريكية وحدها العاقلة وإما أن العالم كله مصاب بالجنون.
لا أفهم قرار وزارة الخزانة الأمريكية إدراج اسم عبد الوهاب الحميقاني؛ وما حيثياته وأتمنى أن تنشر الحسابات البنكية؛ حتى يتسنى للرأي العام اليمني التحقق من صحة الإتهامات من عدمها، كما أشجع الاخوة في حزب الرشاد السلفي؛ أن يتواصلوا مع منظمات أمريكية وأن يرفعوا دعوة قضائية ضد وزارة الخزانة الأمريكية لدى المحكمة العليا معا.
السياسة الأمريكية في اليمن لا علاقة لها بالحلم الأمريكي ولا بالثقافة الأمريكية العظيمة ولا بالمجتمع الأمريكي المتنوع، ولا بأعظم حركة حقوق في العالم، ولا باختلاف الأديان واللهجات والبشرات والثقافات التي هي جوهر أمريكا. أمريكا المساواة والعدالة. هذه ليست أمريكا التي نحب. أمريكا لانغستون هيوز، وادجار آلن بو ودان براون. أمريكا نعوم تشومسكي وسيمور هيرش ونيكولاس كيج. هذه ليست أمريكا التي سمحت لرئيس أسود ان يجلس على مقعد البيت الأبيض فقط بعد أربعين عاماً من رفض امرأة سوداء النهوض من مقعدها لصالح رجل أبيض. هذه ليست أمريكا التي أسقط مقال صحفي لسيمور هرش رئيس الجمهورية نيكسون في ووتر جيت. كأنما تدار سياسة واشنطن في اليمن من قبل مجموعة من تجار السلاح ومصدري الحروب لا غير
عرفت الحميقاني في صنعاء كما والقاهرة أثناء ندوة للمعهد الملكي البريطاني تشاتام هاوس. كان راسمو السياسية الأمريكية عن اليمن كلهم مشاركون في الندوة. وأذكر أن مساعدة نائب الرئيس جون بيرنان وقتها ورئيس السي آي آيه طلبت في ذلك اليوم النقاط صورة مع الحميقاني لشدة إعجابهم بطرحه، ومنطقه السياسي المنفتح حتى أنني قبل شهور، كتبت هنا في حائطي ممتدحا لغة وخطاب الحميقاني على قناة بي بي سي.
عبدالوهاب الحميقاني رجل مدني بحق ليس بطرحه ومنطقه السياسي وانفتاحه فحسب؛ وإنما بسلوكه الشخصي. فهو لا يمشي في شوارع العاصمة بموكب مرافقين ومسلحين ولا هو قائد ميليشا مسلحة، ولم يتسبب في إراقة دم إنسان يمني واحد؛ كالعشرات من مراكز القوى والنفوذ والإجرام في اليمن؛ الذين يحظون بمباركة ودعم أمريكا.
على الحميقاني إذن إنشاء مليشيا مسلحة بدلا عن الحزب السياسي. يبدو أن هذا ما يشجع عليه قرار وزارة الخزانة الأمريكية!